السحور في رمضان
حكم تأخير السحور ما هو؟ توافق الفقهاء على أن تأخير السحور يستحب حتى قرب طلوع الفجر، ما لم يخشى طلوعه، حتى يمكن الإنسان من الحصول على القوة والطاقة اللازمة لصيام النهار.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتسحر في آخر الليل ويؤخر السحور، لكنه كان يأمر بتقديم السحور قبل الأذان حتى يتمكن المسلمون من الإفطار قبل طلوع الفجر.
حكم تأخير السحور يستحب فقط لمن لا يخشى طلوع الفجر، وإن كانت الراحة المتحصلة من القوة والطاقة غير كافية بما يكفي لدى المصابين بأمراض معينة أو الكبار في السن أو الحوامل والمرضعات.
فحكم تأخير السحور يكون مكروهًا عندهم لحاجتهم إلى القوة والاستقرار في حالة الصيام، لذلك، يجب على المسلمين الالتزام بمقتضيات السنة في تأخير السحور وحسن استغلاله في الفوائد الصحية المتحصلة منه.
تأخير السحور وتعجيل الفطور من بيت العلم
تؤكد بيت العلم على أن سنة الصيام تشمل حكم تأخير السحورلآخر الليل، مع التأكيد على ضرورة تناول السحور قبل الأذان.
ومن جانب آخر، فإن تعجيل الفطور أيضاً يعد سنة من سنن الصيام، ولا إثم في تركها، وحكم تأخير السحور يعد مستحباً ويساعد على المحافظة على خيرية الناس وتقويتهم، إضافة إلى تنشيط الجسد وطرد الكسل والضعف.
ينصح بيت العلم بأن يتم تعجيل الفطور حتى يتسنى للصائمين الاستفادة الكاملة من الوقت الذي يخصصه الله لهم لتناول الطعام والشراب.
وبالتالي، فإن حكم تأخير السحور، بالرغم من إحساس الصائم بالجوع، في الحقيقة يعد فترة يستخدمها الجسد للاستعداد لرفع مستويات الطاقة والنشاط البدني للصائم في النهار.
وبهذا الشكل، نلتزم بالسنة النبوية ونمارس أعمالنا على النحو الذي يحاسبنا عليه الله في الدنيا والآخرة.
ماهي فوائد تأخير السحور
تؤكد الدراسات العلمية على أن حكم تأخير السحور يساعد الصائم على الاستفادة القصوى من فوائد الصيام، حيث إن تأخير السحور يمكن أن يساعد على تعزيز الشعور بالشبع لساعات طويلة، مما يخفف من الشعور بالجوع والعطش أثناء النهار.
كما أن حكم تأخير السحور يتيح فترة أطول للجسم لإستيعاب الأطعمة والسوائل، مما يحسن من الأداء البدني والعقلي، ويقلل من خطر التعرض للإعياء والصداع.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن حكم تأخير السحور يعد من السنن المتبعة لدى النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك فإن مراعاة هذه السنة تعدّ أجرًا عظيمًا.
لذلك ينبغي للصائمين أن يعملوا على تحديد وقت السحور وتأجيله إلى وقت متأخر من الليل لكي يستفيدوا من الفوائد الكاملة لسنن الصيام.
أفضل وقت للسحور في غير رمضان
تختلف وقت السحور في غير شهر رمضان حسب التقاليد والعادات المختلفة، ولكن ينبغي عدم التعرض لهذا الوقت بالبدعة حيث أن السحور نصح به النبي ﷺ في كل الأوقات، وليس فقط في شهر رمضان، وذلك لفوائده العديدة للجسم والصحة العامة.
ويجب أن يتم تحديد وقت الإمساك الشرعي برصد طلوع الفجر الصادق، والذي يعتبر المعيار الصحيح في شرعية الصوم.
وبما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتسحر في أوقات متأخرة من الليل، فإن السحور في غير رمضان يفضل أن يكون في وقت متأخر من الليل، ويجب أن يُفرغ المتسحر قبل طلوع الفجر الصادق.
ما الحكمة من سنة السحور
تتعدد الحِكَم والمَقْصِد من السنة النبوية الكريمة بتعجيل الإفطار وحكم تأخير السحور، فالسحور لا يشترط شرعاً في الصيام، إذ إنه سُنَّة وقربة كما أنّ الإفطار يجب على المسلم المتمتع بالعقل، فيعتبر تعجيل الإفطار أمراً مُسْتحَبَّاً مِنْ باب نصح الأمة.
