قصة سيدنا يحيى.. كاملة ومختصرة

مقدمة عن سيدنا يحيى

سيدنا يحيى ابن نبي الله زكريا، وهو من أكثر الشخصيات النبوية تأثيرا في تاريخ المسلمين بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى عليه السلام

عندما وصل سيدنا زكريا -عليه السلام- إلى سن الكبر، دعا الله -تعالى- ليرزقه طفلاً وذلك أن زوجته كانت عقيمة ولا تستطيع الإنجاب.

عندما شاهد زكريا عظمة فضل الله على مريم عليها السلام صلى إلى الله، فأجابه وأعطاه ابنًا اسماه يحيى عليه السلام وكان هذا خبرًا سارًا لوالدي يحيى والإشارة لأن سيدنا يحيى يعيش طويلًا.

أن قلبه يتغذى على المحبة، وأن جسده يستجيب بالطاعة، وأن لسانه يهفو إلى الذكر.

ولد النبي -عليه السلام- قبل ميلاد السيد المسيح ببضعة أشهر، وكان صورته جميلة وأخلاقه ناعمة، كان مطيعاً لله -تعالى- وأثبت حكمته في صغره وداعياً للناس إلى عبادة الله.

عاش ضمن مجتمعه وكان يتمتع بحكمة عالية جعلها الله منحةً له منذ صغره، وكان يفهم تشريعات الله ويطبقها في فترة شبابه.

حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى ووفّقه لفهم معانيه، وكان ذكياً وحاذقاً في فهم الأمور التي لم يستطع غيره فهمَّا.

تم شطفه من ذنوبه وإزالة صفاته المذمومة برحمة الله، حتى يتبع الأوامر المشروعة ويتجنب ما حظر.

من منتهى رعاية الله له هو أنه كان محسنًا وطيب لوالديه، فلم يكن متعدٍّ ولكن نصح وفعل خيراً لهما، ولم يكن فخوراً أو مُستَكبِراً على الخَلْق بل تعامل معهم بالرفق والودّية والتواضع.

كيف مات نبي الله يحيى عليه السلام

تم ارسال نبي الله سيدنا يحيى – عليه السلام – إلى مجموعة من الحواريّين لتدريبهم على الشريعة، وقد بين للناس بأن الزواج من ابن أو ابنة أخ غير مسموح به، وقد قتل من قبل حاكم هيرودس.

أراد هيرودس أن يتزوج ابنة أخيه، وهذا ممنوع في شريعتهم في ذلك الوقت، فقدم سيدنا يحيى – عليه السلام – دليلا على حرمة ذلك، لكن هيرودس أصابه حقد لذلك قرر قتله كعقاب ليلمّ شجاعته في محاولة الوقوف في وجه رغبات هيرودس، وأصدر الأمر لإحضار رأس يحيى.

قد دخل جند الحاكم على يحيى -عليه السّلام- وهو يصلّي لله -تعالى-، وإذ حان موعده قاموا بالإقدام على قتله وقطع رأسه ثم أرسلوه إلى الطاغية هيرودس، وبعد ذلك، أمر هيرودس بأن يتم دفن جثّة سيدنا يحيى في المسجد الأمويّ بدمشق.

تتواجد المقبرة التي يوجد فيها قبر النبيّ يحيى -عليه السّلام- في فلسطين، والذي يوجد به جسده، وتختلف الآراء بشأن مكان رأسه عليه السّلام والأراء هي كالتالي

• دفن رأس وجسد سيدنا يحيى في القدس
• أرسل رأسه عند أبيه فدفن بفلسطيّن
• دفن في مسجد ما في دمشق

كم عمر سيدنا يحيى عندما توفي

لم يذكر في كتب السير والتاريخ الموثوقة عن عمر سيدنا يحيى حين مقتله بل تعددت الأراء وأختلف العلماء حول موته، وأُشِيرَ فقط إلى أنّه عاش طويلاً، وذلك لأنّ بعض المؤرخين قالوا بأن الله أطلق عليه اسم يحيى.

