مقدمة عن حكم طواف الوداع
حكم طواف الوداع يتطلب القيام به أن يدور الحاج سبع مرات حول البيت الحرام، بمجرد انتهائه من جميع المناسك وعندما يقرر مغادرة مكة المكرمة، فإنه يجب عليه أداء هذا الطواف.
ليس من المفترض على شخص يؤدي فريضة العمرة تأدية طواف الوداع على الصحيح وفقًا للمشايخ، يُسَمح بدمج طواف الوداع مع طواف الإفاضة، وقد حدّد الفقهاء 6 شروط لتأديب طواف الوداع.
يتوجب على الشخص الذي أدى طواف الوداع أن يغادر مدينة مكة مباشرة، ويمنع عنهم التسوق في المحلات التجارية باستثناء لشراء الطعام والشراب والوقود للسيارة وهذا حكم طواف الوداع.
إذا قرر الحاج البقاء في مكة بعد أن أدى طواف الوداع، سواء كان ذلك من الليل حتى النهار أو من النهار حتى الليل، فسيكون طوافه لاغٍ ولا يحتسب لانه أخل بشرط من حكم طواف الوداع.
وبالتالي، يجب عليه إعادة أداء الطواف مرة أخرى، ليضمن استكماله لشعائر الحج وأن يكون آخر عمل من سلسلة شعائر هذا المكان المقدس.
يعني الطواف في المفهوم الشرعي هو الدوران حول الكعبة المشرفة، وطواف الوداع يقوم به الحجاج بعد إنهاء مراسم الحج أو العمرة ولابد لهم من مغادرة مكة المكرمة فورًا دون التوقف فيها، ولا يتطلب أداء طواف الوداع من سكان مكة، وسُمِّي هذا بالوداع لأنَّه يُستخدَم لوداع بيت الله المُحَرَّم.
حكم طواف الوداع في العمرة
حكم طواف الوداع حيث لا يُعتبر طواف الوداع للمعتمر واجبًا، وهذا متفق عليه بين المذاهب الأربعة لعلماء السنة: الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة؛ لأنَّ هذه المسألة لم تثبَّت على سنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فالمُعتَمِرِّين يقومون بالطواف حول الكعبة أثناء أداء مناسك العُمْرَةِ، ثم يغادرون مكة دون إجراء طواف عِدَّةٍ.
هل يجب على المسافر الذي أقام بعد العمرة أن يقوم بطواف الوداع؟ وإن حكم طواف الوداع إذا قام المعتمر بالوداع فإن ذلك يفضّل، وإلا فلا يُجب عليه؛ لأنه لم يكن هناك أمر من الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأولئك الذين اعتمروا بالابتعاد والقيام بطواف الوداع، كما ليس هناك تحذير من عدم المغادرة قبل طواف الوداع. وفي حجته، لم يأمِّر (ص) المصلّين بهذا التطوّف.
عندما قاموا بأداء فريضة الحج، لم يُوجِّه إليهم أمر بالوداع، وإنما احرَموا من مكانهم الأبطح وانتقلوا إلى منى، ولم يُؤْمَرهُم بالوداع وهذا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حكم طواف الوداع عند المالكية
هناك تباين بين العلماء بشأن حكم طواف الوداع، إذ تختلف الآراء بين أنه واجب وسنة.
يجب علينا القول برأي الغالبية، ومن يتخلى عن هذا الواجب فعليه جزاء قيامه بدم، وإذا كان غير قادر على الجزاء فعليه صوم عشرة أيام.
بحسب مذهب مالك وتابعيه، هو سنة، ولا شيء على الذين تركوا هذا الطواف، يمكن للمرضى الطواف بطرق مختلفة، مثل حملهم أو استخدام كراسٍ. إذا لم يتسنى له ذبح دم خروجًا من خلاف بين العلماء الذين يشترطون ذبح الدِّماء.
ما قد ذكرناه يتعلق بمن ترك الصلاة بلا عذر، أما من تركها لعذر فحسب الشافعية -الذين يرون وجوب الصلاة- فإنه لا يجب قتله، حتى يُعتبر كما المرأة المتحيضة.
كفارة طواف الوداع
يجوز للمسلم الذي يترك طواف الوداع أن يؤدي فدية كبيرة تتضمن سبع بدنات أو سبع بقرات أو جذع ضأن أو ثني معز، وذلك لأن الطواف إجباري وفقًا لفتوى الرسول ﷺ، حيث دعا إلى ذلك ونهى عن التاركيه.
