25 C
Gaziantep
الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةغرائب وعجائبرحلة إلى سد يأجوج ومأجوج.. أغرب قصة عبر التاريخ

رحلة إلى سد يأجوج ومأجوج.. أغرب قصة عبر التاريخ

رحلة إلى سد يأجوج ومأجوج

رحلة إلى سد يأجوج ومأجوج هل لديك الفضول لمعرفة قصة سلام ترجمان وسد يأجوج ومأجوج؟ سنقدم لكم قصة رحلة سلام ترجمان إلى سد يأجوج ومأجوج، تابع القراءة لنتعرف على رحلت سلام الترجمان الاستكشافية.

سنتحدث عن أغرب قصة في التاريخ، عن رحلة الرجل صاحب الثلاثين لسان سلام الترجمان وبحثه عن أقوام بدأت قصتهم من بعد عصر الطوفان ولن تنتهي إلا في آخر الزمان انطلاقاً من مدينة سُر من رأى (سامراء حديثاً) وانتهاءً بجبل قاف البعيد ومناطق ما وراء الجليد.

رحلة إلى سد يأجوج ومأجوج

رحلة إلى سد يأجوج ومأجوج

من صفحات التاريخ المحرمة نروي لكم قصة سنكشف بها حقيقة الأرض التي نعيش عليها، حيث ذكر الله تعالى يأجوج ومأجوج في موضعين في القرآن الكريم جاءت المرة الأولى في سورة الكهف لتقص علنا نبأ إفسادهم في الأرض وبناء ذي القرنين للسد، أما عن الموضع الثاني فقد ورد في سورة الأنبياء وقد بين الله في هذه الآية أنه عند خروج يأجوج ومأجوج وهدمهم السد فهي علامة من علامات الساعة الكبرى وما بين بناء السد وهدمه يبقى العلم عند الله.

رؤيا الخليفة العباسي

منذ ما يزيد عن 1100 عام وتحديداً في عام 232هـ / 722م وفي مدينة سُر من رأى عاصمة الدولة العباسية آن ذاك والمعروفة اليوم باسم سامراء رأى خليفة الدولة العباسية رؤيا سوء أفزعته، إذ رأى أن الردم الذي بناه ذو القرنين وحبس يأجوج ومأجوج قد انفتح،

فما كان منه إلا أن بحث عن أفضل الرحالة في البلاد فوجد سلام الترجمان ذي الثلاثين لسان أي الذي يتحدث ثلاثين لغة، فأمر الخلفية بإحضاره، فلما حضر أمره الواثق بالله بالسفر بحثا عن السد ليعرف حاله وأين مكانه، ثم أمر بستين رجلاً يسيرون معه بعد أن منح كل واحد منهم 50 ألف درهم وجهزهم بمؤونه عام ومئة بغل تحمل الماء والطعام، وقد حمل سلام ترجمان رسالة من الخليفة العباسي لكافة الامراء التي تسير الرحلة في ولايتهم وذلك ليكرموهم ويحسنوا ضيافتهم.

رحلة سلام الترجمان

سار سلام الترجمان ومعه الرجال في رحلة خط سيرها يمتد إلى الجزء الشمالي من قارة آسيا بحسب الخريطة آن ذاك، فاخذو يتنقلون من بلد على بلد ومن مكان إلى آخر حتى وصلوا إلى طرخان حيث ملك الخزر فلما أخبروه بأمر الخليفة أمتثل للأمر وأرسل معهم خمسة أدلاء، ساروا معهم 25 يوماً، حتى انتهى بهم المطاف في أرض سوداء نتنة الرائحة، ساروا فيها نحو 10 أيام حتى وصلوا إلى مدن خراب، ثم أخذوا يسيروا فيها 20 يوماً، فسألوا عن سبب خرابها فكان الجواب أنها مدن خربها يأجوج ومأجوج وعاثوا فيها الفساد.

