خزيمة بن ثابت
خزيمة بن ثابت بن فقيه بن ثعلبة بن سعيدة الأنصاري كان أحد صحابة النبي (ص)، كان رائدا بين أهل قبيلته في اعتناق الإسلام وأصبح رفيق النبي (ص)، واستشهد في معركة صيفين.
هو خزيمة بن ثابت بن الفقيه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس الأنصاري من قبيلة أوس وعائلة بني ختمة، كان أحد الصحابة العظماء للنبي (ص).
كانت والدته كبشة ابنة أوس من بني سعيدة، كان اسمه أبو عمرة، لا يوجد تقرير عن حياته قبل أن يصبح مسلما.
- زوجتا خزيمة:
جميلة بنت زيد بنت خالد من عائلة بني قوقل وصفية بنت عامر من عائلة بني ختمة، ولداه عبد الرحمن وعبد الله ولدا من جميلة وعمارة من صفية.
هناك خلاف حول الوقت الذي أصبح فيه مسلما، يعتقد البعض أنه أصبح مسلما قبل غزوة بدر (2 ه / 623) ويقول آخرون إنه أصبح مسلما بين معركتي بدر (2 ه / 623) وأحد (3 ه / 624).
بعد اعتناقه الإسلام، بالتعاون مع عمير بن عدي بن خرشة، أصبح وكيلا لكسر أصنام قبيلته، شارك في جميع الغزوات (المعارك) وكذلك معركة مؤتة باستثناء غزوة بدر.
خزيمة بن ثابت قاتل في معركة أحد والمعارك التي تلتها، ومع ذلك، فإن مؤلفي المغازي (روايات غارات النبي خلال حياته) لم يذكروا اسمه في قائمة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين قاتلوا في معركة أحد، ويقال إنه قاتل في المعارك بعد معركة أحد، في وقت فتح المسلمين لمكة، حمل خزيمة بن ثابت علم بني ختمة.
شارك في معركة موتة (8 ه / 629)، قتل جنديا رومانيا في هذه المعركة وأخذ قطعة من الجوهرة كغنيمة، وفي وقت لاحق باع تلك الجوهرة واشترى بستانا من نخيل التمر.
صفات خزيمة بن ثابت
من صفات خزيمة بن ثابت:
أحد أوائل المسلمين: كان خزيمة بن ثابت من أوائل المبادرين إلى الدخول في الإسلام، وكان يتمتع بشغف كبير لنشر دين الله.
شهادتان: حظي خزيمة بن ثابت بلقب ذي الشهادتين، لأن رسول الله جعل شهادته بشهادتي رجلين، نظرًا لاستبطانه لشدة الصدق والإيمان.
عملية تحطيم الأصنام: شارك خزيمة بن ثابت في عملية تحطيم أصنام بني خطمة، وكان من بين الأشخاص الذين يكسرون الأصنام مع عمير بن عدي بن خرشة.
أم سيدة: كان خزيمة بن ثابت متزوجًا من سيدة بنت الحارث، وهي الصحابية التي كتبت ديوان الحماسة الشهير.
الكوفة: سكن خزيمة بن ثابت في الكوفة، وكان له دور كبير في بناء المدينة وتطويرها، حيث شغل منصبًا مهمًا في شؤون الحكم في المدينة.
فضله: كان خزيمة بن ثابت يُعَدّ أحد أصحاب الرسول الذين اشتهروا بالفضل والمروءة والإخلاص، وكان يحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل جميع الصحابة.
وفاته: توفي (استشهد) خزيمة بن ثابت في وقعة صفين عام 657م، وكان واحدًا من الأشخاص الذين حاربوا إلى جانب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
لماذا سمي خزيمة بن ثابت بذو الشهادتين
رُوي عن عمارة بن خزيمة أن عمه حدثه وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:” أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ، فَاسْتَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَقْضِيَهُ ثَمَنَ فَرَسِهِ، فَأَسْرَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَشْيَ وَأَبْطَأَ الْأَعْرَابِيُّ، فَطَفِقَ رِجَالٌ يَعْتَرِضُونَ الْأَعْرَابِيَّ، فَيُسَاوِمُونَهُ بِالْفَرَسِ وَلَا يَشْعُرُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَهُ، فَنَادَى الْأَعْرَابِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعًا هَذَا الْفَرَسِ وَإِلَّا بِعْتُهُ؟ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَمِعَ نِدَاءَ الْأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ: «أَوْ لَيْسَ قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ؟» فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لَا، وَاللَّهِ مَا بِعْتُكَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلَى، قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ» فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ، يَقُولُ هَلُمَّ شَهِيدًا، فَقَالَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَهُ، فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خُزَيْمَةَ فَقَالَ: «بِمَ تَشْهَدُ؟»، فَقَالَ: بِتَصْدِيقِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ” من سنن أبو داوود.
