حكم الإفطار في رمضان للمسافر .. السفر الطويل والقصير

الإفطار في رمضان للمبتعث في سفر

تتفق أغلبية الفقهاء على أن حكم الإفطار في رمضان في سفر للمسافر حيث يُسمح له بالإفطار في رمضان، عليه أن يُدرِك الفجر وهو في حالة السفر، وأن يكون سفره طويلًا ويصل بمسافة تقارب 80 كيلومتر حتى لو كان السفر مريحا مثل سفر الطائرة.

إذا كان السفر قصيرًا، فلا يجوز للشخص الإفطار، وإذا حان وقت الفجر ولم يكن مسافر، ثم انتقلت للسفر بعد ذلك، فلا يجوز له الإفطار حسب اتفاقية أغلبية علماء الفقه، وأحمد بن حنبل وافَقَ إلى الإفطار المطِّلَقِ للشخص المسافر حتى إذا كان بعد منتصف نهار ويُسْمَحُ باستِعْمال الفتوى في هذا المذهب إذا كان هنالك صعوبة في الصيام.

صرح العلماء فيما بعد: يصح للمسلم أن يفطر إذا قصد الصوم خلال السفر، وليس عليه أي إثم، وبالتالي يجب عليه القضاء فيما بعد، هذا هو موقف المذهب الشافعي والحنبلي، في المقابل، يحظر المالكية فطر الصائم، وإذا اضطر لذلك فيجب عليه الكفارة وزيادةً على ذلك يتوجب القضاء لاحقًا.

وبشأن أولوية المسافر في الصوم أو الفطر، قالت المذاهب الحنفية والشافعية أن الصيام هو الأفضل، ما دام لا يسبب له صعوبة، وإذا كان صعبًا عليه فإن الإفطار وتناول الطعام يكون أفضل.

إذا كان هناك خطر على الصائم أو تعطيل لفوائد أخرى، فإن الفطر يصبح واجبًا.

قال أتباع المذهب المالكي: يجوز للمسافر الصيام ولو تأثر بمشقة، وأضاف أتباع المذهب الحنبلي: يستحب له الإفطار ويكره عليه الصوم حتى لو لم تكن هناك مشقة، وذلك نظرًا لحديث ” ليس من البرِّ الصيام في السفر”.

يجب على المسافر أن يفطر في رمضان ويقضي الأيام التي افطرها صح أم خطأ

لا يوجد شك في أن حكم الإفطار في رمضان في سفر للمسافر هو تصريح من الله تعالى، فالله قال: ” وَمَنْ كَانَ مَرِيضا أَوْ علَى سَفرٍ فَعِدةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر” في سورة البقرة،

كان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم ويفطر أثناء رحلاته، وكذلك كان يفعل أصحابه، إذا قرر المسافر الإفطار فلا مشكلة في ذلك، وإذا قرر الصوم فلا مشكلة، إنَّ الإفطار خَيَّر من الله سبحانه وتعالى لِلْمُسافِرِيْن، سواء كانوا يُقِودُونَ سَيَّاراتٍ أو جمالاً أو يسافرون على متن سفن أو طائرات، لأنَّ لا فَرق بين تِلْك الطرق.

يُسمح للمسافر بالإفطار في رمضان، وإذا صام فلا مانع، وفي حالة صعوبة الصوم يُفضل الإفطار، إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة والشدة كبيرة يُنصح بالإفطار، ويتأكد الشخص من رخص الله تعالى قبل الإفطار، وقد ذكر رسولنا عليه الصلاة والسلام أنَّه: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رِخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتى مَعَاصِيِّهِ” راجع هنا، فإذا شدّ عليه الصوم بسبب درجات حرارة عالية فيجوز للشخص الإفطار.

شاهد النبي ﷺ رجلاً كان يظل نفسه، وسأل عن السبب وأخبروه بأنه صائم، فأوضح له صلى الله عليه وسلم: ليسَ من البِرِّ الصومُ في السَّفَرِ، وذلك في حالة شدة المرض أو التعب، لكن إذا كانت حالته جيدة ولا يتأثر سير أعماله بالصوم فإن ذلك خيار له، حيث يستطيع صوم أو إفطار.

