خالد بن الوليد.. قصة القائد الذي لم يهزم
خالد بن الوليد المعروف أيضا باسم سيف الله المسلول، كان صحابيا لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، اشتهر بتكتيكاته العسكرية وبراعته، حيث قاد قوات المدينة المنورة تحت حكم محمد وقوات خلفائه المباشرين للخلافة الراشدة، أبو بكر وعمر بن خطاب .
اتحدت الجزيرة العربية تحت قيادته العسكرية لأول مرة في التاريخ، تحت مسمى الخلافة، قاد خالد بن الوليد قوات الدولة الإسلامية الوليدة، وانتصر في معارك مختلفة، ضد قوات الإمبراطورية البيزنطية الرومانية، والإمبراطورية الساسانية الفارسية، وحلفائهم، بالإضافة إلى القبائل العربية الأخرى .
تشمل إنجازاته الاستراتيجية غزو شبه الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين الفارسية وسوريا الرومانية في غضون عدة سنوات من 632 إلى 636، كما يذكر بانتصاراته الحاسمة في اليمامة والعليس وفراز، ونجاحاته التكتيكية في الولجة واليرموك .
كان قبل الإسلام خالد بن الوليد من قبيلة قريش المكية، من عشيرة عارضت محمد في البداية، ثم فيما بعد اعتنق الإسلام، ودخل في الإسلام بعد معاهدة الحديبية .
شارك خالد بن الوليد في حملات مختلفة له، مثل معركة مؤتة، كانت أول معركة بين الرومان والمسلمين، أفاد خالد بن الوليد أن القتال كان شديدا لدرجة أنه استخدم تسعة سيوف انكسرت في المعركة .
كما تولى خالد بن الوليد السلطة بعد مقتل زيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبد الله بن رواحة، بعد وفاة محمد، لعب دورا رئيسيا في قيادة قوات مدينان لأبي بكر في حروب الردة، وقهر وسط شبه الجزيرة العربية وإخضاع القبائل العربية .
كما استولى على مملكة الحيرة العربية الساسانية، وهزم القوات الفارسية الساسانية أثناء غزوه للعراق (بلاد ما بين النهرين)، وانتقل لاحقا إلى الجبهة الغربية للاستيلاء على سوريا الرومانية والدولة العربية البيزنطية العميلة للغساسنة .
الحياة المبكرة لخالد بن الوليد
ولد خالد حوالي عام 592 في مكة لوليد بن المغيرة، زعيم بني مخزوم، وهي فئة من القبائل العربية لقريش، كانت العشائر الثلاث الرائدة في قريش في ذلك الوقت، بنو هاشم وبنو عبد الدار وبني مخزوم.
بعد وقت قصير من وفات والده ووفقا لتقاليد قريش، تم إرسال خالد بن الوليد إلى قبيلة مسلمة في الصحراء، في سن الخامسة أو السادسة، عاد إلى مكة، تعرض خالد بن الوليد خلال طفولته لمرض الجدري، حيث ترك بعض الثقوب على خده الأيسر.
كان خالد بن الوليد ذو قامة طويلة جداً، وكان خالد بن الوليد يتمتع بجسم ذو بنية كبيرة وأكتاف عريضة، كان لديه لحية بدت ممتلئة وسميكة على وجهه، وكان من بين أفضل الفرسان في شبه الجزيرة العربية، تعلم خالد، عندما كان طفلا، ركوب الخيل واستخدام الأسلحة مثل الرمح والقوس والسيف.
خالد بن الوليد في عصر محمد (610-632)
خلال الأيام الأولى من نشر محمد (صلى الله عليه وسلم) للدين الإسلامي، كان والد خالد بن الوليد معروفاً بعدائه لمحمد (صلى الله عليه وسلم)، بعد هجرة محمد (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة المنورة، دارت العديد من المعارك بين المسلمين في المدينة المنورة وقريش.
لم يشارك خالد بن الوليد في معركة بدر (أول معركة دارت بين المسلمين والقريشيين) ولكن تم أسر شقيقه وليد بن وليد، ذهب خالد بن الوليد (رضي الله عنه) وشقيقه الأكبر هشام بن الوليد إلى المدينة المنورة لفدية وليد (رضي الله عنه)، ولكن بعد فترة وجيزة من فدية، هرب وليد (رضي الله عنه)، وعاد إلى محمد (صلى الله عليه وسلم) واعتنق الإسلام.
