سليمان الراجحي
بدأ من الصفر وأصبح من أثرى أثرياء العالم و في ذلك الوقت لم تكن هناك ثورة نفطية في الخليج ، ورغم ذهابه إلى المدرسة مع إخوانه لم يكمل سليمان تعليمه مثل إخوته ، طلب منه إكمالها وكان ينوي الانخراط في التجارة في سن مبكرة.
بدايات متواضعة
بدأ سليمان مغامرته التجارية في سن العاشرة ، وكان ذاهباً لبيع وشراء الكيروسين بدأ الصبي يكتسب بعض الخبرة في التجارة ويفهم العمليات الحسابية وهوامش الربح ومتطلبات السوق ، ثم انتقل إلى وظيفة أخرى حيث عمل كناقل أمتعة وحقائب للفنادق والاجتماعات والأفراد.
في وقت لاحق ، عمل سليمان على جمع البلح مقابل رسوم رمزية لأصحاب حقول البلح بدأ لاحقاً العمل كعامل قمامة وحارس أمن وحامل حقائب وبضائع ، ثم كعامل بناء.
يقول سليمان تلك الفترة لم أتناول وجبة الإفطار ، وكنت دائماً متواجداً لحمل حقائب الناس وأمتعتهم وكان لدي ثوب واحدأغسله كل يوم ، وانتظر حتى يجف.
بعد ذلك ، عندما بلغ سن المراهقة ، قرر سليمان تولي وظيفة جديدة وعمل طاهياً في إحدى مؤسسات الدولة استمر الأمر في مطبخ هذه المؤسسة لفترة ، لكنه لم يدم طويلاً لأن الذي جمعه في ذلك الوقت كان مبلغاً ضئيلاً لكنه كان كافياً لبداية مشروعه الخاص.
لنبدأ شيئاً ما
ببعض الموارد البسيطة ، جمع سليمان بعض المال وافتتح محل بقالة صغير في إحدى ضواحي القصيم بدأ سليمان التجارة بحرية ، وزادت أرباحه مع زيادة البضائع التي باعها للناس ، ولفت نظره تزايد وصول الحجاج إلى مكة وازدياد أعدادهم مع المشاريع الإنشائية الكبيرة التي بدأتها المملكة ابتداءً من ذلك الوقت .
بعد العمل في محل بقالة خاص به لمدة 5 سنوات ، قرر سليمان العمل في مجال البنوك وشراء وبيع العملات الأجنبية من الحجاج والمعتمرين.
في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي ، لاحظ مقدار الربح الذي حققه والطلب الكبير من الحجاج على تبادل العملات عن طريق المقايضة ، لذلك قرر أن يكرس نفسه لهذا المجال وتوسيع أعماله والعمل على تأسيس أول بنك يقوم بصرف العملات بشكل رسمي ومنتظم.
افتتح أول مركز صرافة صغير له عام 1957 ، عندما وبعد أن شارك إخوته و أطلق عليه اسم عائلته.
بنك “الراجحي” المملوك لسليمان الراجحي.
كلنا نعرف هذا الاسم الآن كواحد من أهم وأكبر البنوك السعودية على الإطلاق.
إمبراطورية الراجحي
بدأ البنك البسيط في التطور ومع حلول عام 1970 ، انفصل سليمان عن إخوانه وافتتح شركته الخاصة لتبادل العملات ، والتي نمت إلى سلسلة من الفروع فيما بعد تحولت الفروع إلى سلسلة كبيرة تتكون من مؤسسات تجارية مختلفة حتى عام 1978 ، كان قراراً عاماً تحويل البنك إلى علامة تجارية واحدة بجميع فروعها ومؤسساتها (شركة الراجحي المصرفية والتجارية) تحولت إلى شركة مساهمة سعودية قابضة.
نما البنك بسرعة ، حيث لعب دوراً إقليمياً كبيراً في إرساء أسس الصيرفة الإسلامية الحديثة ، وبحلول نهاية القرن العشرين أصبح من أهم وأكبر البنوك السعودية ، ويمتد على مستويات عالمية واسعة.
يمتلك مصرف الراجحي اليوم أصولاً تزيد عن 250 مليار ريال ، وأكثر من 15000 موظف في فروع حول العالم ، وشبكة ضخمة من مئات الفروع وقاعدة عملاء ضخمة ، تعمل في جميع المجالات والمعاملات العالمية وواحدة من الشركات العالمية رائدة في المعاملات المالية والمصرفية وتعتبر من العلامات التجارية النشطة.
سليمان الراجحي
أما سليمان الراجحي ، رجل أعمال سعودي بدأ حياته بائع كيروسين وحامل أمتعة وهو اليوم يبلغ من العمر خمسة وتسعين عاماً وتقدر ثروته بـ 6 مليارات دولار وأعلن أنه تبرع بمعظم ثروته للأعمال الخيرية وكرس نفسه لبناء المؤسسات والجمعيات الخيرية ، لا سيما مؤسسة الراجحي الخيرية.
كانت بداية الراجحي بعيدة كل البعد عن الثراء ، ولم يكمل تعليمه ، ولم يكن صديقاً للأثرياء أو الأمراء ، ولم يكن يعيش في ظروف اقتصادية مميزة حيث يعيش ملايين الناس الآن. الخليج ومع ذلك ، فقد تمكن من الوصول إلى هرم الثروة والنجاح الذي استفاد منه الجمعيات الخيرية في جميع أنحاء العالم.
يقال دائما: ليس عيبا أن تولد فقيراً ، لكن عار أن تموت فقيراً ويعطي سليمان الراجحي مثالاً عظيماً على هذا القول.
المصدر : نبض العرب قصص تاريخية
