تعرضت ل 4 حروب مدمرة .. قصة قلعة حلب الشهباء السورية إحدى أقدم وأكبر قلاع العالم
قصة قلعة حلب الشهباء السورية إحدى أقدم وأكبر قلاع العالم في مقالنا لهذ اليوم سنتحدث عن الصرح التاريخي لمدينة حلب السورية وهي قلعة حلب التي تتربع كالفنجان وسط المدينة بشكل تاريخي عريق بدايتا سنتحدث عن اول من قام بناء قلعة حلب وهو الملك (سلوقس نيكاتور) زعيم الدولة بإنطاكية انذاك .
و لرغبته ان تكون القلعة على مرتفع قد بناها على تل مشرف على المدينة باحثا عن هدفين الأول جعل القلعة متينة صعبة المنال والثاني لجعل القلعة أعلى نقطة عن الأرض لتطل على الجميع و قد أضاف كسرى ملك الفرس بعض المواضع إليها و رمم أسوارها في حقبته .
و بحسب التاريخ شهدت قلعة حلب عندما أخذها سيف الدولة الحمداني سنة ( 944- 967 ) تعديلا جوهريا حيث رمم أسوارها و حصنها وجعل ثقل الجيش فيها وأوصى أبنه سعد الدولة بالقلعة ليلبي نداء والده و يسكنها و يجعلها دار إقامة له ومركز الدولة الأول.
وتشير المصادر التاريخية ان قائد الروم الملك ( نقفور فوكاس) قام بتدمير اجزاء واسعة من القلعة عندما استولى على حلب بعد معركة تاريخية شهدت قتال ضروس قيل انها استمرت بضع ايام لم يستطع فيها الروم دخول قلعة حلب والسبب الدمار الذي حل بها .
و في القرن الحادي عشر اتبع بنو مرداس الشئ نفسه الذي قام بفعله الحمدانيون حيث قرروا جعل القلعة المركز الأول للدولة فرمموها و أصبحت في عهدهم مسكناً للأمراء وكبار رجال الدولة .
وبحسب المصادر التاريخية قد أقدم بنو مرداس على الكثير من العمل و البناء لتصبح القلعة مقراً أميرياً يضم قصور إقامة و الحكم و المساجد و المرافق وجعلوا مداخل القلعة تصعب على كبار الجيوش من حولهم .
و في وقت لاحق تحولت القلعة الى عهد إلى نور الدين بن عماد الدين الزنكي الذي قرر من يبني مدينة حيث أشاد فيها أبنية كثيرة وجعل منها مركزا تجاريا وعسكريا
و ظلت القلعة حلب تحت حكم الأسرة الزنكية إلى أن ملكتها الأسرة الأيوبية و إلى الملك الظاهر غازي تحديدا والذي حصنها بشكل كبير و طورها و بنى فيها مركزا للمياه و مخازن للمؤن والأسلحة وقام بتسليح أعلى القلعة و بناه بالحجر والحديد
و قام بصنع جسر يمتد من القلعة إلى المدينة و بنى على الباب برجين و عمل للقلعة خمس ممرات تحت الأرض و صنع لها ثلاث أبواب من الفولاذ الخالص كما شيد فيها دار العز و بنى حول هذه الدار بيوتاً و حجراً و حمامات كما أنشئ بستاناً كبيراً داخلها للتحول قلعة حلب في العصر المملوكي مركزاً عسكرياً و مكاناً لإقامة نوابها و نقطة ارتكاز هامة للمدينة و رمز سلطتها وقاداتها
احدا ث كثيرة عاصرت قلعة حلب حيث وانه و في عام 1400 م تمكن الغزو المغولي من دخول القلعة و حرقها و بقيت خراباً لفترات طويلة بسبب سياسة الأرض المحروقة التي اتبعها المغول في حروبهم .