اعتناق خالد بن الوليد الإسلام
تم إبرام اتفاقية سلام لمدة عشر سنوات بين المسلمين وقريش مكة في معاهدة الحديبية عام 628، أخبر محمد (صلى الله عليه وسلم) شقيق خالد، وليد بن وليد (رضي الله عنه)، أن: “رجل مثل خالد، لا يستطيع أن يبتعد عن الإسلام لفترة طويلة”، كتب وليد (رضي الله عنه) رسائل إلى خالد (رضي الله عنه) لإقناعه باعتناق الإسلام.
كان خالد بن الوليد (رضي الله عنه)، غير مقتنع بعبادة الأصنام، حيث قرر اعتناق الإسلام ويقال إنه شارك هذا الأمر مع صديق طفولته عكرمة بن أبي جاهل الذي عارضه.
في 629، انطلق خالد بن الوليد إلى المدينة المنورة، في الطريق التقى عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة (رضي الله عنهما)، اللذين كانا ذاهبين أيضا إلى المدينة المنورة لاعتناق الإسلام.
وصلوا إلى المدينة المنورة في 31 مايو 629 وذهبوا إلى منزل محمد (صلى الله عليه وسلم)، استُقبِل خالد بن الوليد من قبل شقيقه الأكبر وليد بن وليد وكان الأول من بين الرجال الثلاثة الذين دخلوا الإسلام.
الحملات العسكرية في عهد محمد (صلى الله عليه وسلم)
معركة مؤتة
بعد ثلاثة أشهر من وصول خالد بن الوليد (رضي الله عنه) إلى المدينة المنورة، أرسل محمد (صلى الله عليه وسلم) مبعوثا إلى حاكم الغساسنة في سوريا، وهو تابع للإمبراطورية البيزنطية، مع رسالة تدعوه إلى اعتناق الإسلام .
أثناء مروره عبر مؤتة، تم اعتراض هذا المبعوث وقتله من قبل زعيم غساسنة محلي يدعى شرحبيل بن عمرو، حيث كان المبعوثون الدبلوماسيون يتمتعون بالحصانة من القتل والتعرض لهم، وأثارت أخبار هذا الفعل غضب المسلمين.
تم إعداد بعثة استكشافية على الفور لاتخاذ إجراءات عقابية ضد الغساسنة، عيّن محمد (صلى الله عليه وسلم) زيد بن حارثة قائدا للقوات، وفي حال وفاة زيد، كان من المقرر أن يتولى الأمر جعفر بن أبي طالب، وإذا قتل جعفر، فستكون القيادة في يد عبد الله بن رواحة، في حالة مقتل الثلاثة، كان على رجال البعثة اختيار قائد من بينهم .
قتل القادة الثلاثة المذكورون خلال المعركة، وتم اختيار خالد بن الوليد قائدا، كان قادرا على الحفاظ على جيشه الذي فاق عدده بشكل كبير من 3000 رجل ضد جيش ضخم من 200000 من الإمبراطورية البيزنطية والعرب الغساسنة.
فيما سيعرف باسم معركة مؤتة، تولى خالد بن الوليد قيادة الجيش الإسلامي حينها، وحول ما كان يمكن أن يكون مذبحة دموية إلى تراجع استراتيجي وأنقذ الجيش المسلمين من الإبادة الكاملة .
أثناء حلول الظلام، أرسل خالد بن الوليد جزءا من الجيش خلف الجيش الرئيسي، وفي صباح اليوم التالي قبل المعركة صدرت لهم تعليمات بالانضمام إلى الجيش الإسلامي في مجموعات صغيرة، واحدة تلو الأخرى، مما يعطي انطباعا بتعزيزات جديدة، وبالتالي خفض معنويات الخصم .
قام خالد بطريقة ما بتثبيت خطوط المعركة لذلك اليوم، وخلال الليل تراجع رجاله إلى شبه الجزيرة العربية، حيث اعتقد البيزنطيين أن فخا كان ينتظرهم، قاتل خالد بن الوليد ببسالة في معركة مؤتة حيث كسر تسعة سيوف خلال المعركة .