ثم مضوا إلى حصون في جبل فيه سد عظيم وبينما هم يسيرون في تلك الحصون، قابلوا قوماً مسلمين يتكلمون العربية والفارسية، فسألهم القوم من أنتم ومن أين أتيتم وماذا تريدون، فأجاب سلام الترجمان ومن معه نحن رسل أمير المؤمنين فتعجبوا قائلين أمير المؤمنين، فأجابوا نعم، فاستفسروا أشاب هو أم شيخ قالوا شاب، فسألوا أين هو، فقالوا في العراق في مدينة يقال لها سُر من رأى، فتعجبوا من قولهم وعقبوا قائلين، ما سمعنا بمثل هذا من قبل.

استفسر الترجمان عن ردم بأجوج ومأجوج إن كانوا يعلمون من خبره شيئاً، فساروا معهم في رحلة طويلة حتى ووصلوا إلى مدينة يقال لها إيكا لها أبواب من حديد، ترى فيها من حولك أراض خضراء كالمزارع، وقد كانت هذه المدينة هي المدينة التي كان ينزلها ذو القرنين برفقه جنده، وقد كانت المسافة بين الردم وتلك المدينة مسيرة ثلاثة أيام فقطعوها حتى وصلوا إلى جبل عالٍ مقطوع بوادٍ عرضه 200 ذراع، ومنه كان يخرج يأجوج ومأجوج فيفسدون في الأرض ومنه سيخرجون أيضاً بأمر الله.

سال سلام الترجمان ومن معه من حضر من أهل الحصون إن كانوا رأوا شيئاً يعيب الباب أو ينذر باقتراب الخروج، فأجابوه أنه لا يوجد فيه إلا شقٌ صغيرٌ مثل الخيط، فسالهم إن كانوا يخشون منه شيئاً، فكان الجواب بالنفي، لأن ذاك الباب سمكه ضخم وكبيرٌ بما يقدر بخمسه أذرع.

سأل الترجمان سؤالاً آخر فقال هل رأيتم من يأجوج ومأجوج أحداً، فذكرا أنه في أحد الأيام رأوا عدداً منهم فوق الجبل، فهبت ريحٌ سوداء فألقتهم إلى جانبهم، وقد كان مقدار الرجل منهم في رأيَ العين شبراً ونصف الشبر، بعد هذا اللقاء انتهت الرحلة النادرة، لتعود المسيرة أدراجها بعدما استمرت 16 شهراً ذهاباً و12 شهراً إياباً، وبقي من الرجال الذين رافقوه في الرحلة 14 رجلاً ومن البغال 23 بغلاً.

صحة رحلة سلام ترجمان

رحلة إلى سد يأجوج ومأجوج

قبل الانتقال على موقع السد ومكانه وجب علينا التأكد من صح القصة والتأكد من مصادرها وبناءً عليه وجدنا الاتي:
ورد ذكر سلام الترجمان والبحث عن سد يأجوج ومأجوج في كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق للجغرافي المسلم ومؤسس علم الجغرافيا الحديثة العالم الجليل أبو عبد الله محمد الإدريسي، كما ذكر الجغرافي ابن خرداذبه في كتابه المسالك والممالك، وورد عن الحافظ ابن الكثير رحمه الله في كتابه البداية والنهاية وعدد من أهم العلم والجغرافيين، وقد ذكروها على أنها صحيحة وقد وقعت بالفعل.

قد يرى بعض المشككين أن هؤلاء عرب ولا مانع أن يصدق العرب عربياً مهل من أعجميٍ صدقها، الإجابة نعم، فقد أيد القصة مجموعة من الغرب والمستشرقين أمثال المستشرق والجغرافي الهولندي دي خويه، والذي كان يرى أن رحلة سلام الترجمان واقعه لا شك فيها.