لا يوجد مانع في أن حكم الإفطار في رمضان في سفر للمسافر جائز، حتى لو كان السفر مهنته، مثلما هو الحال لصاحب سيارة التاكسي المستمر أو غيره، وكذلك، صاحب الجمل المجبر على السفر في السابق قد كان يفطِّر وهو دائمًا في رحلته؛ لكن إذا وصل إلى بلده فقد صام وامتنع عن الأكل والشرب، أما بالنسبة لرحلاته من بلد إلى بلد فإنه يجب عليه أن يفطِّر حتى لو كان هذا هو عمَلُه.

حكم الإفطار في السفر بعد الوصول

جاء سؤال جيد في حكم الإفطار في رمضان في سفر وهو: هل يحق لي أن يحق لي أن أفطر بعد وصولي من سفري رغم أني أفطرت خلال رحلة في شهر رمضان ووصلت إلى وجهتي بعد صلاة العصر؟

إذا كان مدة إقامتك لا تتجاوز أربعة أيام، فلك الحرية في تناول الطعام والشراب؛ لأنك مسافر.

إذا كنت على وشك الذهاب إلى بلدتك، أو تقضي فيها فترة طويلة تزيد عن أربعة أيام وقررت البقاء هناك، فعند وصولك عليك الإمساك حتى غروب الشمس.

إذا كنت قادمًا من بلد بعيد ووصلت إلى بلدك أثناء شهر رمضان، في الصباح أو الظهر أو العصر، فإن الصحيح من قول العلماء هو أن تصوم لأن الظروف التي تجعلك مسافر قد انتهت ولا تستطيع التبرير لفطورك.

عليك إذًا الاستمرار في صومك حتى غروب الشمس، وبالتالي ستكون مشاركًا في صيام هذا الشهر كغيره من المؤمنين.

إذا كانت الدولة التي وصلتَ إليها تحتاج إليك، وقمتَ بالإقامة فيها لمدة يوم أو يومين ثم رحلتَ عنها، فأنت مسافر، والأمر كذلك لثلاثة أو أربعة أيام.

إذا كنت ترغب في الإقامة لأكثر من أربعة أيام، فالأمر المستحسن وفقًا لمعظم علماء الفقه هو الالتزام بصيامك.

إقرأ أيضا: ماهو حكم تأخير السحور.. إليكم أفضل وقت للسحور

حكم الإفطار في السفر للسياحة

قد يلزم الفرد بالسفر، ويشاء القدر أن يكون صائما في شهر رمضان المبارك، فيواجه صعوبة في الصيام، فيذهب للاستفسار من أهل العلم عما هو حكم الإفطار للمسافر في رمضان؟ سواء كان لأغراض سياحية أو لغير ذلك، وسنحدثكم هنا حول ما هو حكم الإفطار في رمضان في سفر للمسافر؟

سافرت يومًا في شهر رمضان إلى منطقة بعيدة عن منطقة سكني بمسافة 380 كيلومترًا، وكنت صائمًا، وقد سافرت في الصباح، وعند وصولي إلى جدة في الساعة 12 ظهرًا، لم أستطع الصيام لبقية اليوم، فاتخذت قرارًا بالإفطار. فهل عليّ إثم؟ وبماذا تنصحونني؟ جزاكم الله خيرًا.

يوصى بأن يقوم المسافر بالفطر خلال شهر رمضان، ويعد الفطر هو الأفضل له في هذا الوقت، حتى إذا كان السفر سهلاً عليك ولم تشعر بأية صعوبة، فإنه من المستحسن أن تقوم بالفطر حتى وإن كنت تشعر بالارتياح.

إن كانت جدة التي وصلت اليها في مكان السفر غير المراد الوصول إليه، فعليك أن تفطر فيها حتى ولو لم يكن هناك شدة، لكن عندما تواجه صعوبات يتأكد لك وجوب الفطر، وذلك نظير قول سيد المرسلين ﷺ: ” ليس من البر الصوم في السفر” راجع هنا.

عندما كان النبي ﷺ مع أصحابه في بعض رحلاتهم وبينهم من كان يصوم وغيرهم المفطرون، سقط الصائمون بسبب الحرارة الشديدة والعطش وامتلأوا بالجفاف، في حين قام المفطرون فضربوا الأخبية وسقوا المسافرين فقال الرسول ﷺ: “ذهب المفطرون اليوم بالأجر “.

