مقدمة عن الفرق بين الكرامة والمعجزة
يعتبر الفرق بين الكرامة والمعجزة موضوعًا هامًا في الإسلام، فكل منهما يحمل معاني مختلفة، فالمعجزة هي أمر خارق للعادة يجريه الله على يد النبي الذي يدعي النُّبُوة، بينما الكرامة تحصل على يد صاحبها باتباعه لشرع النبي والاستقامة عليه.
ويجتهد المسلمون في السير على دروب الكرامة، ويُحرصون على الالتزام بأوامر الله، فتحصل لهم هذه الكرامات بإذنه تعالى، إنها مفاهيم مهمة لتعظيم الله ورسوله، والحرص على التزام الشريعة الإسلامية في حياتهم اليومية.
اقرأ المزيد: من هو الخضر عند السنة والشيعة وهل ما يزال حي
تعريف الكرامة والمعجزة
تتميز الكرامة والمعجزة بأهميتهما الكبيرة في الإسلام وعند المسلمين عموماً، فالكرامة هي الخارق للعادة الذي يحدث للأولياء والصالحين وهي تثبت قوة الله وقدرته.
أما المعجزة فهي خارقة للعادة وتحدث للنبيين والرسل وتؤكد صدق رسالتهم ودعوتهم للإيمان بالله والتقرّب إليه، بينما تحدث الكرامة بحسب الاستقامة على شرع الإسلام، وتحدث المعجزة بإرادة الله سبحانه وتعالى.
يمكن اعتبار الكرامة على أنها شاهدة على قوة الإيمان والتقوى، بينما المعجزة دليل قاطع على صحة دعوة ورسالة النبي الذي حدثت على يديه، لذا، يجب على المسلمين احترام هذه الظواهر الدينية الهامة واعتبارها كما ذكرها الله في القرآن الكريم.
الفروق الأساسية بين الكرامة والمعجزة
تختلف الكرامة والمعجزة بمفهوميهما بشكل أساسي، حيث تحدث الكرامة بفعل الاستقامة واتباع الشرعية، في حين ترتبط المعجزة بدعوى النبوة وتتمثل في أمر خارق للعادة.
ولذا، يمكن القول بأن الكرامة تحدث للمؤمنين المستقيمين على الشرع الإسلامي، وتعد نعمة من الله تعالى، فيما المعجزة تحدث للأنبياء والرسل وهي من باب التحدي للكفار، وتكون دخيلاً في دعوتهم إلى الإيمان بالله.
لذا، يجب على المؤمنين المسلمين أن يسعوا دوماً للاستقامة والتمسك بالشرعية، ليحققوا رضا الله ويحظوا بالكرامات التي وعدهم بها وأن يعرفوا الفرق بين الكرامة والمعجزة.
دور النبوة في المعجزة
تتناول البحوث والدراسات العديدة الفروقات بين الكرامة والمعجزة وأيضاً دور النبوة والمعجزة في الإيمان بالأنبياء، حيث تُعَدّ المعجزة إحدى الأدلة على النبوة وموقعها العظيم في هذا الإيمان.
فعند إعطاء المعجزة لشخص معين، يعتبر هذا الشخص صادقاً وصادق في دعواه بأنه مُنَزل عليه بالوحي، كما أن النبوة والمعجزة لا يُربطان بشكل مباشر بمبدأ الوحي، حيث إنه يمكن أن يُوحى لشخص وليس لديه معجزة.
علاوة على ذلك، فإن الدلالة على صدق النبوة تعتمد على تفكير الإنسان العقلي وفهمه للحقائق، فإذا وُجدَ تناقض أو خطأ في دعوى النبي، فإنه لن يتم الإيمان به.
ومن المهم أيضاً أن نذكر بأن بعض الكُتاب في إعجاز القرآن قد لم يفرقوا بين المعجزة ودلائل النبوة، فيما قام مشاهير المحدثين بتفريقهما لتوضيح الفروق الجوهرية بينهما.
