من هو عمر المختار
من هو عمر المختار بن عُمر المنفي الهلالي من بيت فرحات من قبيلة بريدين وهي بطن من قبيلة المنفة في ليبيا. أمه عائشة بنت محارب، ربته صغيرا بعد وفات والده.
وهو من أشهر القادة المسلمين في العصر الحديث، ولد في قرية ريفية من شمال ليبيا حوالي عام (1862- وتوفي في 16 سبتمبر 1931).
توفي والده عندما كان صغيرا وهو في طريقه لأداء فريضة الحج.
اهتم منذ الصغر بتعلم القرآن، وسافر إلى واحة جغبوب، مركز الدعوة السنوسية، فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب على أيدي كبار مشايخ الدعوة، وعلى رأسهم المهدي السنوسي.
تزوج أسد الصحراء عمر المختار من عدة زوجات لكن السيدة زينة بنت المبارك هي فقط من أنجب منها وأول أولاده كانت بنته الكبرى فاطمة.
قد برزت عليه علامات الفطنة والدهاء منذ الصغر فأهتم به معلمه وأستاذه المهدي السندوسي مما زاد من شأنه ومكانته وانتشرت أخباره المكللة بالثناء والفخر بين المشايخ والعلماء.
صفات عمر المختار
امتلك عمر المختار صفات كثيرة، ومن تلك الصفات:
- كان عمر المختار قوي البنية متوسط الطول ذو شعرٍ أبيض امتلك شخصية فذة كريم غير أناني، بقي فقيراً على الرغم من منصبه ومكانته المرموقة.
- كان قويا وحازما،فقد قاتل الاستعمار الإيطالي ووقف في وجهه لعدة سنوات، وقد كان حكيما منصفا عادلا فقد كان يدافع عن المظلومين، ولهذا اعتبر البطل القومي لليبيا، ولقب بأسد الصحراء.
- كان ذكيا وفطنا، نزيها ومتواضعا، كما أنه كان مخلصا ووفيا لوطنه الذي دافع عنه لآخر لحظة في حياته.
- عرف عنه تمسكه بالدين الإسلامي، فيقيم الصلوات الخمس، ويقرأ القرآن والورود اليومية دون انقطاع، واشتهر أيضا بالحزم والجدية والعفو والصبر.
- خاض الكثير من المعارك وقاتل الاستعمار الإيطالي لعدة سنوات لم يكن يعرف طعم الاستسلام، فمن مقولاته: (لئِن كسر المدفع سيفي، فلن يكسر الباطل حقي).
- كان القلب النابض للثورة العربية الإسلامية، فقد كان يمتلك مهارات فريدة وكان يقاتل أعدائه بقوة لا مثيل لها أفقدت أعدائه الإيطاليين صوابهم.
- كان معروفا بحجته وصريح عبارته، جدي ومتمسك بمبادئه.
ألقاب عمر المختار
كان من أفضل القادة والمحاربين الذين قاتلوا في وجه الاستعمار وكان بطلا قوميا لليبيا فقد لقب بالعديد من الألقاب منها:
- شيخ المجاهدين.
- شيخ الشهداء.
- أسد الصحراء وهذا اللقب له قصة غريبة فقد لقب بهذا اللقب بعد أن قتل أسدا كان قد هاجم قافلته عندما كانت تعبر الصحراء، وسلخ جلده وَعَلَّقَهُ لتشاهده جميع القوافل التي تمر من الطريق فعندها لقب بأسد الصحراء.
معارك عمر المختار:
11- قاتل عمر المختار البريطانيين قبل قتاله للاستعمار الإيطالي وذلك على الحدود المصرية الليبية في مناطق البردية والسلوم وخاض معركة السلوم عام 1908، التي انتهت بوقوع البلدة في أيدي البريطانيين.
12- وقاتل أيضا ضد الفرنسيين في المناطق الجنوبية في السودان.
13- بعد أن دخلت إيطاليا حربها ضد الدولة العثمانية التي كانت تحكم ليبيا، أعلنت روما أن ليبيا مستعمرة إيطالية، ومنذ ذلك الوقت قاد عمر المختار، المقاومة الليبية ضد الإيطاليين والتي امتدت لنحو 20 عاما.
