قيس بن سعد بن عبادة
قيس بن سعد بن عبادة كان قائدا بارزا للجيش الإسلامي الذي كان معروفا باستخدامه للتكتيكات الدفاعية في المعارك، كان أحد صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك علي بن أبي طالب.
ولد قيس بن سعد في المدينة المنورة في زمن محمد صلى الله عليه وسلم تقريبا، كان والده سعد بن عبادة، زعيم قبيلة الخزرج.
ويشير خالد محمد خالد، وهو عالم دين مصري، إلى أن قيس بن سعد كان ماكرا جدا قبل اعتناقه الإسلام يذكر خالد أنه يستخدم دهاءه لتغيير أهل المدينة المنورة والمناطق المحيطة بها.
بعد أن اعتناق سعد الإسلام، قدم قيس إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وقال:
“أنا خادمك من الآن”.
كان محمد صلى الله عليه وسلم مسرورا بقيس وقال له:
“سيكون هذا المكان دائما لك لبقية حياتك”.
عندما اعتنق قيس الإسلام، تغيرت حياته وموقفه ورؤيته وشخصيته تماما، ومن خلال الإسلام، تعلم قيس كيفية معاملة الناس بإخلاص وعدم الخداع.
كما تخلى قيس عن كل دهائه في التعامل مع الناس وكرس نفسه ليصبح مسلما حقيقيا ومخلصا، لا يخلو الامر أنه لا تزال هناك لحظات في حياته حيث كان قيس يميل إلى الاستمرار في خداع الناس، لكن إخلاص قيس للإسلام ساعده على التغلب على الإغراءات.
قال قيس نفسه:
“لولا الإسلام لاستخدمت مكرتي لخداع كل العرب”.
“لو لم أسمع النبي يقول ولا يحيق المكر السوء إلَّا بأهله، لكنت أكثر رجال الأمة براعة”.
قصة قيس بن سعد بن عبادة
تُعدُّ قصة قيس بن سعد بن عبادة من القصص المشهورة والمؤثِّرة في تاريخ العرب، حيث كان يُعامَلُ كزعيم من قِبَل الأنصار رغم حداثة سنِّه.
ويتضح ذلك من قولهم: “لو استطعنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا لفعلنا”، حيث لا ينقصه أي صفة من صفات الزعامة سوى اللحية التي كان يتوَّج بها الرجال وجوههم.
ينحدر قيس بن سعد بن عبادة من بيت زعامة عظيم وكان يرث الكرامة والشرف من والده الذي كان زعيم الخزرج.
يُعرَف بكونِّه ضخمًا، جسيمًا، وصغير الرأس، ولم يكن لديه لحية، يُعَدُّ قيس بن سعد بن عبادة الداهية الذي يتفجَّر حيلة ومهارة وذكاء وكان يتفحص خدعته التي تفتق عنها ذكاؤه فيجدها من المكر السيء الخطير، وبالأخير يستشعر قول الله سبحانه “ولا يحيق المكر السوء إلَّا بأهله”.
صفات قيس بن سعد بن عبادة
كان العرب يعتبرون أسرة قيس بن سعد بن عبادة من أثرياء العرب، كانوا يعاملون الضيوف بكرم وعرفان، ويدلون عليهم بالضيافة ويقدمون لهم طعامهم ويضيئون لهم الساري ليلاً.
وكان قيس بن سعد بن عبادة ينعت بكونه أطول وأجمل الناس، ويتمتع بشعر وجمال وطول القامة لا ينبت بوجهه شعرًا، كان الملاحظ له منذ صغره الكثير من الاحترام والتقدير من الأنصار، وكانوا يُعدّونه كزعيم منذ ذلك الحين.
ومن صفات قيس بن سعد بن عبادة:
حاد الذكاء: كان قيس بن سعد بن عبادة من أذكى الأنصار، فكان يعتبر من القادة الرائعين، وكان يراوغ أعداءه بحيل ومخططات متقنة.
فصيح اللغة: كان قيس بن سعد بن عبادة من الأعلام في اللغة العربية، حيث كان يستخدم الكلمات بأسلوب فصيح ومبتكر.
واسع الحيلة: كان قيس بن سعد بن عبادة مشهورًا بالحيلة والمخرجات الرائعة في الظروف الصعبة، وكان يساعد أصدقائه في الخروج من المواقف الصعبة.
ذكي في اختيار الوقت: كان قيس بن سعد بن عبادة يعتبر من الأذكياء في اختيار الوقت المناسب لتنفيذ المخططات والخطط الحربية.
