من هو السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وإنجازاته العظيمة
من هو السلطان العثماني ولد في اسطنبول عام 1842م، والد عبد الحميد هو عبد المجيد وأمه سيدة تري موجان. كان على رأس الإمبراطورية العثمانية بين عامي 1876 و1909.
السلطان عبد الحميد الثاني هو السلطان الرابع والثلاثين للإمبراطورية العثمانية حكم الدولة العثمانية خلال فترة الانهيار والضعف وفي الوقت نفسه، يُعرف بأنه آخر سلاطين الإمبراطورية العثمانية.
نشأ من خلال أخذ دروس من أفضل المعلمين فقد تعلم تعليمًا مميزا منتظمًا على أيدي نخبة مختارة من أفضل وأشهر رجالات زمنه علماً ومعرفة، وتعلم اللغتين العربية والفارسية، وقام بدراسة التاريخ وتعمق في علم التصوف.
وكان لديه 13 زوجة و17 ولدا.
الإصلاحات التي نفذها السلطان عبد الحميد الثاني
خلال فترة حكمه، تم تنفيذ عدد من الإصلاحات، بما في ذلك الإصلاحات العسكرية، حيث تم جلب الجنرالات الألمان لتدريب الجيش العثماني، كما اهتم بالثقافة وبنى مستشفى للأطفال في منطقة شيشلي في اسطنبول وبيتًا لكبار السن.
بالإضافة إلى ذلك نفذ سياسات التعريب، كما أسس فكرة “الجامعة الإسلامية” التي فضلها بنفسه.
تم تنفيذ هذه الإصلاحات، من بين أمور أخرى، خلال فترة حكمه وتركت إرثًا دائمًا للمجتمع الإسلامي.
إنجازات السلطان عبد الحميد الثاني
لأول مرة في التاريخ العثماني، حاول عبد الحميد جعل اللغة العربية لغة رسمية للدولة، لكن سعيد باشا، السكرتير العام للقصر، أبطل طموحاته وقال باشا: “إذا قمنا بتعريب الدولة فلن يتبقى شيء (للعنصر التركي) بعد ذلك”.
اعتنى السلطان بالعرب العثمانيين من خلال إنشاء “مدرسة العشائر العربية” لتعليم أبناء العشائر العربية واعدادهم.
وهي مدرسة داخلية حيث يدرس الطلاب لمدة 5 سنوات وتتكفل الدولة العثمانية بجميع نفقات الطلاب على نفقة الدولة.
أحداث في عهد السلطان عبد الحميد الثاني
في هذه الفترة، دخلت الإمبراطورية العثمانية فترة معقدة إلى حد ما وظهرت الاضطرابات الداخلية والخارجية
- مشاكل البلقان
بعد تولي السلطان عبد الحميد الثاني العرش، تعامل مع العديد من المشاكل.
بدأت المشاكل في البلقان قبل عهد عبد الحميد حيث نجحت روسيا، في أثارت الشعوب السلافية في البلقان ضد الإمبراطورية العثمانية وكانت الدولة العثمانية تمر بفترة ضعف وارتباك فباتت تفقد أراضيها في البلقان واحدة تلو الأخرى بسبب هذا الارتباك.
في الوقت نفسه، أرادت روسيا حل القضية الشرقية لهذا تم استغلال المشاكل الداخلية في البلقان كفرصة.
- الحرب الروسية على الدولة العثمانية
إنها أهم معركة في عهد عبد الحميد، كانت حرب 93 حربًا بين روسيا والإمبراطورية العثمانية.
اندلعت هذه الحرب نتيجة استفزازات الروس لشعوب البلقان، لم يكن السلطان عبد الحميد يريد محاربة الروس.
لكن دامات محمود باشا، الذي كان على مستوى الدولة، قال إن الحرب مع الروس أمر لا مفر منه.
عندئذ، كانت الإمبراطورية العثمانية تفقد أراضيها في الأراضي الشرقية والغربية.
أما السلطان عبد الحميد فقد أعلن أنه سيتبع خطى دامات محمود باشا، في نفس الوقت أخذ إجازة من الإنكشارية.
كانت القوات الروسية متفوقة على الجيش العثماني في حرب 93 لذلك، فرض معاهدة سان ستيفانو على الدولة العثمانية.
بعد توقيع هذه المعاهدة، انتهت حرب 93 بالفعل وفقًا لهذه المعاهدة، سيتم إنشاء دول جديدة في البلقان.
ستكون البوسنة والهرسك ورومانيا وألبانيا واحدة من هذه الدول الجديدة التي سيتم إنشاؤها ووفقًا لهذه المعاهدة، فإن ثيساليا، التي كانت أرضًا عثمانية، ستُترك لليونانيين.
أخيرًا، ستدفع الإمبراطورية العثمانية تعويض حرب قدره 30000 روبل للدولة الروسية.
تضمنت هذه المعاهدة ظروفًا قاسية كما عارضت الدول الأوروبية، التي اعتقدت أن روسيا ستكتسب قوة مفرطة من خلال هذه المعاهدة.
بناء على ذلك، تم التوقيع على معاهدة جديدة، لتحل محل معاهدة سان ستيفانو. كانت هذه المعاهدة معاهدة برلين.
عزل السلطان عبد الحميد
في أبريل 1909م قام “محمود شوكت باشا” بدعوة مجلس النواب ومجلس الأعيان لمجلس مشترك سُمي “بالمجلس الوطني المشترك” وانتهوا بقرار خلع السلطان عبد الحميد.
وقد زوروا عدة تهم للسلطان عبد الحميد الثاني وهي تدبير “واقعة 31 مارت”، وبالإسراف، وبالظلم وسفك الدماء، وتحريق المصاحف والكتب الدينية، لكن معظم المؤرخون نفوا هذه التهم التي وجهت للسلطان.
وفد كلف وفداً من أربعة أشخاص هم: “عارف حكمت باشا” و”آرام الأرمني” و”أسعد طوطاني” و”قره صو عمانوئيل اليهودي”، وقرأ الوفد الفتوى على الخليفة.
وتولى محمد الخامس أخ عبد الحميد الأصغر الخلافة، ونفي السلطان عبد الحميد إلى مدينة سالونيك مع عدد من مرافقيه وعائلته عبر القطار، ولم يُسمح لأحد بأخذ حاجياته حيث صودرت كل أراضيه وأمواله.
سنوات المنفى في سالونيك عام 1909
تم إرسال عبد الحميد إلى سالونيك، مقر الماسونية العثمانية لإذلاله، حيث بقي هناك تحت الحراسة المشددة.
بعد ثلاث سنوات، نُقل إلى قصر باكلربكي في إسطنبول بعد اندلاع حرب البلقان الأولى، وبقي هناك لمدة خمس سنوات تقريبا.
رأى خطة القضاء على الخلافة تنفذ، ثم مات قبل تسعة أشهر من انتهاء الحرب العالمية الأولى وست سنوات قبل إعلان مصطفى كمال أن الخلافة ستستبدل بالعلمانية.
وفاته ودفنه عام 1918
تولى السلطة في 10 شعبان 1293 هـ – 31 أغسطس 1876 م، وأطيح به في 6 ربيع الآخر 1327 هـ – 27 أبريل 1909 م في إسطنبول، وتوفي في 10 فبراير 1918م يوم الأحد ودفن في مدينة إسطنبول في ضريح مع السلطان محمود
من إعداد فريق نبض العرب
المصدر : نبض العرب – قصص ناريخية