من هو صقر قريش
صقر قريش يشار إلى عبد الرحمن بن معاوية الداخل باسم صقر قريش وهو حفيد هشام بن عبد الملك وهو مؤسس الدولة الأموية في الأندلس
والجدير بالذكر أن الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور هو الذي أطلق عليه لقب صقر قريش، ولم يستطع أن يهزمه في الحرب التي شنها عليه
صفات عبد الرحمن بن معاوية
من هو صقر قريش.. وصف المؤرخون صقر قريش بالعديد من الصفات الحسنة ، وقد أثني عليه في سيرته وفي مؤلفاته ، وقد أطلق عليه البعض لقب أبو الملوك ومن صفاته
العدالة والعلم وقيل عنه: حكيم ، مثابر ، ثاقب البصيرة ، سريع النهضة ، شجاع ، مغامر والجدير بالذكر أن موقع عبد الرحمن الداخل القيادي لم يؤثر على أخلاقه الحسنة.
ولم يذكر عنه قط أي فعل سيئ بل على العكس ، كان موضع ثناء العلماء لأخلاقه ومعرفته وكل هذا نابع من إنسانيته ومعدنه الفريد ، كما كان شاعراً بالإضافة إلى أنه كان يوعظ الناس على المنابر.
الفكر العسكري لصقر قريش
يتميز عبد الرحمن بن معاوية بفكر عسكري دقيق قضى حياته بالكامل في الحروب والصراعات من سقوط الخلافة الأموية ، إلى هروبه من العباسيين إلى الصحراء ، إلى الثورات التي عاشها أثناء قيام دولته في الأندلس ، وحتى وفاته
أظهر خصائص استخباراته العسكرية في الصراعات والثورات التي تعرض لها ، ومن سمات فكره العسكري:
المفاجأة والمبادرة
كان عبد الرحمن الداخل يخطط بشكل صحيح و لا يعطي فرصة لخصمه حتى يصل إلى هدفه ، بل يربكه ، يضع أعداءه في أوضاع تقيد حريتهم في القرار وتفرض عليهم زمن الحرب.
الاقتصاد في القوى
مع وجود مجموعة متنوعة من الصعوبات في حياة عبد الرحمن، كان من الضروري إنقاذ القوى لتحقيق أقصى استفادة منه.
الحفاظ على الأهداف
كان صقر قريش مهتماً جداً بحماية أهدافه وإعطاء الأولوية للأهداف المهمة في تحقيقها.
تأسيسه للدولة الأموية في الأندلس
مع نهاية عهد الولاة ووصول الأندلس في حالة من الدمار والفوضى الشائنة ، ظهر صقر الإسلام
لإعادة الإسلام إلى مكانته في الأندلس ، وهذا الصقر هو عبد الرحمن الذي سعى بعد هروبه من اضطهاد العباسيين إلى إقامة دولة إسلامية في الأندلس
لكن إقامة الدولة لم يكن بدون صعوبات حيث واجه العديد من الثورات المقدرة بخمسة وعشرين ثورة استطاع التغلب عليها كلها وكان لعبد الرحمن الداخل سياسته الخاصة لتأسيس الدولة وهذه السياسة كانت كما يلي :
نجح عبد الرحمن الداخل في فصل دولته في الأندلس عن الشرق الإسلامي ونُسب إليه لقب الإمام أو الأمير
عمل عبد الرحمن الداخل بجد للسيطرة على الشؤون الداخلية للدولة و أسس مؤسسة أمنية خاصة مع قوة شرطة لضمان الأمن.
قام عبد الرحمن الداخل بتفريق العيون في الأندلس وخارجها وكان لديه مجموعة من الفرسان الأقوياء وبذلك تكون الدولة مهيأة لكل أنواع الأخطار الخارجية.
من أجل إقامة دولة قوية ، كان من الضروري إيلاء أهمية كبيرة للعلم والدين وقر العلماء ورفع مكانتهم واحترمهم و اهتم بنشر العلم والقيام به إلى جانب بناء المساجد وأهمها جامع قرطبة الكبير
ولم ينسى صقر قريش الجانب الحضاري وكان مهتماً بإنشاء الحدائق ، و تعد الرصافة أكبر حديقة في العصر الإسلامي.
وقام بزرع نباتات مختلفة ورائعة جلبت من جميع أنحاء العالم ، وبنى الحصون والأقواس والقلاع ، كما أنشأ داراً لصك النقود الذي يعتبر الأول من نوعه في الأندلس.
من أهم سمات دولة الأندلس الإسلامية أنها نجحت في تحقيق الاستقرار والازدهار لبلدها في عهد عبد الرحمن .
وكان هناك محاولة لبعض القبائل للثورة على حكم عبد الرحمن الداخل لكنه نجح في إخماد هذه الثورات.
على الرغم من وجود محاولات من قبل العباسيين للسيطرة و الهيمنة على الأمويين في الأندلس ، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل و أصبحت الدولة قوية ومستقرة ومزدهرة و ورث عبد الرحمن هذا الاستقرار والعزم لأبنائه.
وفاة عبدالرحمن الداخل
توفي في جمادى الأول بقرطبة سنة 172 هـ ودفن فيها عن عمر التاسعة والخمسين أمضى تسعة عشر عاماً في دمشق والعراق وأمضى ست سنوات من التخطيط لدخول الأندلس والهروب من العباسيين وقضى أربع وثلاثين عاماً من حياته في الأندلس.
من إعداد فريق نبض العرب