21 C
Gaziantep
الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمنوعاتأثر الصيام على سلوك الإنسان والفرد.. الأخلاقية والروحية

أثر الصيام على سلوك الإنسان والفرد.. الأخلاقية والروحية

تأثير الصيام على سلوك والمزاج 

إن من أكثر الأشياء تأثيرا في حياتنا هو الصيام حيث أن أثر الصيام على سلوك الفرد كبير جدا على الروح والقلب، كما توجد آثار عظيمة للعبادات على سلوك الإنسان، فالصلاة والحج والزكاة والصدقات والإنفاق لها آثار، وأيضًا يوجد أثر كبير للصيام. في شهر رمضان، يمكن مشاهدة الصلاح النسبي للمجتمع الإسلامي، حتى إذا كان المجتمع غير مؤمن بهذه العبادات فإنه سوف يُغير نظرته في رمضان.

ومن أثر الصيام على سلوك حيث تمتلئ المساجد بالمصلين، ويكثر الأشخاص في قراءة القرآن الكريم، ويزدادون في ذِكْر الله والتوبة، محتشدين بالدموع ويظهرون التقوى، يعترفون بآثامهم ويرجعون على خطئهم.

إذاً فإن للصَّيام أثر كبير على سُلُوكِ الإِنْسَانِ وتتمثل أبعاد الصيام في الآتي:

  • الأبعاد التربوية وأثر الصيام على سلوك الفرد فهي تنتمي إلى فئة المدارس التربوية الهادفة إلى رقي السلوك الإنساني وتذليل التحديات التي قد تواجهه.
  • يتمثل أحد أهم أبعاد هذا الصيام في إرشاد الإنسان على مخاطبة نفسه وتنظيم مشاعره بحيث يكون قادرًا على استخدام طاقاته بصورة صحيحة، ثم يشجع هذا الصوم المؤمن على اختلاط بالآخرين، والتجارب بأن يستقى من التضامن والود، كل ما هو أفْضَلُ للفطرة البشرية، الصيام هو وسيلة للوقاية
  • فوائد الصوم على الصحة: يسهم الصوم في إيجاد أثر صحي إيجابي على حالة البدن، وذلك وفق ما تتبناه اتجاهات المختصِّين في الطب، إذ يُخفِّفُ من ضغوط المعدة والجهاز الهضمي، ويلغي خطرَ التعرُّض لأمراضِ خطيرة كالتَورُّمِ والبدانة
  • الأبعاد الاجتماعية للصوم: عند إلزام الجميع بالامتناع عن تناول الطعام والشراب، بشرط أن يكونوا قادرين على ذلك، يتسبب هذا في مسألة المساواة الإلزامية في حالة الحرمان، كما يؤدي هذا إلى غرس شعور في نفوس المسرين حول آلام الفقراء والمحرومين
  • يُعتبر الصَّوْم مفيداً اقتصادياً بسبب تخفيضه للنفقات المنزليَّة؛ حيث يُمْكِن تَقْليل عدد وجبات الطعام في اليومَ، كما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية نتيجة للاستمرار في العمل دون انقطاع.

آثار الصيام في الفرد

 أثر الصيام على سلوك الإنسان والفرد.. الأخلاقية والروحية

أثر الصيام على سلوك الإنسان كبير في تنظيم وتصحيح أخطاءه، وفي شهر رمضان، الذي هو شهر القرآن، انزَّل اللهُ هُدىً ونورًا ودستورًا وفَرْقانًا بيْن الحقِّ والباطل.

يمكن أن يحث الإحساس بالرهبة من الله المرتبط بشهر رمضان والذي يعتبر مقدسًا على الكثيرين على تصحيح الأخطاء التي يجب أن يتجنبوها في هذا الشهر والعودة إلى الله من خلال التوبة والإنابة المستمرة.

فقد قام كثير من المستبدين في هذه الأرض باستخدام سوط فزاعاتهم لإرغام العباد، إلا أنَّ شهر رمضان جعل بعض هؤلاء المستبدين يتخلوا عن قسوَتِهِمْ لِأجْلِ الأمل في الرحمة وأيقن أن شمول العمدة هو الصيام.

يكون الصيام الزاكي الذي لا يوجد فيه أي خباثة أو شوائب من صيام العين والأذن والرجل وكل عضو في جسم الإنسان، وقد أكد ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم حيث ذكر مزايا رمضان وفضائله قائلاً: “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنان، وغُلقت أبواب النيران، وصفَّدت فيه الشَّيطان، ونادي مناد: يا باغي الخيرِ أقبل، ويا باغي الشر أقصر”.