لكن القلعة لم تنتهي قصتها هنا حيث جاء الأمير سيف الدين حكم نائباً إليها من قبل السلطان الملك الناصر فرج بن برقوق والذ اعاد الحياة اليها فقام بترميمها واعادة هيكلتها و كانت قلعة حلب في العصر المملوكي الثاني موضع نزاع ظهر في الحروب التي جرت بينهم من أجل امتلاكها و امتلاك مدينتها .
وفي في العهد العثماني لم تعد حلب مدينة حدود للمملكة حيث أصبح مكانها في وسط الدولة العثمانية فقل شانها و قل شأن قلعة حلب لكنها ظلت مركزاً تجاريا و عسكرياً هاماً تقيم فيه وحدات عسكرية و فيما بعد أقامت فيها الإنكشارية و بسبب ذلك استمر الاهتمام بترميمها .
و عندما جاءت الجيوش التابعة لمحمد باشا حاكم مصر نيابة عن الدولة العثمانية استقرت الجيوش المصرية بالقلعة و أقيم فيها بناء لا يزال يعرف بالثكنة المصرية و قد بني في الفترة ما بين ( 1830- 1840 ) و عادت بعدها القلعة إلى السلطة العثمانية .
قلعة حلب حديثا
هي قلعة سورية تقع في وسط مدينة حلب شمال سوريا، تتميز القلعة بضخامتها وتعد من أكبر القلاع في العالم و أقدمها ويعود تاريخ القلعة حلب إلى عصور قديمة، وتتربع القلعة على تلة في وسط مدينة حلب والصعود للقلعة المهيبة المنظر يتم بواسطة درج أومدرج ضخم يمر عبر بوابة مرتفة في الوسط ومقام على قناطر تتدرج في الارتفاع حتى البوابة الرئيسة للقلعة.
وصف القلعة
يحيط بالقلعة إطار شبه دائري وعدد من الأبراج التي تعود لحضارات مختلفة، في داخل القلعة الشامخة نجد أمامنا مدينة متكاملة من مباني ومساجد وقاعات ومخازن وساحات ومسرح وحوانيت والكثير من الآثار، وقد عني بالقلعة في عهد السلطان الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين، فأقيمت البوابة الرئيسية وبعض المنشآت داخل القلعة
يتكون مدخل القلعة الأساسي من بناء ضخم مؤلف من أبواب ودهاليز وقاعات للدفاع والذخيرة، ومن ضمن الأبنية في أعلى هذا البناء قاعة كبيرة هي قاعة العرش التي زينت واجهتها بزخارف حجرية رائعة، هناك الكثير من المباني وغرف وقاعات وممرات وآثار كثيرة في داخل القلعة. في الأبراج نوافذ كثيرة مستطيلة منها الكبيرة والصغيرة تطل هذه النوافذ على أجمل منظر في حلب القديمة الشهيرة بأسواقها المسقوفة وحاراتها وكنائسها ومساجدها وبواباتها وبيوتها الأثرية
تعدّ قلعة حلب من أجمل وأبدع القلاع وأكبرها ولها تاريخ حافل بالأحداث فقد كانت منطلق وقاعدة للكثير من الحكام والملوك والقادة وشهدت أهم أحداث الشرق من عصر الآراميين مرورا بالعديد من الحضارات وحتى العصر الإسلامي
تقع قلعة حلب في وسط المدينة القديمة فوق تل على شكل جزع مخروط قاعدته السفلية أبعادها (550م*350م) وقاعدته العلوية التي تقبع عليها القلعة تبلغ (375م *273م) ترتفع القلعة حوالي 50 متراً عن مستوى المدينة وهي محصنة بسور دائري وتحوي ستة أبراج تشرف على منحدر وعر بني فيه برجان يتصلان بالقلعة بواسطة السراديب وفي أسفله خندق يحيط بالتل من كل الجهات يبلغ عرضه حوالي 30م وعمقه حوالي 22م وكان سفح التل فيما مضى مكسواً ومرصوفاً بالحجارة الضخمة .
