صلاة الترويح
صلاة التراويح أو صلاة القيام في رمضان تُعرف على أنّها صلاة مؤكدة سنّاً للرجال والنساء، تُصلّى في كل ليلة من ليالي شهر رمضان بعد صلاة العشاء.
وتُصلّى عادة في المساجد جماعةً، وتعتبر فرصةً للمسلمين للقرب من ربّهم وتجديد العهد به، وزيادة التواصل الروحاني بينهم.
ويصلّي الناس عادة عشر ركعات من الصلوات، ويعتقد المسلمون أنّ صلاة التراويح تُضاعف أجرها في شهر رمضان بما يزيد عن أيّ شهر أخرى.
ويُعد شهر رمضان بمثابة الشهر الأبرك والأقدس في السنة الهجرية، وهذه الصلاة هي جزءٌ لا يتجزأ من العبادة والتقرّب إلى الله، وتُشكّل ختمةً لنهارٍ كاملٍ من الصيام والعبادة.
فوائد صلاة التراويح في المسجد
تُعتبر صلاة التراويح في المسجد من العبادات الدينية الهامة في شهر رمضان المبارك، فهي تُعَدُّ من أفضل الطرق للتقرّب إلى الله تعالى وتجديد العهد والتوبة إليه.
بالإضافة إلى ذلك، تحمل هذه الصلاة فوائد عدّة من بينها الغفران عن الذنوب وتكفير السيئات، وتنال بالمصلي فرصة للدعاء في جماعة والاستجابة لهذه الدعوات، كما أن هذه الصلاة في المسجد تساعد على تعزيز الروابط الاجتماعية بين المصلين وتعود بالفائدة عليهم جميعًا.
وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر الأداء الجماعي لهذه الصلاة في المسجد نوعًا من نواحي العمل الجماعي والتآخي، وهي تنشر روح المحبة والتعاون بين المصلين.
لذلك، يصبح شعور المسلمين في الجوامع أشد قربًا وتلاحمًا، وتنشط العلاقات الاجتماعية بينهم، وتزيد من عزيمتهم على الطاعة والاستمرار في الطريق المستقيم.
فضل صلاة التراويح للنساء
تُعد صلاة التراويح سنة مؤكدة للرجال والنساء، ويصحبها ثوابٌ عظيم في الدنيا والآخرة، وعلى الرغم من أن الأفضلية في هذه الصلاة للمرأة في بيتها، إلا أنه لا بأس لها بأن تصلي مع المسلمين في المسجد.
مع الأخذ بعين الاعتبار الحجاب وتجنب الفتنة والأطياب التي يمرون بها في الأسواق، وقد روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المسلمين بهذه الصلاة في الجماعة.
وتكون عدد ركعاتها حسبما يجتمع عليه العلماء، إذاً، فليس من الواجب على المرأة أداء صلاة التراويح، ولكنها تتحلى بفضيلةٍ عظيمةٍ ومكانةٍ كبيرةٍ عند الله سبحانه وتعالى.
حكم صلاة التراويح
يعد صلاة التراويح من الصلوات السنية المباركة التي تُصلى في شهر رمضان، وقد اتفق الفقهاء على سنية هذه الصلاة.
يوصى بهذه الصلاة في الجماعة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه. ويمكن للمسلمين الاستمرار في هذه الصلاة طيلة شهر رمضان، أو الاستراحة بين فتراتها.
وتختلف الآراء الفقهية في حكم صلاة التراويح، حيث يُرى لدى الحنفية أنها سُنة، في حين تُندب عند المالكية والشافعية.
يُنصح المسلمون بالتمسك بهذه الصلاة خلال شهر رمضان كاملًا، بحسب ما يسمح لهم بذلك، والاحتفاظ بالتقوى والتواضع في صلاتهم وخشوعهم أمام الله.
حديث نبوي عن فضل صلاة التراويح
يشير التاريخ الإسلامي إلى فضل صلاة التراويح وأنها سُنة مؤكدة عند النبي صلى الله عليه وسلم، ويأتي ذلك في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي قال فيه: ” سئل النبي عليه الصلة والسلم عن فضائل التراويح فأجاب برضوان الله بأرقى الكلام ” (جاء ذلك في البخاري ومسلم).
