مقدمة عن إخراج زكاة الفطر
إن إخراج زكاة الفطر تُطهَّر الروح كما يتم تطهير الجسد بالصوم والامتناع عن المباحات خلال فترة الصيام، حيث إن هدف زكاة الفطر هو تحقيق طهارة للنفس من لغو صائم رمضان ورفثه.
وكما روى عبد الله بن عباس حين قال: “فرض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ زكاةَ الفطرِ طهرةً للصائمِ من اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبل الصلاةِ فهي زكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعد الصلاةِ فهي صدقةٌ من الصدقاتِ” رواه أبو داوود وصححه الألباني”راجع.
ومن بين الأنواع الأخرى للزكاة، تسمى زكاة الفطر بهذا الاسم لأنها تُفَرَض بعد انتهاء شهر الصوم، ويجب أن تُؤدى للمساكين في يوم العيد، وتُقدَّر قيمتها اليوم بحد أدنى 6 دولارات أمريكية للفرد، وفقًا لتعليمات المؤسسة الإسلامية بالتشاور مع مجالس الإفتاء والشخصيات المشهورة في عالم التشريعات والشرائع في العالم الإسلامي.
عند غروب شمس آخر يوم من رمضان، يجب إخراج زكاة الفطر، ويستمر وقتها حتى قبل صلاة العيد، يقوم الإنسان بإخراج هذه الزكاة عن نفسه وعن أولئك الذين تلزمه نفقتهم من المسلمين، والفارق الأبرز بين زكاة الفطر والزكاة على المال هو أنّ زكاة المال تجب على من بلغ ماله الحد المقرَّر، في حين أنَّ زكاة الفطر لابدَّ أنْ يُؤدي كل شخصٍ من يَحْصُل قوت يومه.
هناك فروق مهمة بين زكاة المال وزكاة الفطر، وأهم هذه الفروق هو أن إخراج زكاة الفطر على الفقراء والمحتاجين فقط، بالعكس من مصاريف زكاة المال الثمانية التي تشمل صرفها على الفقير والمجتمع في حدود قوانين تحديده لأحوال دار المسلمين،
حكم تعجيل زكاة الفطر
تناول العلماء أمر إخراج زكاة الفطر في البداية بطريقة مختلفة حسب اختلاف آرائهم.
يقولون في المذهب المالكي والحنبلي أنه يجوز إخراج الزكاة قبل العيد بيومين، وهو متأسس على حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- حيث ذكر: “كانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين”، وذُكر هذا الحديث في صحيح البخاري برقم (1511).
نقل بعض الأشخاص أنه يجوز إخراج الزكاة قبل عيد الفطر بثلاثة أيام، من كتاب المدونة (1/385)، قول مالك: أخبرني نافع أن ابن عمر كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تجمع عنده قبل الفطر بيومين أو ثلاثة.
وهذا اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله، وفقًا لما جاء في مجموع الفتاوى (14/216).
يُشير الاقتراح الثاني إلى أنّه يجوز إخراج الزكاة من بداية شهر رمضان، وهذا هو الفتوى المتبَّع عند علماء المذهب الحنفي، والصواب في مذهب الشافعي، يُمكن الاطلاع على ذلك في “الأم” (2/75) و “المجموع” (6/87) و “بدائع الصنائع” (2/74).
قالوا إن سبب الصدقة هو الصوم والفطر، لذلك إذا كان هناك أحد أسبابهما متوفرًا، فمن الممكن تعجيل الصدقة، على غرار تعجيل زكاة المال بعد امتلاك نصابه قبل السنة الحولية الكاملة.
يجوز، بحسب قول بعض الأحناف والشافعية، دفع زكاة الحول من بداية الحول، لتشابهها مع زكاة المال التي يجوز دفعها في أي وقت.
والراجح هو القول الأول
هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل رمضان
يقتضي الواجب على كل مسلم يستطيع توفير قوته أن يؤدي زكاة الفطرّ في يوم العيد وليلته، بالإضافة إلى احتياجاته الأساسية، كما يجب عليه أن يصرف صدقة زوجته وأولاده الصغار المحرومين من المال، بالإضافة إلى أولاده المستغنين عن نفقتهم، ولا يجب تقديم صدقة الفطر لأولاده غير الملزمين بالإنفاق على خدماتٍ معيَّشية.