فن التفكير الاستراتيجي: كان لقيس بن سعد بن عبادة شهرة في فن التفكير الاستراتيجي، وكان يعتمد على مختلف الإستراتيجيات للفوز في المعارك.
القدرة على إدارة الأمور: كان قيس بن سعد بن عبادة يتمتع بقدرة كبيرة على إدارة الأمور، وكان يعرف كيفية تنظيم الأمور بمهارة وإخلاص.
متواضع جدًا: يعتبر قيس بن سعد بن عبادة واحدًا من الصحابة الذين كانوا يتمتعون بمقدار كبير من الاتحاد والتواضع، حتى إنه كان يمد يده للإخوة الفقراء لمساعدتهم.
الشجاعة والكرم: كان قيس بن سعد بن عبادة من أشجع الرجال، حيث كان يخاف الله وكان يحب مساعدة الفقراء والمحتاجين، وكان يصرف كل ما يملك من المال من أجل خدمة الناس.
نسب قيس بن سعد بن عبادة
سجل كتاب السيرة الذاتية اسم والد قيس باسم سعد بن عبادة بن دليم بن أبي حليمة بن حارثة بن النعمان بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن الأزد.
كان قيس يسمى الخزرجي بسبب نسب والده في قبيلة الخزرج في المدينة المنورة، ينحدر قيس بن سعد بن عبادة من أصول عربية، حيث ينتمي إلى الخزرج، وكان والده الصحابي الجليل سعد بن عبادة سيد الخزرج.
مرض قيس بن سعد بن عبادة
تعرض قيس بن سعد بن عبادة، الصحابي الجليل والوالي السابق لمصر في الخلافة الراشدة، لمرضٍ أبطأ إخوانه في الزيارة.
وقد ذُكِرَ أنه أخزى الله مالاً يمنع الإخوان من الزيارة، وعندما قام بإصدار أمرٍ للمنادي لدعوتهم إليه، إكتظّت القصر وحضره العديد من الأشخاص الذين عادوا عليه بالكثرة.
وقد كسرت درجته بالعشي كثرة الزوّار، وذلك بعد أن أبطأ إخوانه في الزيارة، فقيل أنهم يستحيون ممّا له عليهم من الدين.
وكان قيس بن سعد بن عبادة من الشخصيات الوطنية والأخلاقية العالية، إذ كان يعمل على جمع المال من أجل توزيعه على الفقراء، وكان يمدّ بإعاناتهم للمساعدة في احتياجاتهم المختلفة، مما جعله من الشخصيات التي ذاع صيتها بشدة بين الناس.
قيس بن سعد بن عبادة البداية والنهاية
قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي هو صحابي جليل، عرف بشجاعته وكرمه وذكائه في المعارك، خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنوات، وحمل لواء رسول الله في بعض الغزوات.
كان مطاعا وممتدحا، ويحمل مصر نيابة عنها، لكن علاقته مع معاوية وعمرو بن العاص لم تكن جيدة، وكان يقاومهم بدهائه وخديعته وسياسته، مما أدى إلى عزله عن مصر.
يعد قيس بن سعد بن عبادة من الصحابة الذين تركوا بصمة في التاريخ الإسلامي بصفاته الإنسانية الطيبة وشجاعته في المعارك.
قيس بن سعد بن عبادة عند الشيعة
عين الإمام علي (ع) قيس بن سعد بن عبادة حاكما لمصر، أفاد البعض أنه في وقته، فقد معاوية سيطرته على مصر واضطر إلى طرد قيس من مصر بالخداع.
فنشر هذه الإشاعة بأن قيس كان معه في الانتقام لدم عثمان وعندما انتشرت الإشاعة، طرد الإمام علي (ع) قيس من حكومة مصر.
ذكرت بعض المصادر الأخرى أنه منذ تعيين قيس واليا على مصر، كتب معاوية رسائل إليه وعلى الرغم من التهديد والإقناع حاول إجبار قيس على مرافقته لكنه لم ينجح وفي رسالته الأخيرة، هدد قيس بجدية.
ثم كتب رسالة مزيفة تشير إلى أن قيس قد قبل مرافقته، تلا الرسالة على الناس في سوريا، سمع الإمام علي (ع) الإشاعة عن مرافقة قيس لمعاوية، لكنه (ع) لم يصدقها، بل تشاور مع الإمام الحسن (ع) والإمام الحسين (ع) وعبد الله بن جعفر.