“قال ابن عباس رضي الله عنهما من ترك نسكًا أو نسيه فليهرق دمًا، وفي حالة إخراج الغرامة متأخرًا يتم الدفع بالدم. (راجع)
كذلك، يُذْبُحُ هذا الهدي في مكة المكرَّمة، ويُوزَّعُ على فقراء الحرم حسب ما جاء في كتب أهل العلم.”
حكم طواف الوداع في العمرة عند الشافعية
إن حكم طواف الوداع في العمرة لمن لم يقم به تحمل عليه خطيئة الإعراض عن سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتثبت في ذهن المسلم أن طواف الوداع مشروع قريب من وجوب، لكن يجوز تركه دون دم إذا كان السفر محتاجًا إلى ذلك وهذا مستحب، أمام هذين البيانين، ونتيجة الجدل، قال الشافعي رحمه الله: إذا أراد أن يخرج وداعه، وصلى على حال الركعتين، التفاف الوداع هل هو ضروري؟ يوجد قولان:
يعتقد بعض الناس أنه يجب عليهم البقاء في المسجد حتى يصبح آخر عهدهم بالصلاة في المسجد، وذلك بناءً على حديث ابن عباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يؤكد ذلك
يتعلق الأمر الثاني في حكم طواف الوداع بأنه غير ملزم، حيث إذا كان ملزمًا فلا يجوز للمرأة في فترة الحيض أن تتركه. وفي حالة الاعتقاد بأنه واجب، يدفع ذلك إلى تركه بالدم
إذا قلنا أنّه ليس مفروضًا ترك دم في الحج، فذلك لأنّه مجرّد سُنّة، وبالتالي ليس مفروضًا مثل جميع السُّنَن الأخرى في الحج.
يقول المذهب الشافعي إن طواف الوداع واجب على من ترك مكة، ويأتي هذا من خلال قول الجمهور. كما أن هذا الرأي موافق لرأي الشيخين، الرافعي والنووي.
حكم طواف الوداع للحائض
يقتضي أنه غير مسموح للنساء الحائضات بأداء الطواف هذا من حكم طواف الوداع، ويتعين عليها الانتظار حتى تغتسل وتطهر إذا كان هذا ممكنًا بالنسبة لها، بالإضافة إلى رأي أبو حنيفة ورؤية أحمد، الذي يفضل اعتقاد عطاء.
أشار الإمام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم – رحمهما الله – إلى أنَّه لو كانت المرأة في فترة الحيض ولَم تستطع الانتظار، فإنَّه يجوز لها أداء طواف الكعبة إذا كان هذا ضروريًا لها.
ويرجع سبب جواز ذلك إلى أنَّ المرأة في هذه الحالة ليست قادرة على التحكُّم بدورتها، كما أنَّ بعض الأشخاص فرض عليها دم، في حين يرون آخرون ألا يلزِم هذه المرأة لأنه لا واجب عليها
لا يَعْدُ طواف التودُّع مِن الشَّعائِر الواجبة في فريضة الحج، ومن ثَم فإن الحجَ صحيحٌ بدونه.
يقول الشيخ الدكتور القرضاوي حفظه الله:
تستطيع المرأة التي تحيض أن تقوم بجميع الأشياء باستثناء الطواف حول البيت؛ حيث لا يُسمح لها بالدخول إلى المسجد، ولا يمكنها القيام بالطواف، كما أنه غير ممكن لها أن تسعى خلف الصفا والمروة؛ حيث يتبع قائمة العبادات بعد الطواف هذا والله أعلم في حكم طواف الوداع.
دعاء طواف الوداع للمعتمر
يتزايد البحث عن الدعاء المستحب في حكم طواف الوداع خلال موسم الحج، بصفة خاصة بعدما ينهي حجاج بيت الله الحرام فريضة الحج خلال يومي التشريق، وهم التاسع عشر إلى الحادي والعشرين من ذي الحجة.
ومن المُشتَّهَى للمسارِعِ إلى تأدية هذه المناسك، أن يؤدي طواف الوداع قبل مغادِرَتِهِ مكة.