الحملات العسكرية اللاحقة
في عام 630 م، تقدم المسلمون من المدينة المنورة لغزو مكة، في فتح مكة، قاد خالد بن الوليد أحد جيوش المسلمين الأربعة التي دخلت مكة من أربعة طرق مختلفة، وهزم القريشيين حينها، في وقت لاحق من ذلك العام، شارك في معركة حنين وحصار الطائف وحملة تبوك .
الحملات العسكرية كقائد
في يناير عام 630 م، تم إرسال خالد بن الوليد لتدمير إله الصنم العزة، التي يعبدها المشركون، وقد فعل ذلك بنجاح.
كما تم إرسال خالد بن الوليد لدعوة قبيلة بني جذيمة إلى الإسلام، فاعترضوا وبدأوا يقولون (أصبحنا صابئة)، فأخذهم خالد أسرى وبدأ في إعدام بعضهم، بسبب عداوة الماضي، قبل أن يوقفهم عبد الرحمن بن عوف، غضب محمد بشدة عندما سمع عن سلوك خالد .
ثم دفع المال لأقارب القتلى وعوض عن الممتلكات المدمرة وظل يردد بصوت عال: “اللهم إني بريء مما فعله خالد بن الوليد” بحلول ذلك الوقت كان خالد مسلما لمدة ستة أشهر ولا يزال يحتفظ ببعض شخصيته القديمة.
أرسل محمد أيضا خالد في رحلة استكشافية إلى دومة الجندل، لمهاجمة الأمير المسيحي أوكايدير الذي كان يعيش في قلعة هناك، في هذه الحملة، أخذ خالد الأمير رهينة وهدد بقتله حتى يتم فتح باب القلعة، ثم فدى محمد في وقت لاحق مقابل 2000 جمل و800 رأس غنم و400 درع و400 رمح، بالإضافة إلى شرط دفع الجزية .
في أبريل 631 م، أرسل محمد خالد بن الوليد مرة أخرى في رحلة استكشافية ثانية إلى دومة جندل لتدمير المعبود الوثني واد، دمر خالد التمثال وكذلك الضريح وقتل كل من قاومه .
عهد أبي بكر (632-634)
فتح الجزيرة العربية
عد وفاة محمد، انفصلت العديد من القبائل العربية القوية في ثورة مفتوحة ضد حكم المسلمين، أرسل الخليفة أبو بكر جيوشه لمواجهة المتمردين، كان خالد أحد مستشاري أبو بكر الرئيسيين ومهندس التخطيط الاستراتيجي لحروب الردة .
تم تكليفه بقيادة أقوى جيش مسلم وتم إرساله نحو وسط شبه الجزيرة العربية، وهي المنطقة الأكثر حساسية من الناحية الاستراتيجية حيث تقيم أقوى القبائل المتمردة، كانت المنطقة الأقرب إلى معقل المسلمين في المدينة المنورة وكانت أكبر تهديد للمسلمين، انطلق خالد بن الوليد إلى القبائل المتمردة هناك، حيث حكم عدي بن حاتم واخضع القبائل للخلافة .
في عام 632 م، هزم خالد الطليحة، زعيم المتمردين الرئيسي الذي ادعى النبوة، تم سحق قوة طليحة بعد هزيمة أتباعه المتبقين في معركة غمرة، سار خالد بن الوليد بعد ذلك إلى نقرة وهزم قبيلة بني سليم المرتدة في معركة نقرة .
ثم سحق خالد أقوى تهديد للخلافة الإسلامية مسيلمة الكذاب مدعي النبوة، في الأسبوع الثالث من ديسمبر 632، حقق خالد انتصارا حاسما على مسيلمة في معركة اليمامة، حيث مات مسيلمة في المعركة، وانهارت كل المقاومة من القبائل المرتدة .
غزو الإمبراطورية الفارسية
بعد قتل وإخضاع المرتدين، توحدت الجزيرة العربية تحت السلطة المركزية للخليفة في المدينة المنورة، قرر أبو بكر توسيع إمبراطوريته، أرسل خالد بن الوليد جيش يتكون من 18000 إلى الإمبراطورية الفارسية لغزو أغنى مقاطعة في الإمبراطورية الفارسية، منطقة الفرات في بلاد ما بين النهرين، دخل خالد فيما بعد بلاد ما بين النهرين بهذه القوة .