الآية التي شهد عليها خزيمة بن ثابت
“قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: فَقَدْتُ آيَةً مِنْ الْأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ، قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا.
فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ: (مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ “.
خزيمة بن ثابت لجمع القرآن
خزيمة بن ثابت هو صحابي من الأنصار المشهور بحفظ القرآن الكريم، وقد كان له دور بارز في جمع القرآن في عهد الخليفة أبي بكر الصديق.
وفي إطار هذا الجهد، كان خزيمة بن ثابت لا يرضى بأي خطأ في نص القرآن، إذا كان تفسيراً أو لفظاً أو كتابةً.
وفي هذا السياق، نقل ابن شهاب عن خزيمة بن ثابت قوله بأنه فقد آية من سورة الأحزاب، وهي: “مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ”.
وقد عثر على هذه الآية بعد ذلك مع خزيمة بن ثابت، وتبين أنها هي الآية المفقودة، ويعتبر خزيمة بن ثابت من أهم الرجال الذين بذلوا جهوداً لحفظ القرآن الكريم، وجمعه ونشره في عهد الخلفاء الراشدين.
قصة ذو الشهادتين
ذو الشهادتين، الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت، كان من شجعان الإسلام الأوائل الذين آمنوا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد كان شهوداً على العديد من الأحداث الهامة في حياة النبي وفترة الخلافة الراشدة، اشتهر خزيمة بلقب “ذو الشهادتين”، إذ جعله النبي شاهدًا على بيعة العقبة الثانية وعلى اشتراء النبي لفرس من سواء بن الحارث الذي نكر صحة البيع.
وكان خزيمة ضمن المناصرين للإمام علي رضي الله عنه في المعركة التي وقعت بينه وبين معاوية في معركة صفين.
حتى توفي خزيمة بن ثابت وهو يحافظ على عزيمته ويستمد قوته من إيمانه الراسخ في الله ورسوله، ويبقى خزيمة بن ثابت مثالًا لنا على الإخلاص والوفاء والشجاعة في سبيل الإسلام.
خزيمة بن ثابت عند الشيعة
فيما يتعلق بعملية دفع الولاء مع علي (ر)، قدم علي (ر) باعتباره الأنسب للخلافة، والرجل الأكثر إخلاصا، والأفضل معرفة، والأقرب إلى النبي (ص)، كما قام بتأليف بعض الشعر في هذا الصدد.
- في معركة جمال:
قام خزيمة بدور مهم في معركة جمال، مرتديا عمامة صفراء وملابس بيضاء، حمل علم الجيش، قاد ألف جندي
عندما كان الإمام علي (ر) يلوم رؤوس الفتنة، قام خزيمة ووصفهم بأنهم مذنبون بالحنث باليمين وغادرون وأدنى من علي (ع)، ثم ألف شعرا في هذا الصدد، تلا آيات الأنشودة، كما أظهر شجاعة عندما قاتل ضد العدو.
- في معركة صفين والاستشهاد:
في معركة صيفين، كان خزيمة أحد قادة جيش الإمام، على الرغم من أنه كان في ذلك الوقت رجلا عجوزا، مع إيمان راسخ بصدق الإمام علي (ر)، فقد قاتل بشراسة ضد جيش معاوية ولم يضعفه خداع معاوية.
خزامة بن ثابت كان لديه موهبة في تأليف القصائد ونسب إليه عدد كبير من القصائد، وقد اعتبره البعض من بين الشعراء الشيعة.
خزيمة بن ثابت، الذي كان حاضرا في أحداث مثل سقيفة بني سعيدة وجمال وصفين، ألف العديد من القصائد عن الإمام علي (ر) التي أشاد بها ودعمه.
شعر خزيمة بن ثابت
نعرض لكم في فيما يلي بعضاً من شعر خزيمة بن ثابت:
قد مر يومان وهذا الثالث.
قد مر يومان وهذا الثالث.