تمّ تداول أنّه توفي وهو صغير بسبب أن اسمه يحيى، معناه الحيّ، وهذا يعني أنّه استشهد، وحكمة ذلك أن الشهداء عند ربِّهم أحياء

بالإضافة إلى ما ذُكر عن قتله واستشهاده، يُروى أن ملكًا ظالمًا كان يرغب في الزواج من امرأة غير مشروعة له عندما رفض يحيى (ع) هذا الامر، أمر الملك بقتله وهو يصلي في المحراب.

يقولون أن المرأة إنها قتلت يحيى الذي منعها من الزواج، لأنها مشهورة بقتل الرجال الصالحين.

تم دفن يحيى -عليه السلام- في دمشق، في المسجد الأموي، وذلك بناءً على رأي جُمع من أهالي التاريخ والسيرة.

كما قصّ ابن عساكر عن رؤية يحيى -عليه السلام- عند تخطيط بناء المسجد فوق قبره، من مظهره وكأنّه تم قتله ليلة أمس.

لا يمكن التأكد من صحة هذه القصص أو مدى دقتها، لذلك لا يمكن الاعتماد عليها في أي شيء. والله هو الأعلم بالحقيقة.

بختنصر رأس النبي يحيى

أرسل إليه الملك شخصاً لذبح سيدنا يحيى أثناء صلاته في مسجد حبرون، وتم ذبحه في منطقة دمشق، ويقال أنه تم ذبحه على الصخرة المعروفة بالمسجد الأقصى في بيت المقدس.

لم يتوقف فوران دمه حتى وصل إلى فلسطين نبوخذ نصر ملك مصر، قاتَلا 75 ألف يهودي، وبعد ذاك توقف الفوران.

هناك روايات مختلفة عن عمره المزعوم عند استشهاده، فبعض الأقوال تشير إلى 45 سنة، بينما تشير بعض الروايات الأخرى إلى 40 سنة أو 31 سنة. ودُفِن في مسجد الأموي في دمشق.

بعد أن تلقى السيد المسيح عليه السلام خبر مقتله، أظهر جهر دعوته وأعلن رسالته، ثم بدأ في دعوة الناس وتوجيههم.

وفاة النبي يحيى عند الشيعة

يوجد في تراث الصابئة مناسبة تسمى “اليوم الذهبي” وهي يوم تعميد النبي يحيى.

يحتفل الصابئة بهذا اليوم بشكل خاص لأنه من أيامهم المقدسة، ويرتادون طقوسًا محددة، يُحتفل باليوم الذهبي في العشرين من شهر أيار (مايو)، وذلك في التقويم الميلادية.

يُلاحَظ بوضوح أنّه موثّق بالتاريخ الميلادي، ويُثبَت كذلك أنّ يوم ميلاد النبي يحيى عليه السلام حسب التقويم هو ٢٤/٦ (شهر يوليو)، ولا أعرف ما إذا كان هذا اليوم ثابتًا في تقويمهم.

يذكر التقويم المندائي بتاريخ 29/8 (أغسطس) أن روح النبي يحيى صعدت إلى السماء.

يتضح من مراجعة التقويم المندائي أن الأشهر الأكثر شهرة (الرومية) لا تتطابق بالكامل مع الأشهر الميلادية في السنة الميلادية، بل يوجد اختلاف في أيامها بين السنتين.

قصة نبي الله يحيى مختصرة

كانت للأسرة الإسرائيلية ملك يُدعى هيرودس في مدينة دمشق، وكان يعيش في نفس الفترة التي كان فيها يحيى عليه السلام، كما أن للملك اخًا له بنت تُدعى هيروديا، وكانت جميلةً جدًا.

أراد عمُّها هيرودس أن يتزوج الفتاة وكان قد أحبَّها، لكن يحيى عليه السلام عارض هذا الأمر وحذَّر من فعل ذلك؛ بسبب حرمة المسألة وعدم شرعيتِها.