حقق انتصارات سريعة في ثلاث معارك متتالية: معركة السلاسل، معركة النهر، معركة الولجة، بعد إراحة جيوشه، حاصر خالد الأنبار التي سقطت على الرغم من المقاومة الشرسة نتيجة الحصار المفروض على المدينة، ثم تحرك خالد نحو الجنوب، واستولى على عين التمر في الأسبوع الأخير من يوليو 633 .
بحلول ذلك الوقت، كانت كل بلاد ما بين النهرين السفلى تقريبا تحت سيطرة خالد، في هذه الأثناء، تلقى خالد دعوة للإغاثة من شمال شبه الجزيرة العربية في دومة الجندل، حيث كان جنرال عربي مسلم آخر، أياز بن غنام، محاطا بقبائل متمردة، ذهب خالد إلى دومة الجندل وهزم المتمردين في معركة دومة الجندل، واستولى على قلعة المدينة.
عند عودته من شبه الجزيرة العربية، تلقى خالد معلومات استخباراتية تنطوي على تركيز جيش فارسي كبير ومساعدين عرب مسيحيين، تمركزت هذه القوات في أربع معسكرات مختلفة في منطقة الفرات في زميل وسانية وأكبرها في مزية .
تجنب خالد معركة ضارية مع قوة فارسية موحدة كبيرة وقرر مهاجمة وتدمير كل من المعسكرات في هجمات ليلية منفصلة من ثلاث جهات، قسم جيشه إلى ثلاث وحدات، وهاجم القوات الفارسية في هجمات منسقة من ثلاث اتجاهات مختلفة أثناء الليل، بدءا من معركة المزية ثم معركة ساني، وأخيرا معركة الزميل .
قلصت هذه السلسلة من الانتصارات الإسلامية الجهود الفارسية لاستعادة بلاد ما بين النهرين السفلى وتركت العاصمة الفارسية قطسيفون دون حراسة وعرضة لهجوم المسلمين .
قبل مهاجمة العاصمة الفارسية، قرر خالد القضاء على جميع القوات الفارسية من الجنوب والغرب، وبالتالي سار ضد مدينة فراس الحدودية، حيث هزم قوة مشتركة من الفرس الساسانيين والرومان البيزنطيين والعرب المسيحيين واستولى على قلعة المدينة خلال معركة فراس .
كانت هذه المعركة الأخيرة في غزوه لبلاد ما بين النهرين السفلى، بينما كان خالد في طريقه لمهاجمة القادسية، وهو حصن رئيسي في طريقه إلى قطسيفون، تلقى رسالة من أبو بكر وتم إرساله إلى الجبهة البيزنطية في سوريا لتولي قيادة الجيوش الإسلامية بقصد غزو سوريا الرومانية .
غزو الإمبراطورية الرومانية الشرقية
بعد الغزو الناجح للمقاطعة الفارسية الساسانية في العراق، أرسل الخليفة أبو بكر رحلة استكشافية لغزو بلاد الشام (سوريا الرومانية)، كان من المقرر تنفيذ الغزو من قبل أربعة فيالق، لكل منها أهدافها المحددة، رد البيزنطيون على هذا التهديد من خلال تركيز وحداتهم في أجنادين (مكان في فلسطين) من حاميات مختلفة .
قيدت هذه الخطوة القوات المسلمة في المناطق الحدودية، حيث أنه مع وجود هذه القوة الكبيرة، لم تعد الجيوش الإسلامية حرة في الزحف إلى وسط أو شمال سوريا، كما كانت القوات الإسلامية صغيرة جداً في العدد لمواجهة القوات البيزنطية .
كان هناك طريقان نحو سوريا من العراق، أحدهما كان عبر دومة الجندل والآخر كان عبر بلاد ما بين النهرين مروراً بالرقة، وبما أن القوات الإسلامية في سوريا كانت بحاجة إلى تعزيزات عاجلة بسبب النقص في العدد، تجنب خالد الطريق التقليدي إلى سوريا عبر دومة الجندل لأنه كان طويلا وسيستغرق أسابيع للوصول إلى سوريا .
كما تجنب طريق بلاد ما بين النهرين بسبب وجود الحاميات الرومانية في شمال سوريا وبلاد ما بين النهرين .