لكن لم يبقَ منه سوى القسم الملاصق للبوابة الرئيسية يميز القلعة مدخلها الرئيسي وهو عبارة عن جسر عريض مائل ذو درجات يتخطى الخندق ومحمول على سلسة من القناطر الحجرية عددها ثمانية في طرفه الخارجي برج صغير أما في الطرف الآخر من الجسر والملاصق للقلعة فيوجد برج كبير هو عبارة عن البوابة الرئيسية والتي تؤدي إلى داخل القلعة للقلعة سبعة أبواب مصفحة ومغطاة بالحديد كي تقاوم نيران وضربات المهاجمين
وداخل القلعة يوجد جامعان أقدمهما هو جامع إبراهيم الخليل والذي شيده نور الدين زنكي عام 1162 ميلادي فوق خرائب كنيسة بيزنطية أما الجامع الكبير فقد بناه الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي عام (1210) ميلادي ويحوي مئذنة مربعه ارتفاعها (20) متر في القسم الشمالي من القلعة وإلى الشرق من المسجد الكبير تقع ثكنة إبراهيم باشا التي شيدت من الحجارة المنتزعة من سفح التل.
في وسط القلعة يقع القصر الملكي الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثالث عشر الميلادي بالإضافة إلى حمام كبير مؤلف من عشر غرف تمر فيها أنابيب المياه الحارة والباردة وهي مصنوعة من الفخار ويوجد أيضاً صهاريج لحفظ الماء وعدة آبار يبلغ عمق بعضها (60) متراً وقد استخدمت هذه الآبار كسراديب خفيه.
كما ويوجد داخل القلعة مجموعة من القاعات ذات استخدامات متعددة بعضها ذو طبيعة دفاعية كالتي تطل على المدخل الرئيسي وقاعة للعرش تعود إلى عهد المماليك (القرن الخامس عشر والسادس عشر) والقاعة الكبرى الموجودة تحت مستوى القلعة يتم الوصول إليها بواسطة درج وقد سميت (حبس الدم) كما يوجد قاعات أخرى كانت تستخدم كمستودعات
لقد تعاقبت على حلب وقلعتها أحداث كثيرة ومرت بها أمم وشعوب مختلفة بسبب موقعها الهام كنقطة تلاقي القوافل المتنقلة من بلاد ما بين النهرين والبحر المتوسط في القرن السادس عشر قبل الميلاد ضمنها الحثيون إلى إمبراطوريتهم، احتلها تحوتمس الثالث في العام 1457 قبل الميلاد وضمت إلى آشور عام 738 قبل الميلاد
وقبل أن تصبح قلعة حلب قلعة محصنة كانت في عهد الاسكندر المقدوني عبارة عن معسكر لجنود أحد قادته أما في العصر الروماني والبيزنطي فقد كان للموقع أهمية كبيرة وأضيف إليها العديد من المنشآت
دخلها العرب المسلمون سنة (636) ميلادي وصارت مركزاً للدولة الحمدانية في نهاية القرن العاشر الميلادي فأولوا للقلعة اهتماماً كبيراً حيث بنوا السور والتحصينات فيها.
أجرى السلاجقة بعض الإصلاحات عليها، وفي عهد الزينكيين في القرن الثاني عشر الميلادي وعلى يد نور الدين زنكي جرى ترميم السور المتهدم
وفي عام 1183 ميلادي خضعت القلعة لصلاح الدين الأيوبي وعين ابنه الظاهر غازي والياً عليها حيث بلغت في عهده أوج ازدهارها واكتملت جميع منشآتها وتحصيناتها بعدها تعرضت القلعة للأضرار التي ألحقها بها هولاكو وجيشه المغولي في العام 1260 ميلادي.
رممت في نهاية العهد المملوكي وبداية العهد العثماني قبل أن تدخل في العزلة والإهمال حتى منتصف القرن العشرين
المصدر : موقع نبض العرب – قصص تاريحية