واحد من الأسباب التي تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار هو كثرة المسلمين الذين يدخلوها، حيث يزداد المؤمن في برّه خلال شهر رمضان وصلاحه في التعامُل مع الله، إلى جانب استمرارٍه على طاعتِه.

آثار الصيام التربوية

الصوم هو درس تربوي هام حيث يتلقى المسلم تعليمًا حقيقيًا في الإيمان، وهذا أثر الصيام على سلوك الفرد فالإيمان يتطلب الورع والرصد والتدقيق والمحاسبة.

تربى المسلم على الإيمان الذي يحوي على الحمد والشكر والتحمل والصبر، بالإضافة إلى أنه يشتمل على علم ويجمل بالحلم.

إن الصيام هو من أساسيات الروابط التي تصل الإنسان بخالقه، حيث من أثر الصيام على سلوك بأن يمكنه أن يستفيق من غفلته ويشعر بالندم على المعاصي التي ارتكبها في الماضي، كما يجعل هذا الشهر الفضيل قوة دافعة لتجديد النفس ومحاربة المخالفات والآثام إلى جانب ذلك، فالصائم دائمًا على اتصال مع خالقه وذلك من خلال تلاوة القرآن واتخاذ قراراته مستعينًا بإرشادات ربِّه.

يحمل شهر القرآن الكريم في طياته ضوء الرحمة والإضاءة وتجدد الإيمان، حيث يحظى المسلم في هذا الشهر بفرصة للتوبة والغفران والعفو والرضوان.

تعود روح المسلم إلى ازدهاراها الروحي مع قدوم هذا الشهر المُبارك وهذا من أثر الصيام على سلوك المسلم، مُحقِّقًا نَقاءً دائِمًا، خُلُوًّا من ملاعِبَات جسدهِ التي تؤدي إلى تخبُّط بنظام حياة المسلم.

إذا استطاع الصائم التحكم بشهوته وامتنع عن تناول الطعام والشراب أثناء شهر رمضان، فسيكون لصيامه أثرٌ كبير في حياته، سيحصل على أجرٍ جزيل، كما سيتمتع بفوائد نفسية وصحية تساعد في إصلاح الجانب الروحي لشخصيته وتقوية جسده.

بما أن فوائد الصيام كثيرة، فسنركز على الفوائد التربوية فقط، حيث إن الصيام هو مدرسة تعلمنا من خلالها كيفية التربية على الإحسان بجميع أشكاله وجوانبه، وسنستعرض أهم هذه الجوانب فيما يأتي:

  • رعاية المال: وفيه تشجيع الصدقة وإطعام الصيام والإنفاق بشكل عام ورعاية الأرامل والمحتاجين.
  • بسبب جود الوقت، يمكن للمسلمين الاستفادة منه والعمل على تحقيق احتياجاتهم وتنظيم شؤونهم بكفاءة.
  • تتعلق جود الذات بإنفاق الأغنياء وأصحاب اليسر لطلب الثواب من الله.
  • يتمثل إبداع الأخلاق في إتمام الأعمال الحسنة حيث يُنوِّع المؤمن عبادته ما بين فرضية ونافلة والصلاة.

أثر رمضان في تغيير الإنسان

 أثر الصيام على سلوك الإنسان والفرد.. الأخلاقية والروحية

بغض النظر عن ثراء المرء وترفهه وارتياحه، يجب عليه الصوم لكي يشعر بآلام الجوع والعطش والحد من شهوات النفس، وعندما يشعر بشدة حاجته لذلك، سيتذكر إخوانه المسلمين ومعاناتهم، مما سيرق قلبه لصالح هؤلاء وهذا من أثر الصيام على سلوك المسلم.

يتسم الإنسان بالنسيان الشديد لإخوانه ذوي البؤس، وعدم إظهار أية رحمة تجاه المحتاجين والفقراء لذلك، يُفرض عليه الصوم لأجل تذوق ما يعانيه هؤلاء الأشخاص من آلام وتجربة حزنهم.