وذلك من حصيلة التبرعات لصالح الأشخاص المساكين وذوي الحاجات ولا يجوز إخراج الزكاة قبل رمضان لأن الأصل في هذه الزكاة الصيام والإفطار.
- يجب في زكاة الفطر تقديم صاع من التمور أو الشعير أو الزبيب أو بر القمح، والصاع هو مكيال يتسع لما يزن كيلوين وربع تقريبًا من القمح بحسب الأوزان المستخدمة حاليًا.
- يتم إخراج الزكاة بالالتزام بالأنواع المحددة في الحديث، كما يجوز إخراجها من أغذية أهل المدينة التي تشكل معظم طعامهم ومنها الأرز واللحوم والحليب.
- في الأنواع غير المحددة، يتم حساب قيمتها باستناد في أساسه إلى القياسات الموضحة، كقياس صاع من الخير لقياس قدر الزكاة في اللحم. هذه قوانين يُطبِّق على سائر تصانيف هذه الأغذية. بالإضافة إلى ذلك يُسَمَحْ بإخراج زكاة فطورٍ نقدًا عبر حساب قيمتِه. يتم تحديد قيمة هذا الالتزام وهي مسؤولية الأطراف المختصة ولا بد من تقديرها بشكل سنوي.
- يترتب على المسلمين دفع زكاة الفطر قبل تأديتهم صلاة العيد، ويُحظَر لهم تأجيل ذلك إلى يوم العيد بما يستوجب صدقة مقابل التأخير، علاوةً على الالتزام بإخراجها لاستكمال فرضها في حال التأخير. كذلك يُسَنّ إخراج الزكاة في شهر رمضان المبارك حسب احتياجات المحرومين، ويُسْتَثْنى التوكيل في إخراج هذه الزكاة.
- يمكن للمؤسسات الزكوية أن تقوم بتحويل زكاة الفطر من شكل عيني إلى نقدي والعكس حسب الضرورة أو المصلحة.
- يسمح بنقل زكاة الفطر إلى دولة أخرى إذا كان هذا أقرب وأكثر حاجة، ويمكن نقلها عند عدم وجود محتاجين في البلد الذي تم جوبتها فيه.
- ينبغي أن يكون لدى الشخص نية صادقة لإخراج زكاة الفطر، والتي يمكن تحقيقها عن طريق التأكد من الإذن الثابت، حتى إذا كانت هذه العملية معتادة عليه. وفي حالات تبرير الحاجة أو المصلحة، يُسمَح للمؤسسات الزكوية بتأخير صرف زكاة الفطر التي جُمِعَتْ من قِبَلها إلى ما بعد يوم العيد. والأولى في توزيع زكاة الفطر هو إخراجها للفقراء والمساكين، كما يُسمَح بصرفها في مصارف الزكاة العامّ.
ما حكم أن تُخرج زكاة الفطر قبل العيد بثلاثة أيام؟
تباينت آراء أهل العلم في هذا الأمر، والحقيقة التي يتفق عليها معظمهم هو أن زكاة الفطر لا تُدفع بالنقود، بل بالطعام؛ نظرًا لأنَّ النبي ﷺ وأصحابه قد خرجوها على شكل طعام، وأخبر النبي ﷺ بأنَّ الله فرض علينا دفع صاع من هذه المادة وصاع من تلك المادة، لذا فلا يمكن دفعها بالنقود؛ إذ أنَّ اختلاف قيمة النقود ونوعية المحصولات تجعل ذلك صعبًا.
من قدر الصاع الذي أخرجه النبي ﷺ وأصحابه، فيجب أن يستخدم الطعام كوسيلة لإخراج زكاته، ولا يجوز إفشاء المال أمام جمهور أهل الدين.