وذلك حتى لا يتعسر الصائم وتفوته فرحة الإفطار بعد قوله الدعاء المشهور، ومن المقاصِد المهمة لتأخير السحور هو مُخالَفةُ أهل الكِتاب، الذين لا يتسحرون، وأيضاً منع حدوث الجوع والعطش خلال الصيام.
فالسحور هو فترة التموين والإمداد الغذائي للجسم خلال النهار، لذلك يُنْصَح بتأخير السحور إلى آخر الليل والتأكد من تحضير وجبة غذائية صحية ومتوازنة تمد الجسم بالعوامل الطاقة والسوائل الضرورية.
المدّة التي بين السحور وأذان الفجر
تتضمن البيانات الفعلية أن السحور سنة نبوية يتقوى بها الصائم على الصوم ويحقق منفعة أعظم للبدن عند تأخير تناولها إلى قبيل الفجر.
ويبين زيد بن ثابت رضي الله عنه أن الفرق بين الأذان والسحور يُقدر بخمسين آية، ويحترم هذا الفرق بالتزامن مع موعد صلاة الفجر التي يحرم فيها الطعام.
وتُجدَّ في فتح الباري البيانات حول بدع منكرة تم إحداثها في هذا الزمان، مثل إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بثلث ساعة، وإطفاء المصابيح كعلامة لتحريم الطعام، ولأهمية السحور وتحقيق قرب الزمان والمكان من الله، فإنه ينصح بالحرص على تناوله.
والامتناع عن الإمساك قبل الفجر بمدة محددة. التزامًا بالأدلة والبيانات الفعلية، يجب مراعاة الفرق بين الأذان والسحور واحترام موعد صلاة الفجر والتزام الأعمال والطقوس النبوية.
بداية وقت السحور ونهايته
تتعلق بداية ونهاية وقت السحور بالوقت الذي يطلع فيه الفجر الصادق، يبدأ وقت السحور من منتصف الليل وينتهي بطلوع الفجر الصادق، ينصح بتقديم السحور قبل الأذان حتى يكون الصائم قد فرغ منه قبل أذان الفجر.
ينتهي وقت السحور بطلوع الفجر الصادق وهو الفجر الذي يراه المسلمون في الأفق، ويعتبر السحور سنة في حق من يريد الصيام، وتقوم لهذا النية بالصوم من منتصف الليل حتى طلوع الفجر الصادق.
لذلك، يجب على المسلمين الحرص على معرفة وقت بداية ونهاية وقت السحور حتى يحرصوا على تناوله في الوقت المناسب والاستعداد للصيام بشكل صحيح وسليم.
بركة السحور
تتعدّد فوائد السّحور في رمضان، ولعلّ أبرزها هي البركة التي يحويها هذا الوقت، وحرصاً على الاستفادة القصوى من هذه الفوائد، يمكن للعديد من الجهات الاستفادة من السّحور من خلال إقامة ما يسمى بحوض السّحور.
يعمل هذا الحوض على توفير وجبات سحور متنوعة وشهيّة للمشاركين فيه، ويهدف إلى زيادة النشاط وتجنّب الجوع في ساعات الصّيام.
بالإضافة إلى ذلك، يُعدّ الحوض مناسبة مثالية للتعارف وتبادل الخيرات، إضافة إلى فضل الدّعاء والتذكير بالله في أوقات السّحور.
ولما كان السّحور من السّنن المؤكدة من النبي صلى الله عليه وسلم، يمكن القول بفائدتها الكبيرة في تحصيل الأجر والتقرّب إلى الله.
وتعدّ البركة في السّحور من أبرز الفوائد التي يحويها هذا الحوض، ذلك أنّ السّحور يهيئ للصّائم القوة والحيوية اللازمة لصيامه، ومن ثمّ فإنّه يحقق النّشاط اللازم لسجود الشّكر عند نزول الفجر، وتولّد البركة في حياة المؤمنين.
أفضل وقت للسحور للرجيم
يؤكد أخصائيو التغذية أن أفضل وقت لتناول وجبة السحور خلال تطبيق الرجيم الغذائي هو قبل الفجر مباشرةً، هذا الوقت الذي يتطلب الاستيقاظ مبكراً يساعد الصائم على الحصول على العناصر الغذائية الضرورية لجسدهم خلال اليوم الطويل للصيام.