فإذا تعرض للجوع أثناء الصوم، يستطيع الإحساس بشعور بؤس هؤلاء الناس والشعور بتجربة حالاتهم المأساوية. عند رؤية أطعمة شهية تبرز في نهاية هذا الصوم

يساهم صوم المسلمين في إعادة تجديد النية والتوقيت الصحيح للصلاة، ويرد هذا على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ” من صام رمضان إيماناً واحتساباً “راجع، مؤكدًا أهمية التزام المسلم بالنية في الصوم

يُربّى الشخص المسلم على تجديد نية أفعاله الإيمانية والعبادية، حتى في أمور الحياة اليومية مثل طعامه وشرابه، ولا يخفى تأثير نية صادقة على قيمة الأجر والنفع في الدنيا.

خطبة عن أثر الصيام

هذا الدين العظيم لم يجعل الوصول إلى رضا الله تعالى يحتاج الامتناع عن الملاذ والشهوات، كما زعم أحبار النصارى ورهبانهم، بل جعل ذلك مباحًا للمسلم مع تحديده لضوابط، وحثَّه على التحكُّم في شهواته وأفكار نفسه.

قد جعل الله الصوم واجباً على الإنسان لتعزيز إرادته، وتعزيز عزيمته وتعظيم همِّته، وإكمال رجولته؛ حيث يكون مسلَّحاً بقوة الإرادة وذخيرة الشجاعة كذلك، فإنَّه يصبح مستعداً وجاهداً لمواجهة التحديات المختلفة والشروط الصعبة.

كان من المتوقع بشكل طبيعي أن يتم فرض الصوم على الأمة بنفس الطريقة التي تم فيها فرض الجهاد في سبيل الله؛ وذلك للاستقرار والثبات في مسيرتهم على الأرض، ولأداء واجب هام على الإنسانية، كما يجب شهادة هؤلاء من خلال ذلك.

الصيام هو مجال التأكيد على الإرادة القوية والحازمة، ومن خلاله يتواصل الإنسان مع ربه بطاعة وانقياد، كما أنه يتضمن تحديًا للاستجابة للضرورات التي تواجه الجسد بأكمله، مع تحمل ضغطها وثقلها، من أجل تحقيق المرضى الشامل من عند الله.

كلها عوامل أساسية في تأهيل النفوس لتحمل الصعاب من خلال الطريق المليء بالمعوقات والشوك، حيث تتناثر الشهوات والرغبات والإغراءات على طوله.

الصوم ليس هدفه الاكتناز والحرمان، بل هو وسيلة لتحقيق غاية نبيلة وهي تعلُّم السيادة والتحكُّم: التحكُّم بالنفس، وضبط أفعالها، وامتناعها عن الشَهَواتِ والغرائزِ.

حيث كنت سابقا تتحدث بطريقة سيئة وتؤذي الأخرين، ولكن الآن تجنب الرد على المساءلة وتحافظ على هدوئك، إذا قام أحد بمهاجمتك أو إثارة غضبك، فلا تزيد على الإجابة إني صائم، إني صائم.

بالصَوْمِ تتحكم بشَهْوَتِك وغضَبِك وهذا من أثر الصيام على سلوك المسلم، وهو صبر يؤدي إلى مزيد من الصبر ونجاح يثير العزيمة للانتصار، إذا كنت قد تعلّمت الصوم، فأنت تستطيع أن تصبر بسهولة في فترات الأمان والرخاء.

غدا ستكون قادرا على تحمل الصعاب والتحديات، حتى في أصعب الظروف وأشد المحن، وإذا كان للصوم دور في تعليمك كيفية تغلب على نفسك اليوم، فأنت الآن أكثر جاهزية لتغلب غداً على أي خصم.

الآثار الإيمانية والتربوية للصيام في حياة المسلم

 أثر الصيام على سلوك الإنسان والفرد.. الأخلاقية والروحية

يُعَدُّ الصَّوْمُ مَدْرَسةً تربويَّةً عظيمةً ينشأ فيها المُسلم على الإِيمانِ الحقيقي، المتزّن بالتقوى والملاحظة والتخضير للذاتِ والصبر والجِهاد.

الصيام هو من أهم العبادات التي تربط الإنسان بخالقه، حيث أثر الصيام على سلوك الإنسان بأن يوقظه من غفلته ويُنْدِم على ما ارتكبه من المخالفات والآثام، وتصحو نفس الإنسان فتترك المعاصي وتُذَلِّلَ رأسًها لربها، مستعدة لمرضاة خالقها، وبذلك تشعر الروح بالارتفاع ونعمة الاقتراب، مشتاقة إلى اللقاء به.