وصف سلام الترجمان لسد يأجوج ومأجوج

بحسب ما ذكر سلام الترجمان، حفر ذو القرنين أساس السد في الوادي بعمق ثلاثين ذراعاً حتى وصل إلى سطح الأرض فرفع عضادتين بناهما على جانب الوادي، والعضادة هي الركيزة أو الدعامة، وقد كان عرض كل عضادة 25 ذراعاً وسمكها 50 ذراعاً، ثم بنى المتبقي من السد بحديد مصقولٍ بالنحاس حتى ساوى بينه وبين رأس الجبل.

يتقدم السد بابٌ حديدُ بمصراعين مغلقين، وعلى المصراع الأيمن مكتوبٌ بالحديد قول الله تعالى (قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)) الكهف، وعلى الباب قفلٌ طوله سبعة أذرع يرتفع من الأرض 25 ذراعاً،

وبجوار الباب حصنان يرأسهما مجموعة من الفرسان مع كل فارس منهم مرزبة، فيصعدون على عتبة أمام الباب حتى يصلون أقصاها فيضربون القفل ضربه في أول النهار فيسمع ليأجوج ومأجوج جلبة مثل كور الزنابير ثم يخمدون، فإذا كان الضهر ضربوا على القفل ضربةً أخرى، فتكون جلبتهم الثانية أشد من الأولى، حتى إذا جاء وقت العصر فعلوا مثل ذلك، وكذلك وقت المغرب، وهؤلاء الفرسان يقومون بفعل ذلك كل يومي إثنين وخميس،
وقد توارثوا هذه العادة جيلاً فجيل، والغرض من طرق الباب وقرع القفل أن يسمع من وراء الباب أي يأجوج ومأجوج أن للباب حفظة، ولكي يطمئن سكان المدينة من أن يأجوج ومأجوج لم يحدثوا في الباب شيء.

أين يقع سد يأجوج ومأجوج

إذا بحثنا عن مكان السد اليوم سنجد العديد من الاحتمالات والنتائج، إذ يرى البعض أنهم يقطنون دول شمال آسيا مثل الصين واليابان ومنغوليا، ويرى البعض الآخر انهم في جورجيا في جبال القوقاز قرب أذربيجان وأرمينيا وكِلا غير ذلك، إلّا أنه لا يوجد بحسب مزاعمهم أدلةً قاطعة، كما أننا إذا تذكرنا ما ورد في قصة الترجمان سيتضح لنا أن موقع السد ليس في مكان نعرفه اليوم، إذ أن سكان الحصون حول السد لم يكونوا يعرفون شيئاً عن الخلافة أو العراق وهذا ما بيّنه لنا الإدريسي.

ألّف الإدريسي كتابه بناءً على كل ما عرفه الأقدمون من معلومات جغرافيةٍ سليمة وأضاف إلى تلك المعلومات كل ما اكتسبه ورآه ورصده في رحلاته حول العالم، وقد كان من هؤلاء الذين نقل عنهم الإدريسي في كتابه هو سلام الترجمان، هذا ما جعله يورد قصته كما ذكرنا، ومنه عرف مكان سد يأجوج ومأجوج.

بناءً على ما ورد في الكتاب، رسم الإدريسي خريطة دقيقةً للعالم ظلت مرجعاً لعلماء أوروبا لمئات الأعوام، في هذه الخريطة تشابه كبير لما في الخرائط الرقمية اليوم، إلا أنه وبالرغم من ذلك التشابه ففي تلك الخريطة ثلاث اختلافات تم إخفاءها من الخرائط التي نعرفها اليوم.

الاختلاف الأول عند مطالعة الخريطة التي رسمها الإدريسي بعد أن نقلبها رأسا على عقب إذا جعل الإدريسي شمال الخريطة جنوباً وشرقاً غرباً، يرى البعض أن الإدريسي رسم الخريطة بهذا الشكل لأن القدامى كانوا يرون أن الجنوب في الأعلى، بينما يرى البعض أن جغرافيي المسلمين كانوا يفعلون ذلك لأنهم لم يريدوا أن تكون بلاد النصارى أعلى من بلاد المسلمين فكانوا يفعلون ذلك.