إن الفترة التي تلت انسحاب الدولة العثمانية من ليبيا سنة 1912م شهدت أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي، منها معركة يوم الجمعة عند درنة في 16 مايو 1913م،
حيث قتل فيها للإيطاليين الكثير فقد وصل عدد قتلاهم جميعا لما يقارب ال 500 شخص من الضباط والجنود والأفراد ووقعوا بين جريح ومفقود إلى جانب انسحابهم بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم غنائم للثوار الليبية،
14- وأيضا معركة بو شمال عن عين ماره في 6 أكتوبر 1913.
15- معارك أم شخنب وشلظيمة والزويتينة في شباط/ فبراير عام، 1914 والتي كان يقود المعارك فيها ويتنقل بينها.
16- استغل المختار لمعرفته بدروب الصحراء فاستخدم أسلوب العصابات في هجماته على الجيش الإيطالي فكلفه خسائر كبيرة وصلت لأعلى حد لها في معركة الرحيبة عام 1927 لتجبر الحكومة الإيطالية على طلب التفاوض.
إنجازات عمر المختار:
- قدم عمر المختار العديد من الإنجازات أبرزها:
- كان شيخ المجاهدين عمر هو زعيم حركات التحرر والمقاومة في وجه الاحتلال الإيطالي.
- الوقوف في وجه المستعمر وكفاحه وقتاله المتواصل ضده.
- ساعد على توعية المجتمع الليبي حول مخاطر الاحتلال.
- قام بتجميع المجاهدين وحرصهم وتنظيمهم على شكل قوات لمواجهة الاستعمار حيث استطاعت هذه القوات أن تثخن بالاحتلال الإيطالي.
- قام أسد الصحراء عمر مع قواته بقتل عدد كبير من قوات الاحتلال.
- اعتمد أسد الصحراء عمر على حرب العصابات.
- قسم الجيوش وضبطهم في صفوف ورتب معينة.
- قدم أساليب جديدة في الحروب واعتمد على طريقة الكر والفر التي أرهقت العدو.
إعدام عمر المختار:
لم يتوقف أسد الصحراء عمر المختار عن قتال المحتل الإيطالي إلى أن وقع بالأسر حيث حكم عليه بالإعدام شنقا وقد كان قد بلغ من العمر 73 سنة بعد أن أذاقهم الويلات لأكثر من 20 سنة.
وفي يوم 16 سبتمبر/ أيلول 1931، قام الاحتلال الإيطالي بإجبار أكثر من 20 ألف شخص على مشاهدة تنفيذ حكم الإعدام بحق أسد الصحراء.
وذلك لإضعاف الروح اَلْمَعْنَوِيَّة للناس الليبيين وللمجاهدين ومحاولة القضاء على جميع أشكال المناهضة والمقاومة للحُكم الإيطالي، لكن النتيجة كانت عكس ما توقعه المستعمر، فقد زاد في اشتعال الثورات، وكانت النهاية بطرد المستعمر الإيطالي من البلاد عام 1943.
الأسئلة الشائعة
ماذا قال عمر المختار قبل إعدامه
عندما أرادوا إعدام القائد المجاهد عمر المختار قال كلمات عظيمة وستبقى خالدة إلى الأبد، "نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم".
ما الذي قال غرياني عن عمر المختار؟
قال الجنرال غراتسياني عن عمر المختار إنه "عندما وقف ليتهيأ للانصراف، كان جبينه وضاءً كأنَّ هالة من نور تُحيط به، فارتعش قلبي من جلالة الموقف، أنا الذي خاض المعارك والحروب العالمية، والصحراوية.
ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان، ولم أستطع أن أنبس بحرفٍ واحد"، وقال فيه أيضاً إن "ذنبه الوحيد أنه كان يكرهنا كثيراً
أين تم إعدام الشهيد عمر المختار؟
تم اعدام البطل عمر المختار في بنغازي في ليبيا واما آلاف الليبيين في يوم 16 سبتمبر/أيلول 1931.
من إعداد فريق نبض العرب
المصدر : نبض العرب – قصص تاريخية