ينصح بأن يؤدي المسلمون طواف الوداع عند مغادرتهم مكة المكرمة، سواء كانوا من المتأخرين أم لا.
ويفضل تأدية طواف الوداع ليكون هذا هو آخر فعل في بيت الله الحرام، حسب توصية النبي صلى الله عليه وسلم وقد قامت دار الإفتاء المصرية بتوضيح دعاء الطواف وهو دعاء المأثوؤ لأبن عباس:
“اللَّهُمَّ إن البَيْتَ بَيْتُك، وَالعَبْدَ عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبدِكَ، وابْنُ أمَتِكَ، حَمَلْتَنِي على ما سَخَّرْتَ لي مِنْ خَلْقِكَ، حتَّى سَيَّرْتَني فِي بِلادِكَ، وَبَلَّغْتَنِي بِنِعْمَتِكَ حتَّى أعَنْتَنِي على قَضَاءِ مَناسِكِكَ، فإنْ كُنْتَ رَضِيتَ عَنِّي فازْدَدْ عني رِضًى، وَإِلَّا فَمِنَ الآنَ قَبْلَ أنْ يَنأى عَنْ بَيْتِكَ دَارِي، هَذَا أوَانُ انْصِرَافي، إنْ أذِنْتَ لي غَيْرَ مُسْتَبْدِلٍ بِكَ وَلا بِبَيْتِكَ، وَلا رَاغِبٍ عَنْكَ وَلا عَنْ بَيْتِكَ، اللَّهُمَّ فأصْحِبْنِي العافِيَةَ في بَدَنِي وَالعِصْمَةَ في دِينِي، وأحْسِنْ مُنْقَلَبِي، وَارْزُقْنِي طاعَتَكَ ما أبْقَيْتَنِي واجْمَعْ لي خَيْرَي الآخِرةِ والدُّنْيا، إنَّكَ على كُلّ شيءٍ قدير”. (راجع)
هل يجوز النوم بعد طواف الوداع للمعتمر
في حالة القدرة على ترك مكة بعد القيام بطواف الوداع، ولكن اختاروا النوم للاسترخاء، فإنه يتعين عليهم إعادته إذا لم يتجاوزوا مسافة القصر كالشخص الموجود في جدة.
من ناحية أخرى، إذا كان قد تجاوز مسافة القصر مثل من هو في الرياض، فإنه عليه دم
وإذا كان هؤلاء المسافرون قد أظهروا النية بأنهم سيلحق بهم سفر بعد طواف الوداع ولكن تأخروا لأسباب خارجة عن إرادتهم مثل ترتيبات رحلات أو التأخير في رحلات الطيران، يمكن لهذا أن يعني أنه لا يحتاجون إلى طواف وداع متكرر حيث أنهم على دراية بحالاتهم.
هل يجوز العودة لمنى بعد طواف الوداع
إذا ودع الإنسان البيت وقت صلاة العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر ثم صلى، فذلك جائز بدون مشكلة، فالنبي ﷺ ودع البيت في أخر الليل وصلى مع الناس صلاة الفجر في يوم 14 من شهر، ثم تحول إلى المدينة بعد الصلاة، عليه الصلاة والسلام.
الأسئلة الشائعة
طواف الوداع هل واجب؟
طواف الوداع مشروع قريب من وجوب، لكن يجوز تركه دون دم إذا كان السفر محتاجًا إلى ذلك وهو مستحب
هل يجوز عدم طواف الوداع في العمرة؟
هناك تباين بين العلماء بشأن طواف الوداع، إذ تختلف الآراء بين أنه واجب وسنة.
يجب علينا القول برأي الغالبية، ومن يتخلى عن هذا الواجب فعليه جزاء قيامه بدم، وإذا كان غير قادر على الجزاء فعليه صوم عشرة أيام.
هل يتم الحج بدون طواف الوداع؟
يقول المذهب الشافعي إن طواف الوداع واجب على من ترك مكة، ويأتي هذا من خلال قول الجمهور. كما أن هذا الرأي موافق لرأي الشيخين، الرافعي والنووي.
هل طواف الوداع واجب في العمرة عند الاباضية؟
يشير أقوال العلماء إلى أن الطواف في العمرة يعد مستحبا وليس إجباريا؛ لأنه لا يوجد دليل على وجوبه، بل قام النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الحجاج بالطواف.
من إعداد فريق نبض العرب