عائشة زوجة الرسول
عائشة رضي الله عنها هي عائشة بنت أبي بكر ولدت حوالي عام 613/614 وتوفيت حوالي عام 678 كانت الزوجة الثالثة والصغرى لنبي الإسلام محمد.
ولدت عائشة في مكة المكرمة كانت ابنة أبي بكر وأم رمان، وهما من أكثر صحابة محمد ثقة، لا توجد مصادر تقدم المزيد من المعلومات حول سنوات طفولة عائشة.
وغالبا ما يكون اسمها مسبوقا بلقب “أم المؤمنين” في إشارة إلى وصف زوجات محمد في القرآن.
لا يعرف الكثير عن حياة عائشة المبكرة، تتلاقى غالبية المصادر الكلاسيكية على أن عائشة كانت تبلغ من العمر ست أو سبع سنوات وقت خطبتها، وتسع سنوات عند الانتهاء.
أصبح عمرها مصدرا للاحتكاك الأيديولوجي في العصر الحديث، لعائشة دور مهم في التاريخ الإسلامي المبكر، سواء خلال حياة محمد أو بعد وفاته.
في التقاليد السنية، يتم تصوير عائشة على أنها علمية وفضولية، ساهمت في نشر رسالة محمد وخدمت المجتمع الإسلامي لمدة 44 عاما بعد وفاته.
وهي معروفة أيضا برواية عدة أحاديث ليس فقط في الأمور المتعلقة بحياة محمد الخاصة، ولكن أيضا في مواضيع مثل الميراث والحج وعلم الآخرة.
حظي فكرها ومعرفتها في مواضيع مختلفة، بما في ذلك الشعر والطب، بإشادة كبيرة من قبل الشخصيات البارزة المبكرة مثل الزهري وتلميذه عروة بن الزبير.
أصبح والدها أبو بكر أول خليفة يخلف محمد حيث حكم من 632 م إلى 634 م، وبعد عامين خلفه عمر حيث حكم من 634 م إلى 644 م.
وفي عهد الخليفة الثالث عثمان حكم من 644 م إلى 656 م، في عهد علي، أرادت الانتقام لموت عثمان، وهو ما حاولت القيام به في معركة الجمل.
شاركت في المعركة من خلال إلقاء الخطب وقيادة القوات على ظهر جملها، انتهى بها الأمر بخسارة المعركة، لكن مشاركتها وتصميمها تركا انطباعا دائما.
وبسبب تورطها في هذه المعركة، فإن المسلمين الشيعة لديهم نظرة سلبية بشكل عام عن عائشة، بعد ذلك، عاشت في المدينة المنورة لأكثر من عشرين عاما، ولم تشارك في السياسة، وتصالحت مع علي ولم تعارض الخليفة معاوية في الحكم من 661 م إلى 680 م.
نسب عائشة رضي الله عنها
نسب عائشة رضي الله عنها إلى بني تيم وهم بطن من قريش، فهي عائشة بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب، فيلتقي نسبها مع النبي محمد في مرة بن كعب.
تنتمي عائشة رضي الله عنها إلى عائلة قريشية مشهورة في مكة المكرمة، وُلِدت هذه السيدة في العام السابع للرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
وكانت والدها أبو بكر الصديق شخصية بارزة في المجتمع، إذ كان قائدًا للمؤمنين بعد وفاة الرسول، تزوجت عائشة رضي الله عنها بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام في سن المراهقة، وعاشت معه حياةً سعيدةً ومثاليةً.
تتمتع عائشة رضي الله عنها بالكثير من الفضل والأهمية في التاريخ الإسلامي، إذ كانت أحد الأعمدة الرئيسية في رسالة الإسلام بعد وفاة النبي.
وتشتهر عائشة بمعرفتها الواسعة وعلمها العميق، كما روت عن الرسول العديد من الأحاديث النبوية التي انتفع بها المسلمون، كما اتفق عليها صحابة الرسول والعلماء الكبار في الإسلام، حيث تمتاز بنزاهتها وتربيتها الصالحة.
صفات عائشة رضي الله عنها
ومن اهم صفات عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
- فضيلة العلم: كانت عائشة رضي الله عنها معروفة بكونها عالمة في عصرها، وأعلم النساء بالحلال والحرام، مما جعلها مرجعًا للصحابة الكرام في جميع المسائل الدينية والفقهية.
- العفة والحياء: كانت عائشة رضي الله عنها شديدة الحياء، وكانت تدافع بشدة عن احترام كرامة المرأة في المجتمع الإسلامي، وكانت تتمتع بالعفة الشديدة التي ما زالت تلهم النساء في كل مكان.