ولكن الرأيين فيهما تضارب كبير، أما عن الرأي الأول والذي يرى أنه كان يعتقد أن الجنوب في الأعلى فهو رأي غريب، فكيف لعالم في مثل مقام الإدريسي أن يقع في مثل هذا الخطأ هذا وإن كان خطأ بالفعل، خصوصاَ وأن له اكتشافات جغرافية عديدة.

أما عن الرأي الثاني والذي يرى أن الإدريسي فعل ذلك لأنه لم يريد أن تكون بلاد النصارى أعلى بلاد المسلمين فهو رأي غريب ومثير للسخرية في نفس الوقت وذلك لأن الإدريسي رحمه الله ألّف في كتابه رحلة المشتاق بناء على رغبتي ملك صقلية في ذلك الوقت الملك روجر الثاني والذي كان على المسيحية فكيف له أن يزيف حقيقة واضحة لإهانة النصارى في حين أن من طلب منه ذلك الكتاب هو ملك نصراني وكان بإمكان ذلك الملك أن يتأكد من صحة الخريطة من أي جغرافيين على دينه.

الاختلاف الثاني هو الاختلاف الأهم وهو موقع سد يأجوج ومأجوج إذا قمنا بقلب خريطة الإدريسي لرؤيتها بحسب قياساتنا الجغرافية التي نعرفها اليوم سنجد أنه قام بتخصيص مكان في الشمال الشرقي من العالم تحت اسم يأجوج ومأجوج، وإذا دققنا النظر بالقرب هذا المكان سنجد منطقة تسمى بالخراب وهذه هي المنطقة السوداء ذات الرائحة الكريهة التي مر بها سلام الترجمان، من بعدها سلسلة جبلية ومن بعدها يأتي مكان يأجوج ومأجوج.

ولكن السؤال كيف يمكننا الذهاب إلى حيث يوجد السد؟

بحسب خريطة الإدريسي يوجد مكان يأجوج ومأجوج خلف السلسلة الجبلية ذات المعبر الواحد سمال شرق قارة آسيا بحسب الخريطة، لكن ذلك غير معقول لأنه لو كان ذلك لاستطاعوا الهروب من السد عبر المحيط الهادي الذي يحيط بهم أو من الفج الذي بين الجبلين، لكن إذا دققنا النظر في الخريطة سنجد أن الإدريسي قد أحاط المنطقة بسلسلة جبلية من جميع الاتجاهات وهذا هو الاختلاف الثالث بين خريطة الإدريسي وخريطة العالم اليوم.

رَسْمُ الإدريسي لذلك الجبل يتفق مع معتقد عربي فارسي بوجود جبل يحيط بالأرض يسمى بجبل قاف، يوجد في أبعد نقطة من الأرض في خلف المناطق الجبلية، ويقال أن صخوره من الزمرد الساطع، وتتخذه الجن موطناً لها، ونلاحظ جلياً ان الموضع الذي حدده الإدريسي على الخريطة لذكر مكان يأجوج ومأجوج قريب جداً من ذلك الجبل.

بالإضافة إلى ذلك فإننا نعلم أن أعداد يأجوج ومأجوج يفوق أعداد البشر مئات المرات، فكيف لهم أن يتواجدوا في تلك المنطقة الصغيرة، وإنما من المحتمل أن يكون الإدريسي قد حدد تلك المنطقة كدليل على الاقتراب من مكان السد، لأنه وكما هو واضح فإن ما وراء جبل قاف مجهول لا يعرف أحد ما خلفه.

من إعداد فريق نبض العرب 

المصدر: نبض العربغرائب وعجائب

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!

الأكثر شهرة

احدث التعليقات