يتألف صاع زكاة البلد من رز وتمر وغير ذلك من المواد الغذائية التي تقدر بصاع سُنة للاستخدام في التوزيع على جميع شرائح المسلمين بغض النظر عن جنسهم أو عمرهم أو حالتهم الاجتماعية.
يجوز توزيع زكاة الفطر على الفقراء في البلد صباح يوم العيد قبل الصلاة، ومن الممكن أيضًا توزيعها قبل ذلك بفترة تصل إلى يومين منذ التاسع والعشرين من شهر رمضان.
في حال سافر شخص مسؤول عن دفع زكاة الفطر في هذه الحالة، يجب أن يخرج مبلغها في بلد إسلامي سافر إليه، وإذا كان هذا غير ممكن، فإنه يجب دفع مقدار زكاته لأقصى فقير في بلده.
حكم من نسي إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد
يجب إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد وفقًا لسنة نبينا الكريم، ولكن يُسمح بإخراجها بعد الصلاة لمن نسي، والحمدُ لله أنَّ هذا جائز، حتى لو صار مشتملًا في الحديث على أنه صدقة من الصدقات؛ فذلك لا يمنع جواز إخراج زكاته بعد الصلاة، والأهمُ هو تطبيقِ سُنَّتِهِ في محلِّهِ.
نأمل أن تتم قبولها بصدر رحب وأن تكون زكاة كاملة، لأنك لم تتأخر خطأً بل نسيته، وقد ذكر الله في كتابه العظيم: “رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا” (البقرة: 286).
تم تأكيده من قِبَل النبي ﷺ أنه قال: يقول الله: قد فعلت، فأجاب دعوة عباده المؤمنين في عدم المؤاخذة بالنسيان والخطأ
إخرج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع
تباين آراء الفقهاء في الإسراع بأدائها قبل موعدها، وتأكيد ابن حزم على منع ذلك، وطرح فكرة ألا يجوز تقديم أدائها قبل وقتها من الأساس.
انطلق مالك وأحمد في الرواية المشهورة عنهما بأنه يجوز تعجيل إخراج زكاة الفطر في يومٍ واحد أو يومين، وبيَّن الشافعي رأيَه بأنهَ من المباح إخراج الزكاة في أولِ شهر رمضان، وأشار أبو حنيفة إلى جواز إخراجِ الزكاة قبل حلول شهرِ رمضان.
يتمثل الرأي الأكثر وجهةً لتنفيذه في قبول إخراجها لدى مالك وأحمد قبل يوم أو يومين من عيد الفطر، تحديدًا اعتبارًا من الثامن والعشرين من شهر رمضان، دون التسامح في تجاوز ذلك.
وفقًا للراوي البخاري، عن ابن عمر رضي الله عنهما ذكر أن الأصحاب كانوا يعطون صدقة قبل صلاة الفطر بيوم أو يومين، ومن المستحسِّن الالتزام بسيرتهم واتباع نهجهم.
والله أعلم.
الحكمة من مشروعية إخراج زكاة الفطر
هناك عدة فوائد كبيرة لشرعية زكاة الفطر، منها:
- تعد كالطهارة مهمة للصائم، حيث تنقيه من الكلام السيء والسلوك غير اللائق.
- إنّها غذاءٌ يُقدَّم للفقراء، حتى يَجْتَنِبوا السؤال في يوم العيد، ويشاركوا مع الأغنياء فرحة العيد.
- تعد الزكاة إحدى أنواع الطهارة للجسد؛ فقد حفظه الله سبحانه لمدة عام وأنعم عليه بالحفاظ على حياته، وبسبب ذلك وجبت على الصغير الذي لا يصوم، والمجنون، وأولئك الذين لديهم ما يجب إخراجه في الزكاة قبل إخراجه.
- تأتي إضافة الأشياء إلى أسباب صدقة الفطر ضمن شكر نعمة الله على الصائمين بالصيام، كما يأتي شكر نعمة الله بالتوفيق لحج بيته الحرام ضمن حكم إعطاء الهدايا.