وعلى هذا الأساس، يجب أن نكون حريصين عند استنتاجنا لدلالات الكرامة والمعجزة، والتفكير العقلي أمر حاسم في ذلك.
كما يجب عدم التدخل في الأمور التي لا نملك فيها الدليل القاطع، وعدم التسرع في الإفراط في استخدام المعجزة كمقياس للنبوة.
فقد يؤدي ذلك إلى إغلاق باب معرفة النبوة وصعوبة الولوج إليها، لذلك يُعَد الفهم الصحيح لدور النبوة والمعجزة من الأمور الهامة التي تساهم في تقوية الإيمان وتثبيته.
قد يهمك: قصة أصحاب السبت وماهو العقاب الذي حل بهم
الكرامة والاستقامة على شرع الله
تحث هذه الأقوال الرائعة كلًا على تقوى الله والاستقامة على دين الله تعالى، فالاستقامة هي الكرامة والعدل الذي يجلب محبة الله والقبول.
ولذلك فمن دواعي الكرامة والمعجزة أن يتمسك الإنسان بأمر الله عز وجل ويتجنب معصيته، وهذا يجعله محبوبًا لله ويُمنحه النعم الربانية العظيمة، وبهذه النعم يحقق المؤمن سعادته وأمله في دنياه وآخرته.
لذلك، يجب على الإنسان أن يعيش حياته على ما يرضي الله عز وجل، وأن يسير على دروب الدين بمنتهى الاستقامة والتزامًا بحقوقه، فهذا يجعله محبوبًا لله وأعزم على مواجهة الآفات والشرور.
المظهر والكتم في الكرامة والمعجزة
تختلف الكرامة والمعجزة عن بعضهما البعض، حيث تستند المعجزة إلى الإظهار والاشتهار، ويتم إظهارها من قبل النبي الذي يقوم بمهمة النبوة، أما الكرامة فتستند إلى الكتم والستر وتتم على يد ولي المؤمنين.
ولذلك فإن الكرامة تكون قريبة من السكوت والكتمان، بينما المعجزة تكون قريبة من الإظهار والتمجيد، يجب أن يحترم كل منهما، ولكن يتميزان بأهدافهما وممارستهما، يعتبر الصمت والكتمان أحيانًا من رجولة الإنسان ودليل على كرامته.
في حين يعتبر الإظهار والنماء من شباب الفكر والحيوية والجهد المبذول، لذلك يجب الاحتفال بالكرامة والمعجزة والاعتراف بها، كلاهما من الآيات اللطيفة التي يتمنى الجميع أن يبتلوا بها.
التبديل والكفر في المعجزة
يعتقد البعض أنه من الأجدر بمكان المعجزات الإلهية والملائكة القدوم في زمان كثر فيه الفسق والابتعاد عن الله والفجور والكفر، لكن الحقيقة هي أن المعجزات تأتي كدليل على قدرة الله وليس لتحمل الكفارة للمجتمعات الفاسدة، والنبي الذي يدعو الناس إلى قبول دعوته يستند إلى آيات كثيرة وليس المعجزة وحدها.
لذلك، من الأفضل أن نتفهم أن الله يصنع ما يشاء ويخلق ما يريد ويستطيع تغيير ما يشاء ولكن لا يفعل الأشياء لأغراض غير وجوده ومشيئته العليا، لذلك ينبغي علينا أن نؤمن بذلك التبديل الذي قام به صاحب المعجزة ونرفض الكفر والمعصية بعد ظهور المعجزة.
الولاية في التمييز بين الكرامة وغيرها من الخوارق
يقول الكثيرون إن الكرامة هي خوارق العادات التي تمنحها الله لأوليائه، ولكن من الضروري التفريق بين الكرامة وبين باقي خوارق العادات، مثل المعونة والاستدراج والإهانة.
وعلى الجميع أن يتذكر أن الكرامة ليست مجرد خوارق تحصل عليها أشخاص عاديون، بل هي نعمة قد تحصل عليها الأولياء من الله تعالى.
وبالرغم من أن الكرامة توفر لصاحبها فائدة ونفع، فإن أهم ما يتميز به الأنبياء هو خوارقهم الخاصة التي لا يمكن لأي بشري أن يتميز بها.