هذا الذي يبحث فيه الباحث.
هذا الذي يلهثُ فيه اللاهثُ.
يومٌ عبوسٌ والعبوسُ كارِثُ.
كم ذا يُرجِّي أن يعيشَ الماكِثُ.
والناسُ موروثٌ وفيهِم وارِثُ.
هذا عليٌّ من عَصاهُ ناكِثُ.
محمد ما في عودك اليوم وصمة.
محمدُ ما في عُودِكَ اليومَ وصمَةٌ *** ولا كُنتَ في الحَربِ الضَّروسِ مُعَرِّدا.
أبُوكَ الذي لم يَركَبِ الخيلَ مثلُهُ *** عليٌّ وسماكَ النبيُّ محمدا.
فلو كان حقَّاً من أبيكَ خليفةٌ *** لكنتَ ولكن ذاك ما لا يُرى بدا.
وأنت بحمدِ اللَه أطولُ غالبٍ *** لساناً وأنداها بما ملكت يدا.
وأقربُها من كلِّ خيرٍ تُرِيدُهُ *** قُريشٌ وأوفاها بما قال مَوعِدا.
وأطعنهم صدر الكميِّ برُمحِهِ *** وأكساهُمُ للهامِ عَضباً مُهَنّدا.
سوى أخوَيكَ السيدينِ كلاهما *** إمام الورى والداعيانِ إلى الهُد.
أبى اللَه أن يُعطي عدوَّك مقعداً *** من الأرض أو في الأوجِ مرقىً ومصعدا.
رأوا نعمة لله ليست عليهم.
رأوا نعمةً لله ليست عليهمُ عليكَ *** وفضلاً بارعاً لا تنازَعُه.
من الدينِ والدنيا جميعاً لك المُنى *** وفوقَ المُنى أخلاقُهُ وطبائِعُه.
فعضُّوا من الغيظِ الطويلِ أكفَّهم *** عليكَ ومن لم يَرضَ فاللَهُ خادِعُه.
استشهاد خزيمة بن ثابت
استشهد خزيمة بن ثابت الأنصاري، الملقب بـ “ذي الشهادتين”، في معركة صفين بتاريخ صفر سنة 37 هـ، كان خزيمة من صحابة النبي محمد ومن خاصة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وكان قد شارك في غزوات النبي، وقد لقبه النبي بذي الشهادتين، كما كان خزيمة من المشاركين في معركة الجمل.
يُذكر أن خزيمة روى 38 حديثًا عن رسول الله، يُعد خزيمة بن ثابت من الفعاليات الإسلامية المهمة والأبرز في الساحة الإسلامية، واستشهاده جاء ليضيف بذلك للدماء المرابطة في سبيل الله والهدف الذي حيدت لأجله أرواحهم.
لما استشهد قالت ابنته ترثيه:
عين جودي على خزيمة بالدمع قتيل الأحزاب يوم الفرات.
قتلوا ذا الشهادتين عتوا أدرك الله منهم بالترات.
قتلوه في فتية غير عزل يسرعون الركوب في الدعوات.
نصروا السيد الموفق ذا العدل ودانوا بذاك حتى الممات.
لعن الله معشرا قتلوه ورماهم بالخزي والآفات.
الأسئلة الشائعة
من هو خزيمة بن ثابت الأنصاري؟
خزيمة بن ثابت الأنصاري هو صحابي للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كان يُكنى بأبي عمارة وذو الشهادتين.
ما هي الشهادتان التي يشتهر بها خزيمة بن ثابت الأنصاري؟
بسبب أنه جعل رسول الله شهادته بشهادة رجلين، اشتهر خزيمة بلقب "ذو الشهادتين"، إذ جعله النبي شاهدًا على بيعة العقبة الثانية وعلى اشتراء النبي لفرس من سواء بن الحارث الذي نكر صحة البيع.
ما هو نسب خزيمة بن ثابت الأنصاري؟
هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس.
كيف توفي خزيمة بن ثابت الأنصاري؟
قُتل خزيمة بن ثابت الأنصاري في وقعة صفين في يوليو 657.
هل يوجد مصادر تاريخية عن خزيمة بن ثابت الأنصاري؟
نعم، روى الحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن، والطبراني في المعجم الكبير، وابن أبي شيبة في مسنده الحديث عنه.
من إعداد فريق نبض العرب
المصدر : نبض العرب – قصص تاريخية