- القوة الشخصية والذكاء: لقبت عائشة رضي الله عنها بالصديقة، وكانت تتمتع بالقوة الشخصية والذكاء العالي، وكانت تستطيع إدارة الأمور المعقدة بسهولة.
- الكرم والجود: كانت عائشة رحمها الله معروفة بكرمها وجودها على الفقراء والمحتاجين، كما باعت منزلها وأنفقت جميع ما حصلت عليه في سبيل تطوير المجتمع.
- العزم والصبر: عائشة رضي الله عنها كانت عزيزة على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت تتحمل الصعاب بصبر وعزم، وهي مثال حي للقوة النفسية والعلمية التي يجب أن يتمتع بها المسلمين.
- الحرص على تطوير المجتمع: كانت عائشة رضي الله عنها تحرص بشدة على تطوير المجتمع الإسلامي، وكانت تعمل على نشر المعرفة وتطوير العلوم الإسلامية، وهو ما جعلها واحدة من أهم العلماء في عصرها.
- الحب والولاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم: كانت عائشة رحمها الله تعالى محبة ومولية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت تحرص على الدفاع عنه ودعمه في كل المحن والصعاب التي مر بها.
ماذا قال الرسول عن عائشة رضي الله عنها
كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم دوما يذكّر عائشة زوجته وحبيبته بمقدار حبه لها، فكان يقول لها: «حبك يا عائشة فى قلبى كالعروة الوثقى» أي: ﻛﻌقدة ﺍﻟﺤﺒﻞ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻨبى ﺣﻴﻨﺎ ﻭﺗﺴﺄﻟﻪ: ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪﺓ؟، ﻓﻴﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: «هى ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ».
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: (يا رسول الله! من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قال: من الرجال؟ قال: أبوها) رواه البخاري.
وعن عائشة رضى الله عنها قالت: «قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة عليك بتقوى الله عز وجل، والرفق، فإن الرفق لم يك فى شىء قط إلا زانه، ولم ينزع من شىء قط إلا شانه»، وهو نفسه من طالب بالرفق بالقوارير وأوصى الرجال بالنساء خيرا.
عن السيدة عائشة فتقول: «لمَّا رأيتُ مِن النبى – صلَّى الله عليه وسلَّم – طِيبَ النَّفْس قلت: يا رسولَ الله، ادعُ اللهَ لى، فقال: «اللهمَّ اغفرْ لعائشةَ ما تقدَّم مِن ذنبِها وما تأخَّر، وما أسَرَّتْ وما أعْلَنتْ»، فضحِكتْ عائشةُ حتى سقَط رأسها فى حجْرِ رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – من الضحِك، فقال: «أيَسرُّكِ دُعائى؟»، فقالت: وما لى لا يَسرُّنى دعاؤك؟!، فقال: «واللهِ إنَّها لدَعْوَتى»؛ أخرجه البزَّار فى مسنده، وحَسَّنه الألبانى.
ولما خير النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته في البقاء معه، إتباعا لأمر الله تعالى في قوله {قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب:28-29)، بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها. راجع هنا
كيف ماتت عائشة عند الشيعة
يعتقد الشيعة أن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها قتلت بطريقة وحشية على يد فرية بنت محمد بن خنساء، ويفترض الشيعة أن فرية قتلت عائشة عندما كانت تقوم بإحدى حملاتها ضد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، خلال حرب الجمل.
ويزعم الشيعة أن فرية وبمساعدة عبد الله بن كوفة قامت بقتل عائشة بسبب كرهها للإمام علي، ووفقًا للشيعة، فإن عائشة تم تحريم جثتها من الدفن وترك في المنطقة حتى تفترسها الكلاب، ولا توجد هناك أي علامة أو مكان يشير إلى مكان دفنها.
زواج الرسول من عائشة صحيح البخاري
عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين، وأُدخلت عليه وهي بنت تسع.
هذا الحديث ورواه مسلم في صحيحه (1422) عن عدة من مشايخه، وهم: أبو كريب محمد بن العلاء، وأبو بكر بن أبي شيبة، ويحيى بن يحيى، وابن نُمير؛ رواه هؤلاء من طريق هشام بن عروة عن أبيه.