لذلك، يجب على الجميع أن يتذكر أن الكرامة لا تدل على العصمة، وأن أي شخص قد يحظى بهذه النعمة نعمة الكرامة من الله سبحانه وتعالى.
التطور التاريخي لمفهوم المعجزة والكرامة
تطور مفهوم المعجزة والكرامة عبر التاريخ، فكانت المعجزة تستخدم في الأديان السماوية بوصفها الأمر الخارق للعادة الذي يحدث بواسطة الله، وتستخدم لتأكيد صحة النبوة والرسالة.
بينما يستخدم مفهوم الكرامة في تعريف صفة الولاية الإلهية، والتي تعني غطرسة ومحبة الله تجاه المؤمنين المنتجبين، وقد سُميت الكرامة باسمها لأنها تؤكد على كرامة الله لأوليائه، وقد تلازمت المفاهيم القديمة مع مفاهيم جديدة مع تطور الدين، واتضحت تفاصيل جديدة لهذه المفاهيم.
وبالنسبة لأهل السنة والجماعة، تعد المعجزة مقترنة بالنبوة، بينما يستخدمون مفهوم الكرامة لوصف استثنائية عناية الله بخلقه وخدمة الولي، وقد تباينت التفاصيل والمعاني لهذه المفاهيم حسب المذاهب والتيارات الدينية.
الأمثلة العملية على الكرامة
يمكننا الحديث عن العديد من الأمثلة العملية عن قيمة الكرامة الإنسانية في حياة الأفراد والمجتمعات، فمن المعروف أن الكرامة تنبعث من الاحترام والتقدير للفرد، ومن ذلك مثل صديق مريض بمرض خبيث والذي حارب المرض بكل ما أوتي من قوة، وكان لأصدقائه الأدوية والدعم النفسي للمساعدة في تجاوز هذه التجربة الصعبة.
كما يمكن الحديث عن العملاء والموظفين الذين يعاملون بشكل عادل وعلى أساس غير متحيز في مجال العمل، والقساوسة والراهبات الذين يقومون بالزيارات للمهاجرين والمحتجزين ويقدمون لهم الدعم النفسي والمعنوي.
في النهاية، من المهم تذكير الجميع بأن الاحترام والتقدير للفرد يجب أن يكون جزءًا من ممارسات الحياة اليومية، فهذا يساعد على إيجاد المجتمعات الصحية والمزدهرة.
الخاتمة: أهمية فهم الفرق بين الكرامة والمعجزة
يتساءل الكثيرون عن الفرق بين المعجزة والكرامة، فهما يقتربان من الخارق للعادة ويحدثان بتدخل من الله تعالى، إلا أن الفرق بينهما يتمثل في التكرار، فالنبي عليه السلام يستطيع تكرار المعجزة، بينما الولي لا يستطيع ذلك.
وهناك أهمية كبيرة في فهم الفرق بين المعجزة والكرامة، فالمعجزات فوق الكرامات وتعد دليلاً وحجةً للنبي عليه السلام على أقوامه، في حين تحدث الكرامات بتفضل من الله تعالى.
فإن فهم الفرق بين المعجزة والكرامة يساعد على تبيين الأمور وعدم الخلط بينهما، وهذا بدوره يحقق الفهم الأكثر دقة لأحداث القرآن الكريم والنبوة في الإسلام، فليحرص الجميع على فهم هذا الفرق بدقة لتبيين الحقائق الإسلامية بصورة صحيحة.
اقرأ المزيد: من هو الخضر عند السنة والشيعة وهل ما يزال حي
الأسئلة الشائعة
ما الفرق بين معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء؟
يختلف الكثيرون في تحديد الفرق بين معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء، ولذلك فإنه من المهم توضيح هذا الأمر بالتفصيل.
يمكن القول إن المعجزة هي أمر خارق للعادة يجريه الله بيد الأنبياء ويرتبط بدعواهم للنبوة، بينما الكرامة هي نوع من الخوارق والعجائب التي يحصل عليها الأولياء باستقامتهم واتباعهم لشرع الله، ولا يدعي أصحابها النبوة.