لذا فإن تناول السحور يساهم في تفادي الإجهاد والإرهاق الناتج عن الصيام، كما أنه يساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم، ويمنع الشعور بالجوع الزائد خلال ساعات النهار.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للصائمين تحقيق فوائد أكبر عند تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والخضراوات والحبوب الكاملة، والتي تساعدهم في البقاء مشبعين لمدة أطول وتزودهم بالطاقة الكافية لمتابعة أعمالهم اليومية.
لذا، ينصح أخصائيو التغذية الصائمين بالتركيز على تناول السحور الصحيح في الوقت المناسب لتجنب المشكلات الصحية المحتملة وتعويض الفقد الكبير للمواد الغذائية خلال ساعات الصيام.
الأسئلة الشائعة
متى يكون تأخير السحور؟
سنة حكم تأخير السحور إلى آخر الليل، قبل طلوع الفجر، وذلك لتفريغ المتسحر قبل الأذان والإيقاع بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
يوصى بتناول السحور لما له من فوائد صحية ونفسية عديدة، كتعويض الجسم عن الطاقة المفقودة خلال فترة الصوم وتحفيز الجسم للإنتاجية خلال اليوم، إضافة إلى قربه من السنة النبوية وتقرّبه من الله تعالى.
وينصح أيضًا في المحافظة على تعجيل الفطور وحكم تأخير السحور، للحفاظ على النشاط والصحة وطرد الكسل والضعف، علمًا بأن وقت السحور ينتهي قبل طلوع الفجر ويكون من نصف الليل حتى آخر الليل.
هل يجوز السحور بعد الأذان الثاني؟
استنادًا إلى البيانات الواقعية، فإنه وفقًا لما ذكرته دار الإفتاء، فإن الأكل والشرب مباح إلى طلوع الفجر - الأذان - وهو الخيط الأبيض الذي جعله الله غاية لإباحة الأكل والشرب.
ومن ثم، إذا تأخر شخص مجبرًا في السحور، كأن يغلبه النوم، وسمع أذان الفجر، فإنه يبقى مباحًا عليه الأكل والشرب فور سماعه الأذان، ولا يجوز الأكل والشرب بعد بدء الأذان الثاني، إذ فيه مخالفة لقول الله.
ويجب التنبه لأن التسحر بعد طلوع الفجر ليس مؤذًى في حد ذاته، وينبغي تجنب الاستناد إلى أحاديث غير صحيحة أو مشكوك في رفعها في هذا الصدد.
ى وقت السحور شرعا؟
وفقًا للفتاوى الإسلامية، يجب على المسلم تقديم وجبة السحور قبل أذان الفجر، حتى يتسنى له الإفطار قبل دخول وقت الصلاة.
ويفضل تأخير وجبة السحور حتى آخر قسط من الليل، وذلك لأنه يُعد مِن حِكَمِ السحور ومقاصِدِه معونةً على العبادة ومُخالفةً أهلِ الكِتاب.
ويحصل فضلٌ كبيرٌ بالتأخير حيث أنَّه يُعينُ الصائمَ على احتمال الصيام وجوعه وظمئه، خصوصًاً عندما يطول النهار.
ومع ذلك، فإن استحباب التأخير لا يعني أن يؤجل المسلم السحور أو يأكل بعد أذان الفجر، لأنّ الصيام المقبول شرعًا يكون من طلوع الفجر إلى الإمساك.
هل يجوز تأخير الفطور ابن باز؟
تجيز السنة للصائم تأخيرَ السحور إلى قرب طلوعِ الفجر، وتعجيلَ الإفطارَ عند غيابِ الشمس، ذلك لتسهيلِ الصيام على العبادِ وتحقيقِ حدُودِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
ووفقاً لما حدثنا به سماحة الإمام ابن باز رحمه الله، فإنه يشترطُ للصائم التَّبكيرَ في الإفطارِ حالِ غياب الشمسِ، ويلزمُهُ تأخيرُ السَّحورِ إلى قربِ طلوعِ الفجر، مالم يخشَ طلوعَهُ، وفي حالةِ خوفِهِ مِنَ الفجر ينبغي عليه المُبادرَةُ إلى التَّسحُّرِ.
وتجدرُ الإشارةُ إلى أنَّ التأخيرَ في السَّحورِ والتعجيلَ في الإفطارِ من سننِ الصيامِ، ويتماشى ذلك مع ما أخبرَ به سماحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بضرورةِ تعجيلِ الإفطارِ عندَ غيابِ الشمسِ والمبادرةِ بهِ، إذ أنَّ المعتبرَ في هذا الأمرِ غروبُ الشمسِ، وعدمَ وجودِ ضَبابٍ يمنعُ رؤيةَ الشمسِ.