ويتصف هذا الحديث بالصحة والثبوت ويُعد دليلاً على أن هذه الصلاة واجبة على المسلمين، وأنه يجب أداؤها في المسجد وبشكل جماعي في شهر رمضان.
وللصلاة فوائد عديدة، فهي تُنَّشِّطُ القلب والجسم وتُخفِّفُ من عبء الذنوب، كما أنها تعمل على إشراك المسلمين في سلسلة من العبادات الجماعية وتعزز من الوحدة والتآلف بينهم.
عدد ركعات صلاة التراويح
نستند إلى البيانات الواقعية لنشير إلى أن هناك تعددًا في آراء أهل العلم في عدد ركعات هذه الصلاة، يعتقد بعض العلماء أنها ثمانية ركعات فقط، في حين أن آخرين يعتقدون أن عددها تصل إلى تسعة وأربعين ركعة بما في ذلك الوتر بثلاث ركعات.
يقول الإمام أبو حنيفة والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل إن صلاة التراويح تتألف من عشرين ركعة، ولهذا يصلي الإمام بها عشرين ركعة ويسلم بين اثنتين.
يجب أن يحرص المصلي على الالتزام بالأرقام التي تم تحديدها من قبل العلماء وتصفية قلبه لائتمان الله عز وجل أثناء أداء هذه الصلاة السنية المؤكدة.
كيفية صلاة التراويح
يُعدّ صلاة التراويح من الصلوات النافلة المّرتبطة بِشهر رمضان المبارك، وتُؤدّى بِشكلٍ خاص في المساجد والبيوت.
يستقبل المصلِّي القِبلَة مُتوضِّئًا، ويكبِّر تكبيرة الإحرام، ويقوم بِأداء ركعَتَين ركعتَين، بعد الفرض المغرب بِدون صلاةِ الوتر.
يمكنه أن يمدَّ صَلاتَه حتّى 20 ركعة، وهُناك رأي آخر للفقهاء حول أنّ عدد ركعاتِ صلاةِ التراويح الصّحيح يتراوح من 8 إلى 12 ركعة.
أمّا المرأة فيُمكنها أداء هذه الصلاة في بيتها بِشكلٍ منفرد أو جماعي بالإضافة إلى تلحينها بِالأذكارِ والأدعية. وبالإمكان لِكل مسلم إتقان وأداء هذه الصلاة بِشكلٍ صحيحٍ ووفق السنة النبوية.
صلاة التراويح تجب على المسلمين في شهر رمضان
تعتبر هذه الصلاة من الصلوات الواجبة على المسلمين في شهر رمضان المبارك، بناءً على الأدلة الشرعية وفتاوى العلماء المعتبرة.
فقد ذكر الشيخ العثيمين في كتابه “فقه العبادات” أن صلاة التراويح تجب على المسلمين في شهر رمضان، وقد صدرت فتاوى من المجالس الإسلامية في العديد من الدول تؤكد وجوب هذه الصلاة في هذا الشهر.
وتأتي هذه الصلاة بعد صلاة العشاء، وتتكون من عدة ركعات يقرؤ فيها المصلي القرآن الكريم ويدعو الله سبحانه وتعالى.
لذا يجب على كل مسلم الالتزام بأداء هذه الصلاة المباركة خلال شهر رمضان، حرصًا على القيام بالواجب الشرعي وتقرباً لله سبحانه وتعالى.
أجر صلاة التهجد في رمضان
تعتبر صلاة التهجد من السنن المندوبة والمستحبة، وتُصلى بين صلاة العشاء وطلوع الفجر، وهي من أفضل الصلوات التي يُمكن للمسلم القيام بها، ويُعتد بها كشكل من أشكال العبادة والتقرب إلى الله في شهر رمضان المبارك.
وتتميز صلاة التهجد بالعِظّة والجلال، وهي تُكفِّر للصائم عن الذنوب والخطايا وتتركّز فضائلها في إعانة الإنسان على التقرّب إلى الله، وتحقيق الإخلاص في العبادة، وزيادة القوة الروحيّة والعقليّة للمؤمن.
وبهذا الصدد، فإنّ الأجر لصلاة التهجّد في رمضان عظيم ولا يقلل من أهميتها النمام والتشويش الذي يطالبها به البعض، بل يوجد قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه”.