ورواه البخاري في صحيحه عن خمسةٍ من مشايخه، وهم: محمد بن يوسف، ومعلى بن أسد، وقبيصة بن عقبة، وفروة بن أبي المغراء، وعبيد بن إسماعيل؛ وكلهم رووه من طريق هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير عن خالته عائشة رضي الله عنها، صحيح البخاري (3894)، (3896)، (5133)، (5134)، (5158).
من هي عائشة بالنسبة للشيعة
عائشة بنت أبي بكر هي زوجة النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأم المؤمنين، وتلقي الشيعة عليها نظرة مختلفة عما يروجه السنة والتقاليد الإسلامية.
فقد تنظر إليها الشيعة بسلبية كونها من أوصاف الإسلام السني وتلقيهم لها المسؤولية عن بعض الأحداث الدامية التي وقعت في تاريخ الإسلام، مما جعلهم يصفونها بصفات سلبية ويتحدثون عنها بسوء، وينقلون بعض المواقف التي يرون بها نقصًا في شرفها وهيبتها.
ومع ذلك، يجدر بالذكر أيضًا أن هذه النظرة السلبية ليست شاملة لكل الشيعة، فهناك من يرى في عائشة شخصية ذات أهمية في تاريخ الإسلام ويؤكدون على أنها تلعب دورًا مهمًا في نقل السنة النبوية والأحاديث النبوية الشريفة.
كلام جميل عن عائشة رضي الله عنها
كانت السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها زوجة الرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم المؤمنين، وقد كانت من أكثر رواة الأحاديث النبوية.
وقد تركت عائشة رضي الله عنها أثرًا رائعًا على التاريخ الإسلامي، فتحلى كلامها بالحكمة والجمال، وتركت وصايا ونصائح عدة للمسلمين.
فقد قالت: ” أقلوا الذنوب، فإنكم لن تلقوا الله عز وجل بشيء أفضل من قلة الذنوب”، كما قالت: “إن حسن الخلق والجوار وصلة الرحم يعمران الديار ويزدن في الأعمار، وإن كان القوم فجارًا”، و هي قائلة أيضًا: “إن العبد إذا عمل بمعصية الله، عاد حامداً من الناس ذامًا”.
كانت عائشة رضي الله عنها تمشي في طريق الحياة بالحكمة والروحانية، مما جعلها أحد أمهات المؤمنين الأكثر تأثيرًا في التاريخ الإسلامي.
متى توفيت عائشة رضي الله عنها
توفيت عائشة في منزلها في المدينة المنورة في 17 رمضان 58 ه (16 يوليو 678)، كانت تبلغ من العمر 67 عاما، كان أبو هريرة يؤم صلاة الجنازة بعد صلاة التهجد.
الأسئلة الشائعة
أين قبر السيدة عائشة رضي الله عنها؟
يعتقد الكثيرون أن قبر السيدة عائشة رضي الله عنها موجود في المدينة المنورة، داخل المسجد النبوي الشريف، يقع قبرها في الروضة الشريفة، بالقرب من قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابتيْه أبو بكر وعمر رضوان الله عليهما.
هل استأذن الفاروق عمر عائشة رضي الله عنها قبل دفنه في الحجرة النبوية؟
وفقًا لقول الإمام مالك، فقد استأذن الفاروق عمر بن الخطاب عائشة رضي الله عنها قبل دفنه في الحجرة النبوية، وقد وافقت على ذلك، ومع ذلك، لا يزال هناك البعض الذين قد يشككون في هذه الحكاية.
لماذا لم تنجب السيدة عائشة رضي الله عنها؟
إن الحكمة من عدم إنجاب السيدة عائشة من الرسول هو التفرغ للعلم، ونقل ما يحدث في بيت النبوة إلى الأمة بالحرف.
كم كان عمر عائشة عندما تزوجها الرسول عند الشيعة؟
عمر عائشة حين عقد النبي «صلى الله عليه وآله» عليها في سنة عشر من البعثة أكثر من ست سنين بكثير، أي ما بين ثلاث عشرة إلى سبع عشرة سنة.
ماذا قال رسول الله عن عائشة؟
كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم دوما يذكّر عائشة زوجته وحبيبته بمقدار حبه لها، فكان يقول لها: «حبك يا عائشة فى قلبى كالعروة الوثقى» أى: ﻛﻌﻘﺪﺓ ﺍﻟﺤﺒﻞ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻨبى ﺣﻴﻨﺎ ﻭﺗﺴﺄﻟﻪ: ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪﺓ؟، ﻓﻴﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: «هى ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ».
من إعداد فريق نبض العرب
المصدر : نبض العرب – قصص تاريخية