قال ابن القيم: لما كانت مصالح الصوم مشهودة بالعقول السليمة والفطر المستقيمة، شرعه الله لعباده رحمةً بهم، وإحسانا إليهم وحِمْيةً لهم وجُنَّة(راجع).

إثر الصيام في تزكية النفس

الصوم يساعد على التحول الروحي والنفسي من خلال العبادة، فهو يخلق بيئة تجعل من الممكن تغيير وإصلاح الذات، كما يدفع الصائم إلى عبادة خالقه بطريقة أكثر تفانٍ.

لذا يتوجب على الصائم التأمُّل في هذا الأمر، وجعل شهر رمضان فرصة لتحقيق التوبة والإصلاح المعنوية وتغير سلوكه نحـو الاعتزام بهدي رسولنا.

فوائد الصيام الأخلاقية

  • أثر الصيام على سلوك الإنسان من الجانب الداخلي والظاهر للإنسان، حيث يحقق التقوى بأن يمتنع الشخص عما حلّ الله له من الأطعمة والشراب، مما يؤدي إلى امتناعه عن المحرّمات.
  • يقوم امتناع العبد عن تناول الطعام والشراب بتعريف قيمته التي لم يدركها من قبل، عندما يصبح هذا المأكول والمشروب متوفرًا أمامه، فيأكل ويشرب منه، مما يحثه على شكر الله على النعمة وإدراك فضله.
  • عندما تمتلئ النفس من الطعام والشراب، فإنها تتجه نحو الشهوات، وعندما تشعر بالجوع من الطعام والشراب، فإنها لا تشتهي الشهوات، وقد نقل عبد الله بن مسعود رضوان الله عليه عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام قائلاً: “يا معشر الشباب، من استطاع منكم البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ” راجع.

فوائد الصيام الروحية

إحدى الفوائد الروحية للصوم هي تعزيز إرادة التحمل، وتقويتها، وتعليم السيطرة على النفس، وتقديم المساعدة في ذلك، يوجد في النفس مثل ملكة التقوى يتغذّى وينمو بشكل خاص من خلال صومها، إذ أن التقوى هي أغلى مظهر لهذه الممارسة، كما قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” (راجع).

الأسئلة الشائعة

ما أثر الصيام على أخلاقك وتعاملك مع الناس؟

يعد الصوم أثرًا إيجابيًا على الناس في العمل نحو الخير والتسامح، حيث يتخلص الصائم من الضعف والخور والتردد، مما يزيد من إرادته في التقدم نحو الهدف، ويشعر بالإقدام والقدرة على العمل.
مَن يُراقِب الزَمان طوال شَهر رَمضان، ويتَحكّم في أوقات الصِيام بِالدِّقائق، ويشعُر بالذّنب إذا تجاوزها، ويدرك أنه سَيتحمل مسؤولية التجاوز بِإرادته الكاملة وبرَقابة أخلاقية ذاتية.

ما هي الآثار التربوية للصيام؟

الصيام هو تدريب المسلم على النجاح في معناه العظيم، حيث يتعلم كيفية التغلب على شهوة الطعام والشراب وجميع متعه، سواء بالتفكير أو بسيطرة على جسده، وهذا هو بداية المسيرة في طريق النجاح والكفاح من خلال الصيام، يتم تدريب المسلم على قهر نفسه وشهواته؛ لأن طاعة النفس هي أصل جميع المخالفات والأخطاء.

ما فوائد الصوم على المجتمع؟

الصوم ليس هدفه الاكتناز والحرمان، بل هو وسيلة لتحقيق غاية نبيلة وهي تعلُّم السيادة والتحكُّم: التحكُّم بالنفس، وضبط أفعالها، وامتناعها عن الشَهَواتِ والغرائزِ.
حيث كنت سابقا تتحدث بطريقة سيئة وتؤذي الأخرين، ولكن الآن تجنب الرد على المساءلة وتحافظ على هدوئك، إذا قام أحد بمهاجمتك أو إثارة غضبك، فلا تزيد على الإجابة إني صائم، إني صائم.

كيف يؤثر الصوم على النفس البشرية؟

الصوم يساعد على التحول الروحي والنفسي من خلال العبادة، فهو يخلق بيئة تجعل من الممكن تغيير وإصلاح الذات، كما يدفع الصائم إلى عبادة خالقه بطريقة أكثر تفانٍ.

المصدر : نبض العربمنوعات 

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا
Captcha verification failed!
فشل نقاط مستخدم captcha. الرجاء التواصل معنا!

الأكثر شهرة

احدث التعليقات