ومن الجدير بالذكر أن لا يمكن لأي أحد أن يصل إلى ما وصلوا إليه من خوارق وعجائب، ولا بد لمن يدعي ذلك أن يصاحبها الكفر لأنها تعتبر نوعًا من الخُضُوعِ لشياطين الجن، لذا فالكرامات والمعجزات تختلف في طبيعتها وأسباب حدوثها والمُرتَبط بها.
ما هو مفهوم المعجزة؟
يعتبر المعجزة في الإسلام أمرًا خارقًا للعادة يحدث على يد نبيٍّ تأييدًا لنبوَّته، وهي عبارة عن دليل وإثبات سواء كان حسيًّا أو معنويًّا، ولا يستطيع أيُّ بشرٍ على المجيء بمثلها؛ لأنَّها من عند الله سبحانه.
فهي تُلاحِقُ النبيِّ وتميِّزه عن الآخرين، وتُثبِّتُ صدق دعوته وتأكِّد وصيَّته بأنَّه مرسل من الله تعالى ومرتبط بمصالح البشرية.
وتحظى المعجزة بمكانةٍ عاليةٍ عند المسلمين كشاهدٍ وحجَّةٍ ودليلٍ على النبوة المُرسَلَةِ من قبل اللهِ تعالى، وهي تؤكِّد الإيمان بالله سبحانه وبعظمته وقدرته على الكلَّ شيء، وتزيَّدُ من إحساس المؤمنين بأهمية التمسُّك بدينِهِم.
هل المعجزات تحصل للبشر؟
تُعدُّ الكرامات والمعجزات من الموضوعات التي تتناولها الشرائع الإسلامية، وتُعتبر حقيقةً بالنسبة للمسلمين، ومنها ما يسمى بـ"معجزات الأولياء" أو الأشخاص الذين يعتبرون صالحين في الإسلام.
وعلى الرغم من أنه قد يجرى شرح ما هي الكرامات والمعجزات، فإنه ليس من الممكن إثبات صحتها من خلال العلم أو اللوجيك، إذ تُعتبر شئونًا خارقة للعادة.
ولن يحدث ذلك إلا بالتوفيق من الله تعالى، ولكن من الممكن تجربة تلك الأمور خاصةً التي يشير إليها الشرع بطريقةٍ معيّنةٍ للمسلمين الذين يبحثون عن الاقتداء بأوّلياء الله المؤمنين، أن يكون المرء مسلمًا ليس شرطًا لاستقبال الكرامات والمعجزات، فقد تحصل على معجزة دون أن يكون مسلمًا.
من الشروط التي يجب توافرها في المعجزة؟
يجب على الإنسان المؤمن إذا أراد الإقتداء بالحبيب المصطفى ﷺ، أن يؤمن بالمعجزات التي حدثت له، وأن يكون على علم بالشروط التي يجب توفرها في تلك المعجزات.
من هذه الشروط: أن تكون المعجزة من عند الله سبحانه وتعالى، وأن تكون خارقة للعادة الطبيعية، وأن تكون بحدود الإمكان للرسول ﷺ ولا تتعارض مع الشرع الإسلامي، كما يجب أن تكون الدعوى التي ترافق تلك المعجزة تضمن صدق الرسالة النبوية.
كما يجب أن يؤمن المؤمن بأن المعجزة هي آية وبرهان ودليل على صدق الرسول ﷺ، وأنها تأتي من الله الذي هو سبحانه وتعالى.
وليس هناك مجال للشك في هذه الأمور، لأن المعجزات التي قدمها الرسول ﷺ هي بحد ذاتها بينة قاطعة وإعجاز لا يمكن تفسيره، لذا يجب أن نؤمن بها ونتعبد لله بأفضل الطرق الممكنة ونعظم الرسول ﷺ الذي جاء بالحق والنور إلى الناس.
من إعداد فريق نبض العرب
المصدر :Shamela