أما إذا كان الهدف هو زيارة الجدة وكنت تسافر إليها، في حال رغبت في الإقامة لأكثر من أربعة أيام، عليك إتمام صيامك؛ نظرًا لأنَّك مأمورا بالصوم ومطالب بصيامك وعدم الإفطار، أمَّا إذا كان الغرض هو زيارتها لمدَّة أقل من أربعة أيام، فلا بأس بالإفطار حتَّى ولو لم يشد عليك الصيام وهكذا هي السنة وهذا حكم الإفطار في رمضان في سفر والله ورسوله أعلم

هل يجوز الإفطار في السفر بالسيارة

لا يوجد مانع في أن حكم الإفطار في رمضان في سفر للمسافر جائز، حتى لو كان السفر مهنته، مثلما هو الحال لصاحب سيارة التاكسي المستمر أو غيره، وكذلك، صاحب الجمل المجبر على السفر في السابق قد كان يفطِّر وهو دائمًا في رحلته؛ لكن إذا وصل إلى بلده فقد صام وامتنع عن الأكل والشرب، أما بالنسبة لرحلاته من بلد إلى بلد فإنه يجب عليه أن يفطِّر حتى لو كان هذا هو عمَلُه.

إقرأ أيضا: دعاء عند الإفطار.. المستجابة ومنها اللهم لك صمت

الإفطار في السفر كم كيلو

قرر أهل العلم بأن المسافة التي يسمح للمسافر بأخذ رخصة السفر فيها، مثل قصر وفطر، هي 83 كيلو متر.

بما أن المسافة الواردة في السؤال أقل من المحدد، فإنه غير مجوز لك الإفطار بناءً على رأي العلماء، وفريق من أهل العلم زعموا أن التصنيف كسفر يتوقف على التقاليد والثقافة.

إذا كان لدى الناس اعتقاد بأن الذي يذهب إلى المحل الذي تريده هو مسافر، فيمكنك الإفطار وفقًا لهذا الرأي، والله أعلى وأعلم.

هل يجوز الإفطار قبل 80 كيلو

أمر الله تعالى بصيام المسلمين، ومنحهم العديد من التسهيلات لتسهيل عبادة الصيام عليهم، وكان للصائم المسافر رخصته في الإفطار، ولكن مع وجود شروط ومعايير محددة يجب توفيرها حتى يحق للصائم المسافر أن يفطر خلال صومه، مثل مدة الرحلة والمسافة وحكم الإفطار في رمضان في سفر للمسافر كالتالي:

توصّل أئمة الشافعية، المالكية والحنابلة إلى اتفاق بخصوص عدم جواز الإفطار قبل مسافة 48 ميل، أي ما يعادل 80 كيلومتراً تقريباً، وهذه المسافة يستغرق طولها ثلاثة أيام سيراً على الأقدام.

وافق بعض الأئمة على أنه غير مسموح إفطار صائم في المنزل قبل السفر وقطع المسافة، وفي حينها يُسمح بالإفطار.

إقرأ أيضا: أهم النصائح الصحية خلال شهر رمضان.. لتناول طعام ونظام غذائي للصحة

هل يقضي المسافر الصوم

وحكم الإفطار في رمضان في سفر للمقيم المهم في سفر أنه يجوز السفر خلال فترة الصيام في شهر رمضان، ويسمح للمسافرين بالإفطار في رمضان والقضاء في وقت لاحق، وهذا مقبول عند كل الفقهاء وأهل العلم إلا ما روي وقيل عن الصحابي الجليل ابن عباس حيث قال لا يجوز الصوم في السفر للمسافر ومن صام في سفر فعليه القضاء (يعني أنه لو صمت في سفرك فيجب عليك قضاء هذا اليوم) وقدم حجة بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: “ليس من البر الصوم في السفر” وذلك عند البعض في حق من يشق عليه الصوم فالأفضل له أن يفطر، والله أعلم.

ليس من البر الصيام في السفر

صرح جابر بن عبد الله بأن رسول الله ﷺ شاهد رجلاً تجمع حوله الناس، وتظلل عليه، فقالوا إن هذا الرجل يصوم، فقال رسول الله ﷺ: “ليس من البر أن تصوموا في السفر”.

إذا تجاوز شخص حد الصوم الذي قال له النبي محمد ﷺ، فلا يُعَدَّ صيامه برًّا، لأن الله تعالى حرّم على الجميع تعريض أنفسهم لأي شيء قد يؤدي إلى هلاكها، وله بهذا طريق النجاة.

إقرأ أيضا: فوائد وأضرار الصيام على المعدة.. إليكم 7 معلومات مدهشة

الأسئلة الشائعة

المصدر : نبض العرب – منوعات