- تَتَلخَّص الجَملةُ في أنَّ الثَّواب والأجْر الكبير يحصُل عند دفع زكاة الفطر لمستحقيها في وقتها المحدد، وذلك بِناءً على قول ابن عباس في حديثه: “فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقةٌ مِن الصَّدَقات”.
على من تجب زكاة الفطر؟
يتعين على كل مسلمٍ من الصغار والكبار إخراج زكاة الفطر، إذا كانوا حاضرين ليلة الفطر من شهر رمضان عند غروب الشمس.
فقد فَرَضَ النبيُّ ﷺ زكاة الفطر على جميع المسلمين؛ سواءً كانوا من الذكورِ أو الإناث، والحُرِّ أو المُمْلُوك، وأمِرَ بأدائِهَا قبل خروج المصلِّين لصلاة عيدِ الفطْر، وهذا هو ما يتعين فعله لتلك المذكورة بقوله ﷺ “الذُّكور والنساء والأطفال والكبار والحرِّ والعبد من المسلمين.
لا يلزم دفع زكاة الفطر على الجنين الموجود في بطن المرأة عند حلول عيد الفطر، ولكنه أمر مستحب؛ نظراً لأن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه قد قام بتقديم هذه المبادرة وبالتالي، فإن أهل العلم يروجون لذلك تحت التأثير من سيرة الخلفاء.
بالتالي، لا يتعين على الغير المسلمين – سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا – إخراج الزكاة؛ نظرًا لأنهم ليسوا من المؤمنين الصحيحين ولا يمتلكون حدًا من الطهارة والتقوى حتى يعتنفوا الإسلام، في حال كان هذا الشخص يملك عبدًا أو جار يزكى عنده وفق شرائع المؤمنين، وذلك بسبب أخلاقهم بغير بهاء مماس للاستحسان، فالزكاة تجد مكانه في دولة المسلمين فقط.
تأخير دفع زكاة الفطر لما بعد العيد
ينبغي على الإنسان عند حضور هذه الزكاة أن يسرع بتقديمها للفقراء المحتاجين في ذلك الوقت، وألا يتأخر في إعطائهم حقهم، وبالنسبة لزكاة الفطر، يجب عدم التأخير في تقديمها لأصحاب الحق بعدها.
يتطلب الفرض القيام به قبل صلاة العيد، بالإمكان تقديمه في صباح العيد، وفي ليلة العيد خلال رمضان، وفي أخر أيام الشهر، وذلك يشمل كلاً من تاسع والعشرون والثامن والعشرون، أو حتى ذات الثلاثون، يتطلب الأمر عدم تأخيره حتى بعد صلاة العيد.
الأسئلة الشائعة
هل يجوز إخراج زكاة الفطرة قبل العيد؟
يتم قبول إخراجها لدى مالك وأحمد قبل يوم أو يومين من عيد الفطر، تحديدًا اعتبارًا من الثامن والعشرين من شهر رمضان، دون التسامح في تجاوز ذلك.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بخمسة أيام؟
انطلق مالك وأحمد في الرواية المشهورة عنهما بأنه يجوز تعجيل إخراج زكاة الفطر في يومٍ واحد أو يومين، وبيَّن الشافعي رأيَه بأنهَ من المباح إخراج الزكاة في أولِ شهر رمضان، وأشار أبو حنيفة إلى جواز إخراجِ الزكاة قبل حلول شهرِ رمضان.
هل تسقط زكاة الفطر عمن لم يؤديها قبل صلاة العيد؟
يجب إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد وفقًا لسنة نبينا الكريم، ولكن يُسمح بإخراجها بعد الصلاة لمن نسي، والحمدُ لله أنَّ هذا جائز، حتى لو صار مشتملًا في الحديث على أنه صدقة من الصدقات؛ فذلك لا يمنع جواز إخراج زكاته بعد الصلاة، والأهمُ هو تطبيقِ سُنَّتِهِ في محلِّهِ.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر من أول يوم في رمضان؟
أكدت دار الإفتاء المصرية أنه يمكن شرعًا دفع زكاة الفطر منذ بداية شهر رمضان، وحتى قبل صلاة عيد الفطر.