اتفقت أم هيروديا مع ابنتها على التخطيط للحصول على رأس يحيى بن زكريا، الذي كان يتعارض مع زواجهما المرغوب به.

وقد قامت الفتاة بالطلب من عمها عن هذا الأمر، حيث قام الملك بقتل يحيى في التاسع والعشرين من شهر أغسطس، في منتصف القرن الأول الميلادي.

قدم الرأس لهيروديا وعندما نظرت إليه شهقت وتوفيت، وكان مكان عملية القتل بين معبد هيكل سليمان والمذبح في بيت المقدس.

وقيل إن سبب قتل يحيى عليه السلام هو تأخر الموافقة على طلب امرأة مُنتمية لعائلة مالك اليهود لملاقاته وافتعالها ادعاءات كاذِبة ضده، بعد رفض يحيى لطلب مواعدتها.

وذلك دفع الزوج لإرسال شخصٍ بهدف قتل يحيى خِلْف إحدى المساجد – هذا حَسُبّ بَعْضِ التاريخ، وقيل في رواية أخرى في دمشق أو على صخرة المسجد الأقصى

هل تزوج سيدنا يحيى

لم يذكر في النصوص أي إثبات حول زواج يحيى عليه السلام أو عدمه، وهناك تباين في معتقدات علماء الدين حول هذه المسألة.

تنوعت آراء أهل العلم في زواج النبي يحيى عليه السلام، حيث قال بعضهم إنّه لم يتزوّج، وزعم آخرون أنّه تزوّج نظرًا لحفظ بصره، إلا أنه لم يتوفَّر دليلًا صريحًا لإثبات أحد القولين

يعود السبب لتفسير كلمة “حصورًا” بشكل متنوع، حيث قدّموا تفاسير مختلفة لهذه الآية: (وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) (راجع)، التي ذكرت في سورة آل عمران: 39. وقد قدّموا تفسيراتهم المختلفة بشأن لفظة “حصورًا” في اثنين من التأويلات.

• الحصور هو الشخص الذي يمنع نفسه من التعامل مع النساء ويبتعد عنهن.
• كما أنّ الحصور هو الشخص الذي يتمتّع بالقدرة على التحكّم في نفسه ويحجز نفسه عن التلذّذ بالأمور المثيرة.

جاء هذا الوصف أيضًا كتمجيد وثناء على نبي الله يحيى عليه السلام، حيث كان بإمكانه الزواج ولكنّه اختار الامتناع عن ذلك لتفرّغه لعبادة الله عزّ وجل

مهنة سيدنا يحيى عليه السلام

كانت مهنة سيدنا زكريا عليه السلام والد سيدنا يحيى عليهما السلام هي النجارة ولم يرد عن مهنة سيدنا يحيى إلا ما قيل بأنه غالبًا ما نهى الناس عن الخطيئة، وأمر بالعدالة، وعمد الناس لتحريرهم من الخطيئة، استخدم المسيحيون طريقة المعمودية للإشارة إليه وأطلقوا عليه اسم “يوحنا المعمدان”.

تم نقل الخبر الذي يفيد بأنه عندما ولد، تم رفعه إلى السماء ثم هبط مرة أخرى إلى أبيه، وكان يضئ المنزل بسبب نوره.

أتباع سيدنا يحيى

المندائية أو الصابئية هي إحدى الأديان الإبراهيمية،

يؤمن أتباعها بأن يحيى بن زكريا هو مؤسس ديانتهم ورسولهم

كما يشددون على أنهم أول من اعتنقوا الديانات والشرائع التوحيدية في التاريخ.

الأسئلة الشائعة

نقدم لكم هذا الفيديو التعريفي المصور الشامل عن حكاية النبي يحيى عليه السلام:

هذا التقرير من إعداد مدونة نبض العرب

المصدر : ويكبيديا – ويكي سورس