قصة ابن سينا الملقب بالشيخ الرئيس والفيلسوف الطبيب

قصة ابن سينا الملقب بالشيخ الرئيس والفيلسوف الطبيب

 ابن سينا أمير الأطباء والشيخ الرئيس ومتعدد المواهب والفيلسوف والطبيب، ألقاب عديدة حملها معه في مسيرته العلمية التي طافت أرجاء العالم منذ عهده وحتى اليوم، لقبه الغرب بأنه يمتلك عقل غوته وعبقرية ليوناردو دافنشي.

من هو ابن سينا؟

بالتأكيد سمعت عن ابن سينا​​، يعد أحد أكثر المفكرين تأثيراً في الحضارة الإسلامية، وُلِد  ​​عام 980 م في قرية أفشانة أوزبكستان الحالية، واسمه الكامل الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا ويكنى بأبي علي واشتهر بابن سينا.

وكان ابناً لحاكم البلدة وحصل على أفضل تعليم وتتلمذ على يد أفضل الأساتذة في منطقته، تعرض  في حياته لجور الحكام وظلمهم مما دفعه للترحال الدائم والسجن لسنوات عديدة، عمل طبيباً لدى الوزراء والسلاطين وألف بعض كتبه في الزنزانة!.

المجال العلمي لابن سينا :

شملت أعماله الطب والفلسفة والرياضيات وعلم الفلك والفيزياء، كان طبيبًا وفيلسوفًا مشهورًا ساهمت مساهماته في تطوير الفكر العلمي لعدة قرون قادمة.

كتب ​​أكثر من 450 عملاً في مختلف المجالات، اشتهر بموسوعته الطبية المسماة “قانون الطب” والتي أصبحت الكتاب المدرسي الاساسي للأطباء في جميع أنحاء العالم، كما كتب على نطاق واسع في الفلسفة، واستكشف موضوعات مثل الميتافيزيقيا ونظرية المعرفة وجادل ضد الخرافات والإيمان الأعمى.

بالإضافة إلى قدراته الفكرية الرائعة، اشتهر  ​​أيضًا بلطفه وحنانه وانسانيته، لقد كان رجلاً كريمًا يعالج المرضى الأغنياء والفقراء على حد سواء وبرعاية متساوية حتى أنه أنشأ مستشفيات وعيادات طبية لمساعدة المحتاجين.

بالرغم من كثرة مؤلفاته ورسائله العلمية التي عرفت عنه إلا أنه لم يصل منها إلا القليل بسبب الحروب وحرق التتار للمكتبات العلمية .

إنجازات ابن سينا في الطب :

كانت بداية ابن سينا في الطب وعمل كطبيب وهو في الثامنة عشرة من عمره حتى ذاع صيته في بخارى وكان لعلاجه لأحد الأمراء دور كبير في مسيرته المهنية، حيث عالج الأمير نوح بن منصور وكان شفاؤه على يد ابن سينا بعد أن عجز أمهر الأطباء من ذلك فكانت مكافأته الاطلاع على المكتبة العلمية للدولة السامانية وكانت هذه نقطة تحول في حياته.

اعتمد منهجاً في الطب ودرسه للأطباء من بعده وهو استخدام العلاج النفسي من خلال طمأنة المريض وتشجيعه قبل البدء بعلاجه، وهو ممن عرف قياس النبض سريرياً.

كتب ابن سينا في الطب:

ألف العديد من الكتب الطبية والتي تتحدث عن الأمراض والصحة النفسية والجراحة ومن أهمها:
كتاب القانون في الطب لابن سينا:

كتب كتابه القانون في الطب بلغة عربية وتم ترجمته في حياته ومن بعد وفاته إلى العديد من اللغات وأصبح منهجاً يدرس في الجامعات لعدة قرون ويعتبر هذا الكتاب هو معايير الطب، يضم الكتاب 760 وصفة علاجية وفيه معلومات عن انتقال الأمراض والعدوى ويضم فصلاً عن علاج السل وهو مرض خطير وقاتل في زمنه .

ويقسم الكتاب ل 5 أجزاء مفهرسة وذكر فيها بالإضافة للطب العضوي والأدوية أبحاثاً عن الصحة النفسية وعلم النفس.

ومن كتبه في الطب:

• كتاب الأدوية القلبية لابن سينا:
• كتاب الشفاء.
• كتاب دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية.
• كتاب القولنج.
• رسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب.
• رسالة في تشريح الأعضاء.

فلسفة ابن سينا:

ظهر كفيلسوف وعالم في التقليد اليوناني، وكانت دراسته للعلوم جزءًا لا يتجزأ من الفلسفة، وجمع بين الفلسفة اليونانية والإسلامية لذا نجده يركز على فكرة الإله الواحد، ولكنه يتجنب مناقشة الأخلاق والسياسة يعد ابن سينا في المرتبة الثانية بعد أرسطو الذي يسميه ابن سينا ​​المعلم الأول.

كتب ابن سينا في الفلسفة:

كانت الفلسفة هي موضوعه الرئيسي والذي شغله أكثر من الطب وكان له العديد من كتب الفلسفة والكلام ومنها:

• الإلهيات وهو جزء من مجموعة الشفاء.
• الإشارات.
• عيون الحكمة.
• رسالة الأخلاق.
• كتاب النجاة.

منهجه في الفلسفة:

بالرغم من تأثره بمنهج معلمه أرسطو إلا أنه لم يأخذ عنه كل شيء بل كان ينتقي من مذهب ارسطو ما يرضيه ويوافق الشريعة الإسلامية حتى استطاع تكوين مذهب فلسفي مستقل جمع فيه الافلاطونية والفلسفة اليونانية والهندية والمشائية والحكمة الفارسية، كل هذه المذاهب استطاع أن يقتبس منها ولكن كان لا بد من وجود أفكار لا تروق للجميع مما فتح باب العداوة العلمية بينه وبين بعض العلماء المعاصرين له ومن جاء بعده وأشهرهم الإمام الغزالي وابن تيمية اللذين شككوا في عقيدته الإسلامية .

وفاته:

على الرغم من علاجه لآلاف المرضى ومعرفته لمختلف الأسقام إلا أنه لم يستطع علاج نفسه وفي ذلك عبرة للناس،
أصابه المرض في آخر حياته وبات سقيماً وأكثر من أخذ الدواء حتى أيقن أنه لا علاج له فأهمل علاجه، واعتكف في آخر حياته للعبادة وقراءة القرآن، وتصدق بماله وأعتق غلمانه، حتى توفي في عام 1037 م في شهر رمضان ليكون عمره 58 عام أمضى منها أكثر من 47 عام في طلب العلم ودفن في همدان في إيران.

أكثر الأسئلة شيوعاً

من إعداد فريق نبض العرب 

المصدر : نبض العرب – قصص تاريخية