لذا، ينصح المؤمنون أن يستغلّوا هذه الفرصة العظيمة ويقيموا صلاة التهجّد في رمضان ليتقرّبوا إلى الله ويحصلوا على الأجر العظيم والخير والبركة في الدنيا والآخرة.
الأسئلة الشائعة
1- ما هي فضائل صلاة التراويح؟
لا شك أنَّ صلاة التراويح نوعٌ من العبادات المستحبة والقُربات المشروعة التي يقوم بها المسلم في شهر رمضان الكريم.
وقد قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في بعض الليالي، حيث كان يصلي فيها تسع ركعات، ويعتبر صلاة التراويح من قيام الليل، وهذا ما جعلها من الأعمال المحببة عند الله تعالى.
فهي سببٌ لمغفرة الذنوب عند الله -سبحانه وتعالى-، وذلك بحسب حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي التراويح، فأخطأ في صلاته رجلا فحمد الله، ثم قال: إنَّه لولا أن أشقَّ على أمَّتي لأمَّرتُهم بالتراويحِ.
وإنَّ التراويحَ حقٌ على المُسلِم في كلِّ ليلة." ولذلك، فهي لها فضلٌ كبيرٌ عند الله، وتعتبر قيامة ليلة كاملة إذا كانت السنن والرواتب.
2- كم حسنة لصلاة التراويح؟
صلاة التراويح هي صلاة سنة مؤكدة في الإسلام وتؤدي في شهر رمضان المبارك، وهي تتكون من عشرين ركعة يصليها المسلمون في كل ليلة بعد صلاة العشاء.
وقد أشارت العديد من الأدلة الشرعية إلى أهمية صلاة التراويح وضرورتها في حياة المسلم، فهي من أعظم أسباب دخول الجنة ورفع الدرجات في الجنة.
وبالإضافة إلى ذلك، فأجر صلاة التراويح في المسجد الحرام يعدل أجر مليون وثلاث مئة صلاة في غيره، مما يجعلها من الأعمال المستحبة بشدة وتستحق كل المحافظة عليها.
وبالنظر إلى عدد التسليمات في صلاة التراويح، فهي تتكون من ست تسليمات ثم يتم توتيرها بواحدة، ويتم تسليم من كل ركعتين، وهذا يعني أن المصلي يحصل على حسنتين لكل ركعة من صلاة التراويح، وهذا يشجع المسلمين على المحافظة على أداء هذه الصلاة بأفضل صورة.
3- هل نهى الرسول عن صلاة التراويح؟
بالاستناد إلى الحقائق، فإنه من المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى صلاة التراويح في جماعة مع أصحابه، ولم يمنع الجماعة عن استمرارها إلا تخوفًا من فرضها على الأمة.
ومع ذلك، فإنه يوجد نهي عام عن الاتيان بالصلاة النافلة في جماعة، ولكن لا يعني ذلك إنكار صلاة التراويح بشكل عام.
بل إن الأصل أن صلاة التراويح في جماعة ثابتة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يواظب عليها خشية أن تفرض على الأمة.
وبناءً عليه، يمكن القول إن صلاة التراويح في جماعة لا تُعتبر بدعة لم تكن على عهد النبي، بل يجوز الاستمرار فيها على هذا النحو المأمور به بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
4- هل يجوز صلاة التراويح في البيت منفردا؟
يؤمن المسلمون بأن قيام رمضان سنة في المساجد، ولكن في حال عدم الإمكانية، فإن صلاة التراويح بالمنزل تعتبر جائزة للفرد، فالرجل المنفرد في بيته يمكنه تأديتها بشكل طبيعي كغيرها من الصلوات النافلة، بعد قراءة دعاء الاستفتاح وتكبيرة الإحرام.
ومع ذلك، فإن صلاة التراويح الجماعية في المسجد هي الأفضل والأجر الأعظم، ولكن في ظل جائحة كورونا التي حالت دون استمرارها في المسجد، فإن صلاة التراويح في البيت مع أفراد الأسرة جائزة ومستحبة.
في النهاية، فإن أداء صلاة التراويح في المسجد جماعةً هو الأفضل لأنها تجلب فضل الجماعة والقرب من الله عز وجل.