اختار خالد بن الوليد طريقا أقصر إلى سوريا يمر بشكل غير تقليدي عبر الصحراء السورية، سار بجيشه عبر الصحراء، حيث أن جنوده ساروا لمدة يومين دون قطرة ماء واحدة، قبل الوصول إلى مصدر مياه محدد مسبقا في واحة .
دخل خالد بن الوليد سوريا وسرعان ما استولى على الحصون الحدودية في سوا وأراك وتدمر والسخنة والقريتين وحوارين، بعد إخضاع هذه الحصون الصحراوية، تحرك جيش خالد نحو البصري، وهي بلدة بالقرب من الحدود السورية العربية وعاصمة المملكة العربية للغساسنة المسيحية، وهي تابعة للإمبراطورية البيزنطية الشرقية، تجاوز دمشق أثناء عبوره ممرا جبليا يعرف الآن باسم “سانيتا العقاب”.
مع نبأ وصول خالد بن الوليد، أمر أبو عبيدة شرحبيل بن حسنة، أحد قادة الفيالق الأربعة، بمهاجمة مدينة البصرى، حيث فرض حصارا على البصرى بجيشه المكون من 4000 رجل.
الحامية العربية البيزنطية والمسيحية التي فاق عددها قوات شرحبيل، صنعت دفاعا قويا وكان من المحتمل أن تقضي عليهم عندما وصل سلاح الفرسان التابع لخالد من الصحراء وهاجم مؤخرة القوات البيزنطية، مما أدى إلى تخفيف هجوم شرحبيل .
تراجعت الحامية إلى قلعة المدينة، انضم أبو عبيدة إلى خالد في البصرى وتولى خالد بن الوليد القيادة، بناء على تعليمات الخليفة .
استسلمت قلعة البصرى في منتصف يوليو 634، منهية فعليا سلالة الغساسنة، بعد الاستيلاء على البصرى، أمر خالد جميع الفيلق بالانضمام إليه في أجنادين حيث خاضوا معركة حاسمة ضد البيزنطيين في 30 يوليو 634، يعتبر المؤرخون المعاصرون أن هذه المعركة كانت المفتاح في كسر القوة البيزنطية في سوريا .
بعد هزيمة القوات البيزنطية في معركة أجنادين، قرر خالد بن الوليد الاستيلاء على دمشق، المعقل البيزنطي، في دمشق، كان توماس صهر الإمبراطور البيزنطي هرقل، مسؤولا عن الدفاع عن المدينة .
بعد تلقيه معلومات استخباراتية عن مسيرة خالد نحو دمشق، أعد دفاعات المدينة، كما أرسل توماس جيوشه من أجل تأخير أو وقف تقدم خالد والحصول على وقت للتحضير للحصار، تم هزيمة اثنين من جيوشه أولا في ياقوسة في والآخر في معراج الصفار في هذه الأثناء، وصلت تعزيزات هرقل إلى دمشق قبل أن يصل الجيش الآخر من هرقل إلى المدينة التي حاصرها خالد بن الوليد .
لعزل دمشق عن بقية المنطقة، وضع خالد المفارز جنوبا على الطريق المؤدي إلى فلسطين وفي الشمال على طريق دمشق-إميسا، والعديد من الفصائل الأصغر الأخرى على الطرق المؤدية إلى دمشق، تم اعتراض تعزيزات هرقل وتوجيهها من قبل خالد في معركة سانيتا العقاب على بعد 30 كم من دمشق .
قاد خالد هجوما وغزا دمشق في 18 سبتمبر 634 بعد حصار دام 30 يوما، بعد أن تلقى الإمبراطور هرقل نبأ سقوط دمشق، غادر إلى أنطاكية من إميسا، هاجم سلاح الفرسان التابع لخالد الحامية البيزنطية في دمشق، والتي كانت متجهة أيضا نحو أنطاكية، واللحاق بهم باستخدام طريق مختصر غير معروف، في معركة معراج الدباج، على بعد 150 كم شمال دمشق .
توفي أبو بكر أثناء حصار دمشق وأصبح عمر الخليفة الجديد، أقال ابن عمه خالد من قيادته وعين أبو عبيدة بن الجراح القائد العام الجديد للقوات الإسلامية في سوريا، حصل أبو عبيدة على خطاب تعيينه وإقالة خالد أثناء الحصار، لكنه أخر الإعلان حتى تم فتح المدينة .
