قصة قوم عاد.. وماذا فعلوا حتى أصابهم الهلاك
قصة قوم عاد و كلنا نعرف أن الله عز و جل قد أهلك قوم نوح بالطوفان فلم تبقى ذرية في الأرض الا ذرية نوح عليه السلام و القلة التي كانت مع في السفينة لم يجعل الله لهم ذرية تبقى فلم تبقى الا ذرية نوح فإن الله عز وجل اصطفى البشر أولاً بآدم.
و ثانياً بنوح عليهما السلام و بقي أهل الإيمان في الأرض يتكاثرون مرة أخرى و ينتشرون في الأرض و الشياطين تجتال الناس عن دينهم و تحاول أن توقع بهم في الشرك فإن الأرض الآن كلها التوحيد.
حتى جاء قوم سكنوا في أرض تسمى الأحقاف – بين اليمن و عمان حالياً – و قد سمي هذا القوم : بقوم عاد
هؤلاء الناس بدأ فيهم الشرك بالله عز وجل فبدأت فيهم عبادة الأصنام عبادة الآلهة من دون الله عز وجل فأرسل الله إليهم نبيه هود عليه السلام الى قوم عاد الذين طغوا في الأرض و تجبروا فيها حتى.
قال الله عز وجل و هو يخاطب نبينا : ألأم تأتك قصة و خبر قوم عاد الذين ما خلقت مثلهم في الأرض كلها في تأويل قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (٧) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ (8) ﴾ .راجع
لم يخلق بقوتهم و جبروتهم و مصانعهم لم يخلق الله عز و جل مثلهم في البلاد و إرم : اسم جد من أجداد القوم
في ذلك الزمان أرسل الله إلى قوم عاد نبيه هود و دعاهم أولاً الى التوحيد فكل الأنبياء أول دعوتهم هي إفراد العبادة لله عز وجل فكان نبي الله من القوم .
فقال تعالى ” وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُۥٓ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ ” فنبيهم كان منهم لم يأت غريباً عنهم و أخذ يدعوهم فقط الى التوحيد بكل أدب و أخلاق و ذكرهم بقوم نوح و كيف كانت عاقبتهم فما كان ردهم إلا أن عرضوا عليه المال و الملك.
فقال يا قوم لا أريد منكم لا المال و لا الأجر ” يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ ” فما كان منهم الا أن كذبوه أشد تكذيب و نعتوه بالسفيه فقال لهم فقط أريد أن أنصحكم أن تتقوا الله و تطيعونني فاستكبروا و عاندوا و ظنوا أن قوتهم لن تغلب فأغرتهم قوتهم .
و لم تكن هنالك دولة بقوتهم على وجه الأرض فقد كانوا يبطشون بالدول الضعيفة و الفقراء و المساكين بكل تجبر و أخذوا يستهزؤون بنبي الله هود بكل استكبار عناد و إصرار و اتهموه بالتهمة التي اتهم فيها كل الأنباء و هي تهمة الجنون حتى تبرأ منهم نبي الله هود و من أعمالهم.
نهاية قوم عاد
فما كان من قوم عاد إلا أن طلبوا من نبيهم أن يأتيهم ربه بالعذاب الذي يزعمه في رسالة تحدي واضحة و قالوا له : أثبت لنا صدق كلامك فأنت أتيتنا بدين جديد و بإله جديد ؛ فدعا عليهم نبي الله هود و هو يذكرهم باليوم الآخر.
فبدأ الله عز و جل بعذابهم بحرمانهم من المطر لثلاث سنوات و هم الذين يعتمدون في حياتهم على المطر فمات الزرع و أهلكهم القحط و ماتت الشياه فطلبوا من آلهتهم المطر حتى ناداهم منادٍ من السماء : أي سحابة تريدون ؟ بيضاء ؟ أم حمراء ؟ أم سحابة سوداء ؟
فإذا بهم يطلبون السوداء أملاً منهم بمطر و ماء كثير فأتى الغيم إليهم و ظنوا أنها كرامة من آلهتهم و فعلاً بدأ العذاب يأتيهم .
استقبلوا الغيم فرحين و لم يعلموا بأن هذا الغيم هو عذاب الله فإذا بالريح تشتد فتعجبوا مما يحدث فهي رياح صرصر عاتية قوية شديدة البرودة بدأت تأخذ معها كل شيء فالناس يتطايرون بفعل الرياح الى السماء و يسقطون الى الأرض فينفصل الرأس عن الجسد كأنهم أعجاز نخل خاوية وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (٧) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (٨) ﴾ و استمرت هذا الريح 7 ليالي و ثمانية أيام حتى أصبحوا لا تجدهم إلا صرعى فقد قتلهم البرد بسبب الريح الصرصر حتى من اختبأ في بيته بجانب النار و كل ذلك بفعل جندي واحد من جنود الله.
هلك قوم عاد بالريح التي حملتهم الى السماء ثم رمتهم الى الأرض فأصبحوا جثث ملقاة على الأرض و لم يبقى منهم أي أحد الا هود عليه السلام و القلة التي معه برحمة من الله ” وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ “.
لم يبقى منهم أحد وهذا مصير كل من يتكبر ويعصي الله عز وجل الأنبياء العرب: نبي الله هود عليه السلام – نبي الله صالح عليه السلام – نبي الله شعيب عليه السلام – نبي الله محمد صلي الله عليه وسلم.
من إعداد فريق نبص العرب
المصدر :نبض العرب – قصص تاريخية