عبد الله نصحه بإقالة قيس لكن الإمام علي (ع) لم يرغب في إقالة قيس لأن الإمام (ع) اعتبره مخلصا حتى تلقى بعض الرسائل من قيس كتب فيها أنه لا يرى أنه من الحكمة الضغط على أولئك في مصر الذين لم يولعوا الإمام علي (ع).
ردا على ذلك، أصر الإمام علي (ع) على أنهم بحاجة إلى اتخاذ قرارهم سواء كانوا مع الخليفة الرسمي للمسلمين أو كانوا مع معاوية وكان على قيس أن يأخذوا ولاءهم.
في رسالة إلى الإمام علي (ع)، عصى قيس هذا الأمر علانية بحجة أن هؤلاء الناس كانوا يسعون إلى السلام ولن يشنوا حربا أو أي مشكلة، وهكذا، قام الإمام علي (ع) بفصله من حكومة مصر.
بعد ذلك، ذهب قيس إلى المدينة المنورة ووفقا لبعض المصادر، فقد انزعج من الإمام علي (ع) بسبب فصله من حكومة مصر، لكنه أزعجه عملاء معاوية الذين كانوا في المدينة المنورة وبالتالي ذهبوا إلى الكوفة بعد فترة.
هل بايع قيس بن سعد بن عبادة أبو بكر
لقد بايع قيس بن سعد بن عبادة أبو بكر أثناء خلافة أبي بكر، وعاونه في ذلك الصحابة الآخرون، كان قيس بن سعد بن عبادة من الأنصار، وقائدًا لهم، وكان موقفه وموقف الأنصار عمومًا وفيًا لخلافة أبي بكر، ويشار إلى أنه قد بايع عليًا بعد وفاة عثمان.
وفاة قيس بن سعد بن عبادة
هناك وجهات نظر مختلفة حول وقت وفاة قيس ومكان دفنه، ذكر أن تاريخ وفاته هو العام الأخير لخلافة معاوية.
وفقاً للبيانات الحقيقية، فقد توفي قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي في سنة 60 هـ أو 85 هـ بعد الميلاد، قيس كان من صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ولاة أمير المؤمنين، وكان من قادة جيش الإمام علي والإمام الحسن عليهما السلام.
شارك قيس في أكثر المعارك في عهد النبي، وعهد أمير المؤمنين، وكان من حملة الرايات في معركة صفين.
عُيِّنَ قيس والياً على مصر، ثم على أذربيجان، وفي خلافة الإمام الحسن أيضاً كان قائداً في جيشه، يذكر أن قيس كان مخالفاً لصلحه مع معاوية، وذلك حسب بعض الروايات.
توفي قيس وهو في منصب قيادي مهم، وبهذا فقد فقدت المسلمون خبيراً ومناضلاً بارزاً في ساحات النزاع والفتن.
الأسئلة الشائعة
من هو قيس بن سعد بن عبادة؟
قيس بن سعد بن عبادة هو صحابي جليل من أكرم بيوت العرب وأعرقها نسبًا، ولد في المدينة المنورة وتوفي في العقد 670 في نفس المدينة.
كم طول اطول صحابي؟
قيس بن سعد بن عبادة، وهو صحابي جليل، والده الصحابي سعد بن عبادة الأنصاري.
ما هو منصب قيس بن سعد بن عبادة؟
تم تعيين قيس بن سعد بن عبادة على منصب والي مصر في الخلافة الراشدة.
ما هي صفات قيس بن سعد بن عبادة؟
كان قيس بن سعد بن عبادة حاد الذكاء، واسع الحيلة، متوقد الذهن، وكان لا ينقصه من صفات الزعامة في عرف قومه سوى اللحية التي كان الرجال يتوّجون بها وجوههم.
ماذا الرسول عن قيس بن سعد بن عبادة؟
قال الرسول عن بيت قيس بن سعد بن عبادة: "إن الجود شيمة أهل هذا البيت".
ما هي قصة مشاركته في معركة صفين؟
شارك قيس بن سعد بن عبادة في معركة صفين مع علي ضد معاوية، وكان يجلس مع نفسه فيرسم الخدعة التي يمكن أن يؤدي بها بمعاوية وبمن معه في يوم أو ببعض يوم، بيد أنه يتفحص خدعته هذه التي تفتق عنها ذكاؤه فيجدها من المكر السيء الخطر، ثم يذكر قول الله سبحانه: (ولا يحيق المكر السوء الا بأهله).
من إعداد فريق نبض العرب
المصدر : نبض العرب – قصص تاريخية