في وقت لاحق أوضح عمر إقالته لخالد:
لم أفصل خالد بسبب غضبي أو بسبب أي خيانة أمانة من جانبه، ولكن لأن الناس مجدوه وتم تضليلهم، كنت أخشى أن يعتمد الناس عليه، أريدهم أن يعرفوا أن الله هو الذي ينصرنا، ويجب ألا يكون هناك ضرر في الأرض، وبهذه الطريقة انتهت مسيرة خالد العسكرية الناجحة .
موت خالد بن الوليد
في غضون أقل من أربع سنوات من إقالته، توفي خالد ودفن عام 642 في إميسا، حيث عاش منذ فصله من الخدمة العسكرية .
قبره الآن جزء من مسجد يسمى مسجد خالد بن الوليد، يصور شاهد قبر خالد قائمة تضم أكثر من 50 معركة منتصرة قادها دون هزيمة (لا تشمل المعارك الصغيرة)، ويقال إنه أراد أن يموت شهيدا في ميدان المعركة، وأصيب بخيبة أمل عندما مات في السرير .
عبر خالد عن ألم هذا الحزن من خلال جملة أخيرة مؤلمة:
لقد قاتلت في العديد من المعارك بحثا عن الشهادة لدرجة أنه لم يتبق أي مكان في جسدي بدون ندبة أو جرح أحدثه رمح أو سيف، ومع ذلك، فأنا هنا، أموت على سريري مثل جمل عجوز، أتمنى ألا ترتاح أعين الجبناء .
قالت زوجة خالد، عندما شعرت بألم زوجها لخالد: “لقد أعطيت لقب “سيف الله” كامل المعنى، وليس المقصود من سيف الله أن ينكسر، وبالتالي، ليس قدرك أن تكون” شهيدا “ولكن أن تموت مثل الفاتح “.
سياسة خالد بن الوليد
ظل خالد أيضا الحاكم العسكري للعراق من 632-633 وحاكم تشالسيس، المعسكر الأكثر استراتيجية في شمال سوريا، على الرغم من أنه لم يكن نشطا سياسيا أبدا، فقد أشيع أن شهرته أزعجت عمر، الذي اقاله بعد ذلك من الجيش، ومع ذلك، فإن إقالة عمر لخالد، كان مرتبطا إلى حد كبير بإيمان السكان المسلمين بأن خالد لا يمكن الاستغناء عنه .
أسرة خالد بن الوليد
كان اسم والد خالد وليد بن المغيرة واسم والدته لبابة، وبحسب ما ورد كان لوليد العديد من الزوجات والعديد من الأطفال منهم، تم تسجيل أسماء أطفاله التالية فقط في التاريخ .
أبناء وليد هم: (إخوة خالد)
- هشام بن الوليد
- وليد بن وليد
- عمارة بن الوليد
- عبد الشمس بن الوليد
بنات وليد هن: (أخوات خالد)
- فقتاح بنت وليد
- فاطمة بنت وليد
- نجية بنت الوليد (متنازع عليها)،
من غير المعروف عدد الأطفال الذين أنجبهم خالد بن الوليد، ولكن أسماء أبنائه الثلاثة وابنة واحدة معروفة مذكورة في التاريخ وهي كما يلي:
- سليمان بن خالد
- عبد الرحمن بن خالد
- مهاجر بن خالد
قتل سليمان، الابن الأكبر لخالد، أثناء الفتح الإسلامي لمصر، على الرغم من أن مصادر أخرى تزعم أنه قتل خلال حصار المسلمين لديار بكر عام 639.
توفي مهاجر بن خالد في معركة صفين أثناء القتال إلى جانب الخليفة علي وظل عبد الرحمن بن خالد حاكما على إميسا في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان وشارك في معركة صفين كأحد جنرالات معاوية الأول، وكان أيضا جزءا من الجيش الأموي الذي حاصر القسطنطينية عام 664.
تم تعيين عبد الرحمن بن خالد لاحقاً خلفاً للخليفة معاوية ولكن وفقا لبعض الروايات، تم تسميمه من قبل معاوية، لأن معاوية أراد أن يجعل ابنه يزيد الأول خليفته، يعتقد أن سلالة الذكور من خالد قد انتهت بحفيده خالد بن عبد الرحمن بن خالد.
من إعداد فريق نبض العرب
المصدر : نبض العرب – قصص تاريخية
